من قتل خلود رمضان فى شرم الشيخ؟.. اختفت فى نوفمبر وكشف الغواصون جثتها بعد 6 أشهر..
من قتل خلود رمضان فى شرم الشيخ؟.. اختفت فى نوفمبر وكشف الغواصون جثتها بعد 6 أشهر.. ووالدها يكشف أوراقاً جديدة فى القضية بطلها رجل أعمال و3 من زملائها
لم يكن أبواها يعرفان أن القدر سيحملها لهما ملفوفة فى سجادة، مجرد جثة بلا وجه أو قدم.. بعدما كانت «خلود رمضان» الطالبة بكلية الآداب بجامعة القاهرة قسم الفلسفة، والحاصلة على شهادة باجتياز المستويات الخمسة فى اللغة الروسية، تعمل فى قسم المكاتب الأمامية فى أحد الفنادق الكبرى بمدينة شرم الشيخ، ولم يتوقع أى من أفراد أسرتها أن ابنتهم الكبرى التى اختفت فى يوم 8 نوفمبر من العام الماضى فى ظروف غامضة، سيعثر على جثتها أحد الغواصين بعد ستة أشهر فى مياه شرم الشيخ ملفوفة فى سجادة ظلت عالقة فى الشعب المرجانية بأحد شواطئ المنطقة، وقد أبقى ملح البحر على جسدها بعدما أكل السمك وجهها وقدمها الظاهرة من السجادة، أهلها الذين تعرفوا عليها من ملابسها التى كانت ترتديها ومن تحليل الـ DNA، تأكدوا أنها قتلت على يد من لا يرحم.
خبر مقتل خلود رمضان احتل مساحات قليلة فى بعض الصحف، ولم يتطرق أى منها إلى تفاصيل القصة والأشخاص الذين ترتبط بهم، فعندما تقرأ السطور القادمة ستشعر أنك أمام فيلم سينمائى، يرتبط بثلاثة سيناريوهات وخمسة أشخاص، هم الذين تدور حولهم الشبهات بشكل أو بآخر، وهى السيناريوهات التى يمكن تصورها حسب المعلومات التى حصلت عليها «اليوم السابع» من والد خلود ووالدتها عن كل الظروف التى أحاطت بابنتهما قبل مقتلها.
السيناريو الأول السيناريو الأول يدور حول تورط رجل أعمال يمتلك مجموعة من الفنادق المحلية فى مدينة شرم الشيخ، الشك فى تورطه ينطلق من أن والد خلود وضع يده على بعض مواطن الفساد فى أحد الفنادق التابعة لرجل الأعمال التى كان يعمل فيها عم رمضان لسنوات طويلة، وهو ما دفعه لكتابة تقارير ضد ما شاهده من فساد، إلا أن ما حدث هو أنه نقل إلى مكان آخر، قبل أن يترك العمل نهائيا بهذا الفندق، مما دفعه إلى التفكير فى كتابة سيناريو فيلم يضم كل المعلومات التى توصل إليها، واختار اسما مستعارا لصاحب الفندق، وبعدها أرسل نسخة من السيناريو إلى شركة الإنتاج الخاصة برجل الأعمال، وهنا كان الخطأ الكبير الذى وقع فيه والد خلود، فحسبما أكد فإن بعض زملائه حذروه من تلك الخطوة التى لن يسكت عنها مالك الفندق.
بعد هذه الواقعة بدأت خلود تتعرض لمضايقات أثناء عملها فى فندق شهير بشرم الشيخ نرمز له بـ«هـ»، ولا علاقة له بفندق رجل الأعمال، وتلقت تهديدات من أحد الأفراد، لم يتم تحديد هويته، واتصلت بوالدتها أكثر من مرة، وأبلغتها أنها تتعرض لتهديدات من شخص لا تعرفه عبر الهاتف يرغب فى مقابلتها، وبعدها اختفت خلود فى 8 نوفمبر، ولا أحد يرد على المحمول إلى أن عثروا عليها جثتها فى مياه أحد الشواطئ القريبة من الفندق.
