السيجارة الإلكترونية
"طريقة فعالة للإقلاع عن التدخين، لا روائح كريهة، ولا شبهة
تدخين سلبى"، كلها عبارات ترويجية، انتشرت مؤخرا للتسويق لـ"وهم" السيجارة
الإلكترونية، التي وصفتها إعلانات الفضائيات بـ"الحل السحري للإقلاع عن
التدخين".
محمد رمضان، 25 سنة، أحد من فكّروا في شراء تلك السيجارة، وقال
"للوطن" إنها قد تكون حلا للتخلص من التدخين الذي حاول الإقلاع عنه كثيراً،
دون جدوى، مقتنعاً أن تلك السيجارة ستوفر عليه صحته وأمواله.
السيجارة الإلكترونية، هى جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية ليوفر جرعات
مستنشقة من النيكوتين بتوصيل بخار سائل النيكوتين، لكن دون تبغ وقطران،
وعناصر كيميائية أخرى، تصل إلى نحو 4800 عنصر، انتشرت فى دول الخليج
العربي، ومصر، ولبنان. العشرات من شركات الاستيراد والتصدير، تجلبها من 4
مصانع في الصين، حصلت على حق تصنيعها من الصيدلي هون ليك الذي أسس شركة
"رويان" التي تعني حرفياً "كالتدخين"، وبدأ ببيع السيجارة في الصين قبل أن
يتوسع دولياً عام 2007.
واختلف الأطباء حول جدوى تلك السيجارة الالكترونية، حيث قال الدكتور
طه عبدالحميد عوض، أستاذ أمراض الصدر بطب الأزهر، لـ"الوطن" إن تلك
السيجارة ما هى إلا "نصب واستخفاف بعقول الناس"، داعياً وزارة الصحة لمنع
تلك المنتجات المضرة بصحة المواطن، وكذلك منع الأدوية والأعشاب التي يتم
الإعلان عنها في الفضائيات دون رقيب، قائلاً "علاج التدخين يبدأ بتشخيص
الطبيب لحالة المدخن، ثم تحديد العلاج المناسب، والحل للتدخين في جميع
الأحوال هو الإقلاع نهائياً عنه".
فيما قال الدكتور عصام المغازي، أخصائي أمراض الصدر، إن السيجارة
الإلكترونية لم تتضح أضرارها أو فوائدها بعد، نظراً لأن وزارة الصحة لم تجر
أي اختبارات عليها، ولم تصرح بها رغم انتشارها، مشيراً إلى أن هناك أنواع
أصلية منها، وأنواع تم تقليدها.
ونصح المغازي، المدخنين بالإقلاع النهائي عن التدخين، دون اللجوء
إلى أي علاج بديل، كالسيجارة الإلكترونية أو غيرها، موضحاً أن الأدوية
المخصصة للعلاج عن التدخين باهظة الثمن، ولها مضاعفات جانبية كثيرة، منها
التأثير على الصحة الجنسية، كما أن بعضها يؤدي للاكتئاب، ويدفع للانتحار في
بعض الأوقات.