قضت محكمة جنايات السويس الدائرة الثالثة برئاسة المستشار عبد
العزيز شاهين بالحكم المشدد 15 عامًا بالسجن على "وليد حسين بيومى عبد
الله" وشهرته الشيخ وليد 28 سنة، وعنتر عبد النبى سيد أحمد خليفة، 26 سنة،
ومجدى فاروق معاطى أبو العينين 33 سنة " بتهمة قتل أحمد حسين عيد 20 سنة
طالب بكلية الهندسة نهاية شهر يونيه الماضى.
هذا وقد حضر الجلسة عدد كبير من المحامين المتطوعين لتمثيل أسرة القتيل
بالقضية والدفاع عن نجلهم، من جانبه طالب على فرج محامى أسرة القتيل خلال
مرافعته بالحكم بإعدام المتهمين الثلاثة، مؤكدا أنهم شكلوا جماعة لفرض
الآراء الدينية بالقوة وذلك باعترافهم بالتحقيقات حيث أقر المتهم الثالث
وليد حسين بيومى بأنه يتدخل بالنصح والإرشاد مع كثير من زملائه وأحيانا
بمفرده وأحيانا مع صديقه مجدى المتهم الثانى وأوقات أخرى يكون المتهمون
الثلاثة يقومون بنفس العمل، ما يؤكد أن اتهام النيابة بأنهم كونوا جماعة
لفرض الآراء الدينية بالقوة له صدى فى الأوراق وله ما يؤكده ويؤيده من خلال
اعترافاتهم.
من جانبهم طالب محامو المتهمين الثلاثة بالبراءة لموكليهم حيث استند محامى
المتهم الأول عنتر على تصريحات المسئولين المنتمين للتيار الإسلامى بأنهم
يحثون المواطنين على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقدم حافظة بها
للمحكمة تدخل أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو واجب على كل مسلم،
فيما استشهد محامى المتهم الثانى مجدى على شهادة الفتاة التى كانت مع
القتيل والتى أقرت بأن موكله كان بعيدا عن المشاجرة نهائيا، ولم يعتد على
الشاب، وطالب محامى المتهم الأخير وليد بالبراءة لموكله مؤكدا أنه كان يأمر
بالمعروف وشاهد شخصا فى وضع خطأ فأراد له النصح والإرشاد.
كانت النيابة قدمت فى مرافعتها فى بداية الجلسة عرضا وافيا عن ما حدث فى
أعقاب الثورة من هدم لأضرحة والتعدى على الطرقات والأشخاص بداعى تطبيق
الإسلام والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مؤكدا أن ما قام به المتهمون
الثلاثة لا يمت للإسلام بشئ، وطالب بتوقيع عقوبة الإعدام على المتهمين.
كانت التحقيقات وتحريات النيابة التى قامت بها مباحث السويس تحت إشراف
العميد سامى لطفى مدير المباحث الجنائية بأن المتهمين الثلاثة "وليد حسين
بيومى عبد الله" ، وعنتر عبد النبى سيد أحمد خليفة ، ومجدى فاروق معاطى أبو
العينين أثبت أن المتهمين قاموا بالتعدى على "أحمد حسين عيد" طالب بكلية
الهندسة بالغ من العمر 20 عاما، والتعدى عليه مساء 25 يونيه الماضى بآلة
حادة أثناء جلوسه بجوار خطيبته بجوار سينما رينيسانس بداعى أنهم شاهدوه فى
وضع مخل، وأنهم كانوا ينهونه عن فعل المنكر على حد وصفهم، وعقب ذلك لقى
الشاب مصرعه متأثرا بالطعن فى قدمه اليسرى فى 1 يوليو الماضى.
وكشفت التحقيقات عن أن المتهمين من حملة المؤهلات المتوسطة، وسبق اتهام
أحدهم بالسرقة من أحد المساجد، وأن المتهم الأول "لحام كهربائى" والثانى
موظف بهيئة التجميل والنظافة والثالث عامل بالترسانة البحرية، كما كشفت
التحقيقات اعتناق المتهمين فكراً دينياً متشدداً، وأنهم كونوا عصبة تدعو
لفرض الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من وجهة آرائهم الدينية المتطرفة،
وأن المتهمين اتخذوا من العنف والإرهاب والقوة والترويع وسيلة لتحقيق
أفكارهم المتطرفة.
يذكر أن تقرير الصفة التشريحية للحادث أثبت أن سبب الوفاة الضربة التى سددت
لفخذ الجنى عليه حيث كان السلاح حادا ومشحوذا جيدا لدرجة أنه عندما سدد
المتهم الثالث عنتر ضربة للمجنى عليه اخترق النصل جلد الفخذ اليسرى رغم
سماكته حتى وصل إلى الشريان فقطعه وأن الإصابة هى السبب الأساسى للوفاة
لنزف المجنى عليه كمية كبيرة من دمائه قبل وصوله للمستشفى وليس الإهمال
الطبى كما تردد.