هروباً من صعوبات التصويت العادى عبر صناديق الانتخابات ولتلافى وجود قاعدة بيانات فى الأحوال المدنية أو الجوازات أو اللجنة العليا للانتخابات بأعداد وأماكن المصريين بالخارج والدوائر التى ينتمون إليها كان قرار المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات رئيس محكمة استئناف القاهرة، بأن تصويت المصريين بالخارج سيكون عبر الإنترنت ليكون بذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار، وذلك لما يحمله التصويت عبر الإنترنت من مخاطرة خاصة إذا علمنا أن الهاكرز «قرصان الحسوب وهم من يملكون الموهبة والتقنية العالية لاختراق المواقع»، استطاعوا فى أغسطس الماضى أن يخترقوا مواقع وزارة الدفاع السورية واضعين صوراً لضحايا المظاهرات. أضف إلى ذلك اختراق مواقع وزارة الدفاع الأمريكية فى وقت سابق، ناهيك عن العديد من الاختراقات بين الحين والآخر لمواقع عدة مشهورة تملك تاريخاً طويلاً فى التقنية مما يدل على أن عملية الاختراق واردة، وذلك قد يعرض العملية الانتخابية لطعون ببطلانها حال وجود شبة تخل بعملية تصويت المغتربين.
هذا ما دفع دكتورة صفاء السيد، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات بجامعة عين شمس، إلى تفضيل إرجاء تصويت المصريين بالخارج عبر الإنترنت إلى دورة أخرى لحين إنشاء برنامج جيد وعمل تجارب كثيرة عليه حتى يصبح أمناً لأن التصويت الآن يعد مخاطرة طبقاً لقول صفاء السيد فلا يوجد برنامج معد لذلك ومجرب بحيث يمكن الاعتماد عليه فهى تجربة لأول مرة بالنسبة للمصريين على حد وصفه. فى حين قلل دكتور على فهمى، العميد السابق لكلية الحاسبات بجامعة القاهرة، من حجم المخاطرة للتصويت عبر الإنترنت، مشيراً إلى وجود تقنيين مصريين لهم القدرة على عمل البرنامج اللازم لجعل عملية التصويت عبر الإنترنت أقل خطورة، وإن كان يتحفظ على تعميم التصويت عبر الإنترنت، قائلاً لا يصلح أن يطبق التصويت فى الصومال مثلاً، كما هو فى أمريكا أو كندا. ففى أمريكا السيرفر مؤمن بالكامل وإن كانت هناك مخاطرة فهى قليلة بعكس أماكن أخرى فى أفريقيا وبعض الدول العربية، والتى من الأفضل أن يكون التصويت بها عبر الصندوق الانتخابى العادى. أما دكتور أحمد ناصف، أستاذ تكنولوجيا المعلومات والمنتدب لدى مركز بحوث الشرطة، لدراسة التصويت عبر الإنترنت فقد نفى وجود وسيلة مؤمنة بالكامل بما فى ذلك التصويت عبر صناديق الانتخابات فى كل دول العالم بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دول العالم. وقال إن هناك أنظمة تعاملت بالتصويت عبر الإنترنت مثل الهند وأبوظبى فالتجربة واردة فى أكثر من دولة، وأعتقد والحديث لأحمد ناصف أن العملية الانتخابية لن تكون أكبر خطورة من حركة روؤس الأموال عبر المصارف فى كل دول العالم والتى لا تستغنى عن الشبكة العنكبوتية. وتهكم أحمد ناصف من الذين يتخوفون من التصويت عبر الإنترنت قائلاً: (عليهم أن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات بشهادة الميلاد وبمصاحبة اتنين شهود حتى يطمئنوا) لأن التصويت عبر الإنترنت وإن كانت به مخاطرة ولكن ليس مقامرة على حد وصفه. أما صلاح الكاشف خبير التنمية البشرية فقد أكد أهمية وجود آلية معينة لنجاح التصويت عبر الإنترنت وإلا سيطعن فى مصداقية الانتخابات بشكل عام لما يحمله التصويت عبر البريد الإلكترونى من مخاطرة خاصة إذا تم عبر البريد الشخصى لأن استخدام البريد الشخصى سيرفع من نسبة المخاطرة إلى حد كبير