في إطار الجهود المبذولة لمواجهة محاولات النيل من أمن مصر, وتعطيل مسيرة إعادة بناء مؤسسات الدولة, تكشفت خيوط مخطط للتنظيم الدولي للإخوان بالتعاون والتحالف مع عناصر الطابور الخامس ـ الذين يطلقون علي أنفسهم وصف نشطاء أو ثوار يناير ـ لإشاعة الفوضي, وزعزعة الاستقرار, وتشويه الجيش والشرطة, والنيل من دوريهما في تأمين الوطن, وحماية إرادة الشعب.
وحدد المتآمرون الثلاثاء المقبل ـ19 نوفمبر ـ موعدا لتنفيذ مخططهم, واختاروا شارع محمد محمود بقلب العاصمة مسرحا للغرض نفسه, تحت لافتة إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود.
وأكدت مصادر أمنية تلقي أطراف المخطط تمويلا ضخما لتنفيذه بإشراف التنظيم الدولي للإخوان الذي يسعي للانقضاض علي المؤسستين العسكرية والأمنية بعد النجاح الكبير الذي حققتاه في الفترة الماضية.
وكشف مصدر أمني رفيع المستوي أن أجهزة الأمن ترصد جميع تحركات العناصر التحريضية, وتم وضع خطة لمواجهة المخططات التي يسعي الإخوان من خلالها إلي إحداث ثغرة أمنية جديدة علي غرار الانهيار الأمني الذي حدث يوم28 يناير2011, وما تبعه من تهريب المساجين, وإشاعة الفوضي في البلاد.
وقال: إن تعليمات القيادات هي التعامل بمنتهي الحزم وبالقانون, لردع هؤلاء المخربين, والعمل علي إحباط مخططاتهم.
وشدد علي أن خطة الانتشار الأمني في محيط ميدان التحرير, ومبني وزارة الداخلية ستحول دون الاقتراب من المنطقة, وناشد أبناء الوطن عدم الاستجابة لتلك الدعوات التي وصفها بالمشبوهة, محذرا من أن غرضها بسط غطاء سياسي علي المخططات الإجرامية التي يستهدف تنظيم الإخوان تنفيذها.
وأكد محمد عطية, عضو المكتب السياسي لتكتل القوي الثورية, أن هناك مؤامرة يحيكها عدد من المرشحين السابقين للرئاسة ضد الشرطة والجيش في هذه الذكري, وأن تكتل القوي الثورية وجبهة الإنقاذ أعلنا عدم التوجه إلي ميدان التحرير في ذلك اليوم, والاكتفاء بوقفة صامتة بميدان طلعت حرب لتأبين الشهداء, دون رفع لافتات أو شعارات من أي نوع.
وأوضح أنه تم الاتفاق بين جميع القوي الثورية والوطنية علي ميثاق شرف بعدم الاقتراب من ميدان التحرير, أو أي مبان حكومية أو شرطية, وعدم دخول شارع محمد محمود, لتفويت الفرصة علي الإخوان والطابور الخامس, وعدم إراقة المزيد من الدماء.
وقال اللواء خالد مطاوع, الخبير الأمني: إن عددا كبيرا من الشباب, الذين شاركوا في أحداث محمد محمود, تم استهدافهم من قبل ميليشيات الإخوان التي كان يشرف علي تدريبها وتمويلها حازم صلاح أبوإسماعيل, لإحداث حالة من البلبلة المستمرة في الشارع, والضغط علي المجلس العسكري لإنهاء المرحلة الانتقالية بأي ثمن, وتصوير الإخوان علي أنها الجماعة الوحيدة المنظمة القادرة علي قيادة البلاد في ظل تلك الأجواء المتوترة, والأحزاب الهشة.
ولفت إلي أن تقرير الطب الشرعي, الذي أعلن أمس, يؤكد أن طلقات الخرطوش التي استخدمت في أحداث محمد محمود ضد الشرطة والمتظاهرين هي نفسها التي استخدمتها عناصر الإخوان في اعتصام رابعة العدوية, وهي أعيرة لا تستوردها الشرطة, الأمر الذي يكشف حقيقة الطرف الثالث الذي كان يعمل علي تعميق مشاعر الفتنة والضغينة, وإحداث وقيعة بين الشعب من ناحية, والشرطة والجيش من ناحية أخري. وشدد علي أن الطرف الثالث في هذه المعادلة كان عناصر من ميليشيات الإخوان. وفي سياق متصل, دعا ما يسمي التحالف الوطني لدعم الشرعية أنصار الإخوان إلي التظاهر اليوم تحت شعار اللا عودة.