الحياء والخجل من الصفات التى تلازم المرأة وتمثل زينة لها فى مختلف مراحل عمرها ومن العيوب التى يأخذها الآباء والأمهات على بنات هذه الأيام أنهن تخلين عن هذه الصفة الأساسية وأصبحن يتحدثن فى أشياء كانت أمهاتهن يخجلن من الحديث عنها وقد اعتبر النبى الكريم الحياء شعبة من شعب الإيمان وهو ضرورى حتى للرجال غير أن مايزيد على الحد ينقلب إلى الضد ومن ذلك الخجل فقد يكون الإفراط فيه سببا فى ضياع الشخصية والحقوق .
تؤكد دراسة لمركز البحوث الاجتماعية أن الخجل صفة قديمة أيام ماكان سى السيد هو الحاكم بأمره لكن المرأة أصبحت وزيرة ومستشارة وطبيبة ومحامية ودخلت كثيرا من المهن التى تلزمها أو تفرض عليها الاختلاط بالرجل والتعامل معه حيث لايوجد مكان للخجل .
البنت خرجت للجامعة وتعيش فى اختلاط مدة أربع سنوات على الأقل وتفرض عليها هذه الظروف محادثة زملائها والحوار مع أساتذتها كما أن البنت المكسوفة من السهل أن تقع فريسة لأى إنسان معدوم الضمير يغزو عواطفها أو يلعب بمشاعرها .
وتشيرالدكتورة سعيدة أبوسوسو أستاذة علم النفس إلى أن الخجل يبدأ مع الطفل منذ فترة مبكرة وخاصة مع بداية اختلاطه بأقرانه فى الحضانة أو المدرسة وتقول إن الخجل يظهر بمشكلاته المتعددة والتى تتمثل فى الخوف والرهبة وعدم استيعاب المعلومات بشكل طبيعى لكن الخجل فى هذه المرحلة وحتى هذا المستوى لايعد خجلا مرضيا إذ مع الوقت وإندماج الطفل مع رفاقه وزملائة يتلاشى الخجل بالتدريج وتستدرك قائلة إن تطور أعراض الخجل ووصولها إلى حد أحمرار الوجه والرعشة وزيادة ضربات القلب والتلعثم فى الكلام كل ذلك يفصح عن حالة خجل مرضية ولابد من استشارة الطبيب النفسى لأن هذا الخجل قد يؤدى إلى فوبيا الخوف وإلى الإصابة بالاكتئاب وكل هذه الأمور يمكن للطبيب النفسى أن يعالجها إذا ماتداركنا الأمر فى مرحلة مبكرة وتضيف قائلة لابد أن نفهم أننا فى مجتمع شرقى والخجل أو الحياء ضرورة يجب أن تتوافر فى حياة بناتنا فما أجمل الخجل فى البنات والخجل إحساس فطرى موجود عند كل البشر وهو صفة جميلة طالما أنها بشكل طبيعى وبالعكس البنت الخجول تتعلم القيم بسهولة وتقول إن مشكلة الخجل تظهر مع مصاحبتها التغيرات النفسية والفسيولوجية فالأنثة تخجل من تغير شكل جسمها والعلاج هنا الحوار المفتوح والمستمر بين الأم وابنتها وملاحظتها لها بشكل دائم وتقديم النصح والعون حتى وإن لم تطلبهما البنت لخجلها .