السيناريو الثانى أما السيناريو الثانى فيشير إلى تورط اثنين من زملائها فى مقتلها، فالتهديدات التى تلقتها خلود مسبقا، إن كان السيناريو الأول يرتبط برجل الأعمال، فهو فى الوقت نفسه يشير إلى السيناريو الثانى الذى يرتبط بزميل لها، نحتفظ باسمه، وسوف نرمز له بـ«م. ر»، وزميلة أخرى سوف نطلق عليها «ل»، كانا يعملان معها فى أحد الفنادق فى الغردقة، وتعرفت عليهما هناك، إلا أنه بمرور الوقت - كما تقول الأم – فإن ابنتها روت لها تعرضها أكثر من مرة لمحاولته التحرش بها ومضايقتها فى العمل، وكانت صديقتها «ل» تحاول دائما أن تنقل لها صورة إيجابية عنه وتبرر تصرفاته معها بإعجابه الشديد بها، خلود تركت العمل بالغردقة للعودة للامتحانات والمذاكرة، وبعدها فوجئت باتصال من زميلتها «ل» تخبرها بأنها وجدت عملا جديدا فى شرم الشيخ وأن هناك فرص عمل جيدة فى الفندق نفسه، خاصة لمن يتقنون اللغات، وبالفعل تقدمت خلود واستطاعت أن تفوز بفرصة عمل بعد مقابلة التى أجريت معها، بعدها بدأت تتلقى اتصالات هاتفية من أرقام غريبة، ومن شخص مجهول يهددها بالقتل فى حالة عدم استجابتها له ومقابلته، «هنا نشير إلى أن هذه الاتصالات تزامنت مع قصة والدها مع رجل الأعمال واتهامه بالتورط فى قضايا فساد، الفتاة شعرت بالخوف من تلك الاتصالات، وحكت لوالدتها ما جرى معها، فطلبت الأم الأرقام التى يلاحقها بها هذا الشخص، واتصلت بها، وحاولت أن تعرف لماذا يهددون ابنتها، فى البداية قال لها إنه يرغب فى الزواج من ابنتها، وبعدما عاتبته الأم على طريقته وأنه لا يرضى أن يحدث ذلك مع أمه أو أخته اعتذر الشاب وقال لها إنه فى الحقيقة لا يعرف خلود وإنما أحد الأشخاص طلب منه أن يقوم بهذا الفعل، ووعدها بعدم الاتصال بخلود مرة أخرى، إلا أنه بعد وقت قصير فوجئت الابنة باتصال شخص لا تعرف هل هو نفس الشخص أم هو واحد غيره، ويهددها بالطريقة نفسها، وطلب أن يقابلها بمفردها فى أحد الأماكن، وهو ما دفعها إلى أن تأخذ إحدى صديقاتها، سنرمز لها بـ«س»، بالإضافة إلى مديرها فى العمل، اللذين وقفا على مسافة بعيدة منها، وبالفعل قابلت خلود ذلك الشاب بعدما نزل من تاكسى كان يجلس فيه شخص آخر بخلاف السائق «لم تركز خلود فى النظر إليه»، وعندما قابلت الشاب أخبرها بأنه يحبها ويرغب فى الزواج منها، إلا أنها بادرته بأنها لا تفكر مطلقا فى الزواج قبل أن تنهى دراستها، ثم تركته خلود وعادت لمديرها وصديقتها اللذين انتظراها بعيدا، إلا أن صديقتها «س» قالت لها: «خلود كان فى حد تانى فى التاكسى»، وعندما سألتها هل تعرفه أم لا، أجابت صديقتها بالنفى، إلا أن المفاجأة كانت عقب اكتشاف جثة خلود، وهى أن «س» اعترفت أمام جهات التحقيق بأن الشخص الذى كان يجلس فى التاكسى هو «م. ر».
