رويترز: الماضي يُطارد "موسى" و"أبوالفتوح".. أبرز مرشحى الرئاسة
ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن أبرز مُرشحين في انتخابات الرئاسة المصرية يواجهان تحديًا مشتركًا في حملاتهما الانتخابية، يتمثل فى ماضيهما، مشيرة إلى أن الأضواء تتسلط على الانتماءات السابقة لكل من المرشح الإسلامي عبد المنعم أبوالفتوح والدبلوماسي المخضرم عمرو موسى، إذ كان الأول عضوًا في جماعة الاخوان المسلمين، والثاني كان ينتمي لنظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير العام الماضي.
وأوضحت الوكالة أنه مع استعداد مصر لأول انتخابات رئاسية حقيقية بعد نحو أسبوعين أصبح كل منهما ينتقد ماضي الآخر في إطار حملاتهما الانتخابية، فقد وصف موسى أبو الفتوح "بالشيخ" في إشارة على ما يبدو إلى انتمائه سابقا لجماعة الاخوان المسلمين، وفي المقابل وصف أبو الفتوح موسى بأنه أحد أفراد الحرس القديم الذي لم يعد صالحا للقيادة الآن.
وأشارت رويترز إلى أن الحرب الكلامية تسلط الضوء على نقاش أوسع يتعلق بمستقبل مصر ويعكس قلقا إما من هيمنة التيارات الإسلامية التي كان مبارك يقمعها وإما من عودة فلول النظام السابق الأمر الذي سيقوض إرساء الديمقراطية.
وأضافت: "موسى وأبو الفتوح حرصا على تصوير نفسيهما على أنهما مرشحان مستقلان"، وفي الوقت الحالي يتصدران نتائج استطلاعات الرأي إلا أن الاستطلاعات تشير أيضا إلى أن الكثير من المصريين لم يحسموا رأيهم بعد فيما يتعلق بمن سيعطونه أصواتهم في انتخابات الرئاسة المقررة يومي 23 و24 مايو.
وقالت الوكالة إن من أبرز المرشحين الآخرين اللذين يمثلان أيضا الحرس القديم والتيار الإسلامي محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.
وشغل عمرو موسى منصب وزير الخارجية في عهد مبارك لعشر سنوات حتى عام 2001 ويواجه تساؤلات بشأن صلته بالنظام السابق منذ أن أعلن نيته قبل أكثر من عام ترشيح نفسه للرئاسة. وصور موسى (75 عاما) نفسه كصوت منشق على حكم مبارك مما دفع مبارك إلى إبعاده، إلا أن الأسئلة لم تختف ويرجع ذلك جزئيا إلى حقيقة أن منافسيه مستمرون في إثارة هذه النقطة.
وفي الوقت الذي تصدر فيه أبو الفتوح نتائج استطلاعات الرأي كثرت أيضا الأقاويل عن ماضيه وانتمائه سابقا إلى الاخوان المسلمين.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين محظورة في عهد مبارك إلا أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة فاز بأكثرية المقاعد في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وتواجه الآن انتقادات بأنها تريد الهيمنة على الحياة العامة وهي مزاعم تنفيها بشدة.
وفُصل الطبيب أبو الفتوح (60 عاما) من عضوية جماعة الاخوان المسلمين العام الماضي بعد أن أعلن سعيه الترشح للرئاسة، ورغم أن الجماعة أقالت أبو الفتوح إلا أنه كثيرا ما يواجه تساؤلات تعكس درجة من الشك العام حول ما إذا كان لا يزال مواليا للجماعة، لكن إجاباته أوضحت أنه على خلاف كبير مع قيادات الجماعة التي تأسست قبل 84 عاما.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة النهار التلفزيونية الخاصة يوم الأحد الماضي سأل الشيخ جمال قطب أحد شيوخ الأزهر ابو الفتوح عما إذا كان أدى البيعة لجماعة الاخوان المسلمين.
وأجاب "مسألة البيعة في الجماعة مسألة دخيلة على الفكر والفقه الإسلامي حتى فيما يسمى ببيعة الاخوان وحل البيعة كلها ممارسات لا تعرفها جماعة الاخوان المسلمين إلا في حالة وحيدة وهي حالة التنظيم الخاص الذي أنشأه البنا وندم الامام البنا على إنشائه لممارساته اللاحقة التي خرجت عن أهدافها."
واستطرد "لا يوجد في جماعة الاخوان المسلمين شئ اسمه البيعة هذا كله كلام خاص بالتنظيم الخاص أرادوا أن يسحبوه على الجماعة كلها" مضيفا أنه لم يؤد البيعة لأحد.
وردا على تصريحاته قالت صحيفة الحرية والعدالة في عنوان على صفحتها الأولى اليوم "الثلاثاء"، "بيعة الاخوان.. المفترى عليها" ووصفتها بأنها "التزام بالسمع والطاعة لخدمة الإسلام والوطن".
وقال أبو الفتوح إن على جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد مبارك تصحيح أوضاعها مشيرا إلى أنه بعد ثورة 25 يناير يجب ألا يُسمح بوجود "أي كيان لا دعوي ولا خيري ولا سياسي خارج سياق القانون."
ورغم قطع صلاته بجماعة الاخوان المسلمين إلا أن أبو الفتوح يقول صراحة إن توجهاته الإسلامية لم تتغير منذ أن ترك الجماعة حتى بعد تزايد شعبيته وسط الناخبين الليبراليين الذين يعتبرونه وسطيا.
ووصف أبو الفتوح نفسه بأنه ممثلا للإسلام الوسطي الذي يخدم مصالح المجتمع كله.
وأبدى موسى وآخرين تشككا متسائلين كيف يمكن أن يكون أبو الفتوح وسطيا ويحظى بتأييد حزب النور السلفي. وقال موسي عن أبو الفتوح ومحمد مرسي والمرشح الإسلامي الآخر محمد سليم العوا: "الثلاثة يتحدثون من منطلق واحد وسياسة واحدة وبمرجعية واحدة ومعروفة للجميع ونتائج واحدة واللي مش شايف كده (لا يرى ذلك) لابد أن يرى ويفتح عينه كويس".
وتساءل: "كيف يكون هذا الطرح مدنيا وأبو الفتوح يمثل المشروع الديني كما يمثله الدكتور مرسي؟".
ورد أبو الفتوح على موسى في المقابلة التي أجراها مع قناة النهار بقوله أن وصف موسى له "بالشيخ" يعكس "سخرية لأن دأب رموز النظام القديم على أن يسوقوا في ثقافاتهم مصطلحات الدين من باب السخرية والحط من قدر الآخرين".
وأضاف مبتسمًا: "إذا كان عمرو موسى بيقول كلمة شيخ من قبيل سني الكبير فهو أولى بالمشيخة لأن عمرو موسى أكبر مني 16 سنة يبقى الشيخ عمرو موسى".