بالصور.. تدمير مقتنيات متحف الفن الإسلامى..الترميم يتجاوز المائة مليون جنيه.. تلف قطع نادرة منها إبريق مروان ومحراب رقية والسقف المعلق.."الآثار": التدمير طال المبنى نفسه.. والأثريون:"ربنا يعوض علينا"
متحف الفن الإسلامى بعد تدميره
كتبت دينا عبد العليم
كارثة تعرض لها متحف الفن الإسلامى بباب الخلق، والذى يقع أمام مديرية أمن القاهرة مباشرة، حيث دمر المتحف بالكامل نتيجة العدوان الإرهابى على مبنى المديرية، وقد أكد الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار أن تكلفة ترميم مبنى المتحف نفسه الأثرى الذى تجاوز عمره الـ 111 عاما، بالإضافة إلى ترميم مقتنيات المتحف ستتجاوز المائة مليون جنيه موضحا أن تطوير المتحف ونقل المقتنيات إليه قد تكلف منذ سنوات 107 مليون جنيه، واليوم هو يحتاج لأضعاف هذا المبلغ لإعادة ترميم المبنى ومقتنياته التى دمرت بالكامل، موضحا أن واجهة المتحف تم تدميرها بالإضافة إلى سقوط الجدران والأسقف من الداخل ومن بينهم السقف المعلق الأثرى، بالإضافة إلى تلف معظم القطع الأثرية والتى من بينها قطع نادرة جدا أهمها المحراب الخشبى النادر للسيدة رقية الذى يعود للعصر الفاطمى، ومشكوات السلطان حسن العصر المملوكى، وإبريق عبد الملك بن مروان من العصر الأموى.
وفور وقوع الحادث توجه الدكتور محمد إبراهيم، إلى مبنى المتحف للوقوف على الحدث وكلف إبراهيم فريق الإسعافات الأولية وإدارة الأزمات بوزارة الآثار بأعمال الإنقاذ الأولية للآثار الأكثر تضررا بالمتحف، وتجميع الآثار المتناثرة داخل فتارين العرض وبأروقة المتحف باستخدام أدوات من البلاستيك والأسفنج والقماش المعالج تمهيدا لنقلها وإجراء أعمال الترميم اللازمة لمعالجتها، موضحا أن جميع مقتنيات المتحف سيتم نقلها لترميمها خارج المتحف أثناء عملية ترميم مبنى المتحف نفسه، وذلك بعد أن انتهى المعمل الجنائى من معاينة المتحف وتقدير حجم الأضرار الأولية والتى كانت معظمها فى الجهة الشرقية من المتحف، هى تحطم لمعظم ديكورات المتحف الداخلية وتساقط الأسقف.
كما عقد إبراهيم مباحثات مع المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والدكتور جلال مصطفى سعيد أسفرت على اتفاق بتشكيل لجان من وزارة الإسكان والآثار لتقدير التلفيات وإمكانيات إعادة مبنى متحف الفن الإسلامى إلى ما كان عليه قبل هذا التدمير الغاشم، كما أكدت لجنة من قطاع الآثار الإسلامية التى كلفها وزير الآثار بمعاينة الآثار الإسلامية المحيطة بمنطقة الحادث تأثر عدد من المبانى الأثرية من بينها مسجد اغالحين ومسجد الأمين حسين وجامع البنات وفاطمة الشقرا تمثلت فى تحطم الشبابيك الجصية والزجاجية والشخشيخة الزخرفية, والأبواب الخشبية.
بينما صرح أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، بأن النتائج الأولية لخسائر متحف الفن الإسلامى تشير إلى تلف وتدمير حوالى خمسين قطعة منها بعض القطع النادرة، مؤكدا أنه لم يتم حتى الآن الاستقرار على المكان الذى سيتم نقل مقتنيات المتحف إليه لترميمها، مؤكدا أن مبنى المتحف الأثرى أيضا سيخضع لعملية ترميم بعد تدمير جدرانه وأسقفه نتيجة الحادث الإرهابى.
بينما قال اللواء محمد الشيخة، رئيس قطاع المشروعات، إن الفنيين بالوزارة يجرون الآن الصيانة اللازمة للأبواب الخشبية الخارجية للمتحف التى تأثرت بشدة جراء الحادث الإرهابى لإعادة غلق المتحف وتأمينه لضمانة عدم التسلل داخله.
ووصف صلاح الهادى أمين عام نقابة الأثريين ما تعرض له متحف الفن الإسلامى بالكارثة الحضارية، وأن نقابة الأثريين تستنكر التفجيرات التى نتج عنها تدميره بالكامل، حيث سقط السقف المعلق الأثرى، والوجهة الخارجية للمتحف بالكامل، وبعضال قطع الأثرية فى الساحة بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من القطع النادرة بالمتحف.
كما أدانت جمعية رعاية حقوق العاملين والخريجين وحماية آثار مصر الحادث الإرهابى الأثيم الذى تعرضت له مديرة أمن القاهرة ومتحف الفن الإسلامى الذى امتدت يده لتريق دماء الأبرياء وتدمر حضارة هى ملك للإنسانية والتى تعتبر جريمة بشعة فى حق الإنسانية ونتقدم بخالص التعازى لشهداء هذا الحادث الأليم ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين ونطالب الحكومة بتقديم الجناة على وجه السرعة للعدالة.