بعد صلب شاب العمرانية والتمثيل بجثته..
الأهالى يؤكدون المنطقة تغرق فى الجريمة.. والبلطجية يسيطرون على الشوارع..
وحوادث الخطف والاغتصاب والسرقة علنا.. والشرطة لا تتدخل الا بعد فوات
الأوان أحد سكان العمرانية مع محرر اليوم السابع
أثارت جريمة تعذيب شاب صلبا على يد مجموعة من تجار المخدرات
وتمزيق جسده بالأسلحة البيضاء والتمثيل بجثته بمنطقة العمرانية لمدة ساعة
ونصف عدة تساؤلات حول انتشار عملية الإجرام بكل أنواعها من وقائع خطف
واغتصاب وسرقة وفرض إتاوات وتفشيها بصورة مرعبة بهذه المنطقة بالذات فى ظل
اختفاء الشرطة وتقصيرها الواضح فى أداء دورها الأصيل فى حماية المواطنين.
خاصة وأن جريمة قتل الشاب التى نتحدث عنها والتى نشرتها "اليوم السابع" بكل
تفاصيلها البشعة قصد فيها المتهمون ارتكابها أمام سكان المنطقة رغبة منهم
فى إعلان سطوتهم فى تحد كامل وواضح لرجال الشرطة.
كما أثارت جريمة أخرى شهدتها العمرانية أيضا مخاوف الكثير من الفتيات بعدما
قام سائق وبصحبته اثنان من أصدقائه بخطف فتاتين أثناء خروجهما من مصنع
الملابس الذى يعملان به وتهديدهما بالأسلحة البيضاء فى محاولة منهم
لسرقتهما والتعدى عليهما، وعندما قاومت الفتاتان تخلص السائق وأصدقائه
منهما بدفعهما خارج السيارة أثناء سيرها بأقصى سرعة مما أسفر عن مصرع
إحداهما وإصابة الأخرى، وتعتبر تلك الجريمة من الجرائم المتكررة والمنتشرة
فى العمرانية والتى ترتكب جهارا أمام المارة.
"اليوم السابع" انتقل إلى منطقة العمرانية وتجول بشوارعها والتقى مجموعة من
المواطنين الذين سردوا معاناتهم من أعمال البلطجة التى يواجهونها يوميا
والجرائم التى تقع أمام أعينهم.
أشرف إبراهيم صاحب مقلة يقول: منطقة العمرانية تغرق فى الجريمة منذ سنوات
طويلة وزاد الأمر سخونة عندما اختفت الشرطة بعد الثورة وأصبحوا متخاذلين فى
أداء دورهم لا يتدخلون لمنع الجرائم فقط يظهرون عندما تقع الجريمة
لنشاهدهم بعدها يقومون بالمعاينة، كما أنهم أيضا يعتمدون فى ضبط المتهمين
على احتجاز أسرة المتهم حتى يتم إجباره على تسليم نفسه أما إجرائهم
التحريات والتوصل إلى مكان اختباء المتهم بأنفسهم فهذا أمر لا يتم الا فى
وقائع معدودة.
وأضاف أن الشارع الذى يعمل به نشبت مشاجرة منذ عدة أيام بين مجموعة من
البلطجية بالأسلحة النارية والبيضاء وأسفرت عن قطع قدم أحدهم واستمرت
المشاجرة لما يقرب من ساعة فى ظل اختفاء الشرطة.
وأكد أحمد على طالب مقيم بالعمرانية أن الشارع الذى يقيم به ملىء بالبلطجية
الذين يفرضون الإتاوات على المواطنين والمارة فى الشارع واصفا المعيشة فى
هذه المنطقة بالغير أمنه بسبب انتشار الجرائم البشعة، والمتعددة كما أن
الأمر يزداد سوءا بسبب عدم تواجد الشرطة فى الشارع لإحساس المواطنين
بالأمان وكأنهم يرغبون فى معاقبة الناس على شىء اقترفوه.
وأضاف محمود عبد العزيز عامل أن شارع الثلاثينى ومستشفى الصدر ومنطقة
الكنيسة من المناطق التى تنتشر بها الجرائم خاصة عمليات الاختطاف والاغتصاب
المنتشرة بالعمرانية والتى تحدث فى فترات متقاربة حيث يستخدم العاطلون
"التوك توك" فى خطف الفتيات والتعدى عليهن فى المناطق النائية الخالية من
السكان فى أطراف العمرانية، وتثيير هذه الجرائم التى نسمع عنها يوميا مخاوف
السكان على أبنائهم خاصة الفتيات خشية تعرضهن لحوادث الخطف والاغتصاب
المتكررة.
وقال على العطار صاحب محل سوبر ماركت إن شارع خاتم المرسلين من شوارع
العمرانية الهادئة والآمنة بسبب أن معظم سكانه من أصحاب الدخل المادى
المرتفع، كما أن أسعار الشقق الكائنة به مرتفعة بالإضافة إلى أن وقوع
الشارع على مسافة قريبة من شارع الهرم الرئيسى أدى إلى قلة الجريمة به بعكس
المناطق العشوائية الأخرى فى العمرانية التى تعتبر بمثابة مأوى ووكر لتجار
المخدرات والهاربين من تنفيذ الأحكام.
أما حسن كمال بائع صحف فيرى أن هناك الكثير من الوافدين من محافظات أخرى
يقيمون بالعمرانية بسبب رخص ثمن الأراضى التى يتم بناؤها، وهو الأمر الذى
أدى إلى أنها أصبحت مأوى لكثير من عتاة الإجرام الذين تبحث عنهم الشرطة فى
محل إقامتهم الأصلى فى المحافظات الأخرى.
وقال إن أكثر أنواع الجريمة التى تشهدها المنطقة هى جرائم الاغتصاب
والبلطجة بالإضافة إلى سرقة الحقائب باستخدام الدراجات البخارية المجهولة
التى يتم قيادتها بدون لوحات معدنية ومنتشرة فى الشوارع فى ظل عدم اهتمام
رجال المرور وإهمالهم فى أداء واجبهم.