نشأت فكرة الإخوان المسلمين فى مصر فكرة إٍسلامية خالصة ضد ما يسموه المشروع العلمانى والليبرالى ورفعوا راية الشريعة الإسلامية لهم وبالتالى فقد كان عدوهم الأكبر هم هؤلاء الدول الكافرة التى تعادى الإسلام فى كل بلدان العالم والتى تقتل وتعذب فى الشعوب فقط لإنهم مسلمون ليس أكثر.
على الرغم أن الفكرة كانت نقية إلا أن مؤسس الجماعة "حسن البنا" قد كسر تلك القاعدة حينما جرت بينه وبين المفاوض الإنجليزى بقناة السويس مفاوضات وإعتبر "البنا" أن الإسلام قد اتاح لنا المفاوضات حتى فى الكافرين وهو ما ثابت فى السيرة النبوية ومن هناك كانت البداية وبمرور حرب 48 كانت الجماعة وكما تقول هى من تحارب فى فلسطين ضد الكيان الصهيونى الذى يحتل أراضيها.
لم تكن محاربة إسرائيل هى آخر المطاف بل إن أكبر جماعة إسلامية فى فلسطين الآن والتى تسيطر على نصف فلسطين تقريبا وهى حماس التى تحكم غزة ما هى إلا جناح من أجنحة الإخوان المسلمين التى طالما رفعت شعار لا تفاوض ولا سلام مع إسرائيل وهذا الشعار التى جعلت من الإخوان المسلمين ضلعا كبير فى قتل السادات الذى عقد اتفاقية السلام مع الكيان الصهيونى وهو ما إعتبرته الجماعات الإسلامية خيانة لايمكن محوها !.
بعد تولى الإخوان المسلمين السلطة فى مصر تغير كل شئ وإختفى فجأة هتاف "يا مبارك ليه تستنى وإنت وراك احفاد البنا" ذلك الشعار الذى هز أرجاء مصر عام 2008 أثناء الحرب على غزة وحل محلها صديقى العزيز "بيريز" اول خطاب من رئيس ينتمى لاكبر الحركات الإٍسلامية ضد الدولة التى تجسد المشروع الصيهونى والعدو الأول للعرب.
لم يكتفى الإخوان المسلمين بذلك بل إن اول عقد يتم بين حماس وبين إسرائيل كان برعاية مصرية وهو ما إعتبرته أمريكا نصرا إستراتيجيا بعد أن فقدت مبارك فى مصر وبالتالى فان الأمر أصبح لها على مايرام ومع إشتداد السخط العام على الدكتور مرسى وعلى جماعة الإخوان المسلمين والدعوة إلى سحب الثقة منه كان لابد أن يكون للولايات المتحدة موقفها وهى الدولة التى تلعب دورا محوريا وإن اختلفت نسبه فى منطقة الشرق الاوسط تحديدا.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة دوما تأخذ مواقفها تبعا لمدى درجة السخط الشعبى على الرئيس كما فعلت مع مبارك ودوما لا تتحدث بصراحة وتستخدم اللغة الدبلوماسية أكثر من اى شئ اخر لكن فى تلك المرة كان الرد مختلفا تماما حيث جاء الرد صريحا واضحا وقبل ان تبدا المعركة وهو ما يعنى إصرارها على هذا القرار والأمر بدأ حينما عقدت "أن باترسون" السفيرة الأمريكية مؤتمرا صحفيا مع عدد من القيادات السياسية الموجودة على الساحة المصرية الآن لتعلن موقف الولايات المتحدة الامريكية بأن سقوط مرسى لا يؤدى بأى شكل من الأشكال إلى الديمقراطية المصرية التى ننشدها ويؤدى الى عدم الإستقرار وبالتالى فهو يهدد أمن المنطقة !.
إعتبر الكثيرين من القيادات السياسية ان تصريح السفيرة الأمريكية بتلك الكيفية والوضوح هو صك الأمان لنظام الإخوان المسلمين وتأييدا واضحا لما أسموه الرعاية الأمريكية التى ترعى الدولة الإسرائيلية بجانب رعاية أكبر حركة إسلامية فى الشرق الاوسط ومن هناك كانت المشكلة وماذا تقصد امريكا بتلك التصريحات وكيف يمكن تفسيرها ؟.
أحمد خيرى، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار: قال "إن تصريحات السفيرة الأمريكية آن باترسون، تكشف عمالة الإخوان المسلمين للأمريكان، وتثبت أن الحكم فى مصر هو جزء من إرادة أمريكا".
وتابع خيرى،: "الحديث عن أن الشعب المصرى منقسم قسمين حديث خاطئ، الصراع بين الشعب الإخوان وفقط مضيفا إن السياسة الأمريكية كتلة من الغباء".
فيما اكد المهندس
أحمد بهاء الدين شعبان، وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن الشعب المصرى لا يقبل وصاية السفيرة الأمريكية، موجهاً حديثه لها قائلاً: عليكى التزام الصمت حينما يتحدث الشعب يوم 30 يونيو.
وأضاف وكيل مؤسسى الحزب الاشتراكى المصرى، أنه ليس على السفيرة الأمريكية، أن توصى الشعب بما يجب أن يفعله يوم 30 يونيو، لأننا أحرار ونمتلك إرادتنا. مؤكدا أن الشعب المصرى كله سينزل إلى مظاهرات 30 يونيو، رغم دعم أمريكا لعملائها فى قصر الاتحادية، لافتاً إلى أنه رغم دعم أمريكا للأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة فى المنطقة العربية، بما فيها نظام مبارك إلا أنها لم تستطع حمايته من غضبة الشعب، ولن تستطيع حماية مرسى من غضب الشعب يوم 30 يونيو.
على الجانب الآخر قال
ضياء رشوان،
نقيب الصحفيين، إن تصريحات آن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة، في مؤتمر مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بهذا الكم من التفاصيل عن تظاهرات 30 يونيو الجارى، لا يأتى من فراغ، وإنما يدل على أن هناك معلومات لديها من مراكز البحوث والسفارة الأمريكية تفيد بأنه يوم غير طبيعى بكل المقاييس.
وأكد "رشوان" ، أن العالم أجمع يعرف أن الولايات المتحدة لها اتصالات مع الإخوان، ولكن الغريب في الأمر أن تكون العلاقة حميمية بين راعية إسرائيل، وبين كبرى الحركات الإسلامية في العالم.
وأضاف "رشوان" أن حرص السفيرة الأمريكية بالقاهرة على حكم الإخوان المسلمين، هو حرص على أمن إسرائيل، وحرصها على أول اتفاق بين حماس وبين إسرائيل في أول اتفاق برعاية مصرية، وأيضًا بجانب استكمال ما بدأته في سوريا.
فهل تكون كلمة السر مع الولايات المتحدة وهل تخسر الإخوان المسلمين ما قضت عمرها تقوله ، بأنها راعية الشريعة الإسلامية فى العالم !.