خبراء علم النفس يحللون تصرفات مرسى خلال محاكمته..ترديده كلمة"شرعية"يكشف إنكاره للواقع ومعاناته من اضطراب عقلى..ورفعه للبنطلون يدل على توتره..وتلويحه بإشارة رابعة كى يؤكد أنه"فاعل"وليس"مفعولاً به"
الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013 - 01:18
أكد الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة ونائب رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، أن الوضع الذى ظهر عليه مرسى أمس أثناء محاكمته بعدما بدا مبتسماً يحيى الحضور ويلوح لهم بإشارة رابعة، هو نوع من أنواع المكابرة والالتفاف حول الحقائق، حيث يحمل شيئاً من الخداع وإنكار الواقع.
وحلل "عبد المحسن" ظهور مرسى بذلك الشكل بعدما أكد أمام المحكمة أكثر من مرة أنه "الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والرئيس الشرعى للبلاد"، بأن مرسى حاول الظهور بمظهر الإنسان المتماسك، وهو الأمر الذى يعكس قمة الانهزام والإحباط الشديد إليه، وما يظهره تعويضاً لإحساسه بالهزيمة، حيث يعانى من "الانسلاخ عن الواقع".
وأضاف أن مرسى يعيش حالة من الوهم والزيف والضلال الفكرى، حيث أنه يعيش فى أوهام لا تستند إلى أى منطق أو واقع كأنه إنسان "مغيب" ينفصل عن واقعه، مشيراً إلى أنه فى حالة إنكار، وبناءً عليها يتصرف تصرفات طائشة لا تستند إلى واقع وليست متوافقة مع موقف وقوفه أمام رجال القضاء.
وعن بعض الحركات التى قام بها مرسى مثل ضبط ياقة قميصه ورفع بنطاله، حللها "عبد المحسن" بأنها تعرف باللزمات الحركية التى تعكس حالة التوتر والقلق والارتباك الداخلى التى يعانى منها ومحاولاته للظهور بمظهر الإنسان المتماسك.
وأكد أستاذ الطب النفسى، أن ما يعانى منه مرسى يعانى منه أيضا باقى قيادات الإخوان المتهمين فى قضية الاتحادية، والذين ظهروا فى قفص الاتهام ملوحين بإشارة رابعة، ومرددين هتافات مناوئة للجيش، وعلى رأس هؤلاء محمد البلتاجى وعصام العريان وأحمد عبد العاطى، موضحاً أن محاولات أى فرد منهم للظهور بصورة الإنسان الشجاع، وأنه يدافع عن قضية يعلم يقينا أنها قضية فاشلة ووهمية ما هى إلا ردود أفعال تعكس عكس ما بداخلهم من شهور بالانهزام والضياع وكان الأرض سحبت من تحت أقدامهم، حيث يعيشون الآن فى فراغ وزيف ويبدون واقفين ضد التيار.
وأكد أن ما يعانى منه مرسى وقيادات الإخوان يسمى فى الطب النفسى "الضلال الفكرى"، وهو عبارة عن اعتقاد وهمى خاطئ راسخ فى عقل الإنسان لا يتماشى مع المنطق أو الحجة او البرهان وغير قابل للتعديل، وهو أحد أعراض الاضطراب العقلى.
وعن تعمد قيادات الإخوان وعلى رأسهم عصام العريان مخاطبة وسائل الإعلام الأجنبية، قال "عبد المحسن" أن مخاطبة الأجانب ليستمدوا قوتهم من الدعاية المضللة أمام العالم لأنهم يعلموا أن الإعلام المحلى يكشف أخطائهم وادعاءاتهم الباطلة ولا يستجيب لأفكارهم، موضحاً أن الإعلام الخارجى يمكن الالتفات إليه وتسويق معتقداتهم وادعاءاتهم الكاذبة أمام الغرب.
وقالت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، أنه تلاحظ عند نزول محمد مرسى من السيارة الميكروباص بأكاديمية الشرطة وقف لضبط بدلته، وهو ما أدى إلى وقوف الجميع حوله، وهو الأمر الذى لم يعتد عليه، حيث لم يعتد الظهور "مهندم" وأيضاً يأتى ذلك الأمر على خلاف ما هو مقبول من دخول المتهم المحكمة.
وأوضحت أن مرسى قام بهذا الفعل حتى يوحى للناس أنه رئيس وفاعل وليس مفعولاً به، حيث إنه بوقوفه لضبط ملابسه اضطر الجميع لانتظاره والوقوف حوله، كما توقفت الكاميرا لأخذ تلك اللقطة.
ووصفت "عيسوى"، طريقة دخول مرسى لقفص الاتهام بالشكل السينمائى، حيث أراد الظهور كملك من حوله الحاشية، وهو الأمر الذى أكده التفاف قيادات الإخوان حوله، وعن إشارته بعلامة رابعة جاء كنوع من الحشد لمؤيديه من الإخوان وكان لسان حاله يقول: "أنا موجود وراجع تانى".
وحللت وقوفه ملاصقاً للسلك بقفص الاتهام، بأنه جاء بغرض التغلب على خوفه الداخلى، وكأنه يريد أن يقول "أنا برىء"، وعندما هتف محامو الإخوان "حرية وعدالة المرسى وراه رجالة" قام بضبط ياقة قميصه وبنطاله، وهو الأمر الذى يدل على شعوره بنشوة وجزء من التضخم كأنه يريد أن يقول "يا أرض اتهدى ما عليكى أدى".
وعن ابتسامة مرسى وقيادات الإخوان، وصفتها "عيسوى" بأنها ابتسامة صفراء مقززة يفتعلها الإخوان، كما أمليت عليهم للظهور بأنهم غير مبالين وكان شيئاً لم يكن.
وترى "عيسوي"، أن التفاف قيادات الإخوان حول مرسى بمجرد دخوله قفص الاتهام، جاء بغرض تشجيعه والتعامل معه كرئيس، حيث بدا المشهد كصور سينمائية وتمثيلية مرسومة للعب على وجدان المشاهد، فالإخوان يتعاملون مع الواقع كأنه حرب تستخدم فيه كافة الحيل.