من الشواهد الأخرى التى يرويها الأب هى أنه فوجئ قبل اختفاء ابنته بيوم واحد باتصال هاتفى من «م. ر» يحاول فيه التشكيك فى أخلاق ابنته وأنها بصحبة أحد زملائها فى العمل، إلا أن المفاجأة التى لم يكن يعرفها «م. ر» هى أن الشخص الذى كان يتحدث عنه، تقدم بالفعل لخطبة خلود وطلب يدها من والدها، وأن الابنة أخبرت والدتها أنها معجبة به وبأخلاقه، إلا أن الأب طلب من ابنته العودة لأنه يخشى عليها من أى مكروه قد يصيبها، وبالفعل استجابت إلى رغبته، وأكدت له أنها فى أقرب وقت سوف تقدم استقالتها وتعود إلى القاهرة، وهو ما ينفى أى محاولة للتشكيك فى أن ابنتهما تفعل أى شىء من وراء ظهرهما، خاصة أنها كانت تحكى أدق تفاصيل حياتها وتحركاتها اليومية لأبويها، المثير أنه فور اختفاء خلود وصلت رسالة إلى والدها من هاتفها المحمول تقول له فيها إنها لا تريد منهم أن يبحثوا عنها لأنها اختارت أن تعيش حياتها بطريقتها الخاصة، ولكن يبقى السؤال لماذا تهرب خلود وتضحى بمستقبلها وهى تعلم أنه لا يوجد رفض من جانب والدها للعريس الذى تقدم لها وهى معجبة به؟
ولماذا تهرب وهى فى الأساس تعيش بعيدا عن أهلها وبرضاهم فى حرية تامة؟! اللافت أن تحقيقات النيابة أشارت فى البداية قبل العثور على الجثة إلى أن «خلود» قد هربت مع أحد الشباب، وعلى أهلها أن يبحثوا عنها بمعرفتهم ليغلق التحقيق على هذه الفرضية.
الدلائل الأخرى التى تتذكرها الأم حول تورط «م. ر» فى مقتلها، وصديقته «ل»، منها أنه بعد اختفاء خلود بيومين ذهبت الأم وبصحبتها ابنها إلى شرم الشيخ، وصممت على أن تنزل فى غرفة خلود التى كانت تسكن فيها، تقول الأم إنها عندما دخلت الغرفة أخذت تنظر إلى ما فيها من محتويات، فوجدت فيها بقايا طعام عشاء ليلة اختفاء خلود، حيث كانت آخر مكالمة تلقتها منها فى عشية يوم 8 نوفمبر الساعة التاسعة والنصف بعدما عادت الابنة إلى سكن العاملين، كما وجدت الأم «بنس الشعر» التى كانت تستخدمها ابنتها على أرض الغرفة، بالإضافة إلى أن كل متعلقاتها وملابسها التى اشترتها لها الأم كانت موجودة دون أن ينقص منها شىء سوى «شورت وتى شيرت أزرق»، طبعا كانت ترتديه داخل غرفتها، بالإضافة إلى أن جميع أحذيتها كانت موجودة، فاعتقدت الأم أن ثمة أمر أخاف ابنتها ودفعها إلى الخروج من السكن بسرعة دون أن ترتدى حذاءها.
الأم قالت إنها فى إحدى المرات فوجئت بـ«ل» تقف خلف باب حجرتها كأنها تتنصت على شىء، وعندما فتحت الأم الباب سألتها عن سبب وقوفها بهذا الشكل؟ فتهربت الفتاة من الإجابة متعللة بأنها كانت تريد أن تعرف هل شقيق خلود موجود أم لا؟ لأنها تريد أن تجلس معها، ولكن حياءها منعها من الدخول لأنها ترتدى ملابس النوم وتخشى أن يراها بها.
المثير أيضا كما تقول أم خلود أن هذه الفتاة أصيبت بانهيار عصبى فور وفاة ابنتها، وحصلت بعدها على إجازة لمدة طويلة من عملها.
تستكمل الأم كلامها: «فوجئت بعدم وجود سجادة فى غرفة ابنتى مثل غرفة صديقتها «ل» التى تقطن بجوارها»، إلا أنها لم تلق بالاً لهذا الموضوع إلا بعدما وجدوا جثة ابنتها ملفوفة فى سجادة، مما جعلها تشك فى أنها سجادة غرفة ابنتها فى الفندق، وهو ما أوجد سيناريو ثالثا فى واقعة مقتل «خلود».
السيناريو الثالث وهو أنها قتلت داخل سكن العاملين بالفندق «هـ»، وقام الجناة بلفها فى السجادة الموجودة فى الغرفة والخروج بها، وعلى الرغم من أن تقرير الطب الشرعى أكد أن السجادة التى وضعت فيها خلود ليست من نفس نوع السجاد الموجود فى سكن العاملين، فإن سيناريو مقتلها داخل الفندق وارد، ولكنه يرتبط بأن هناك احتمالا يدور حول معرفة القائمين فى الفندق باختفاء السجادة مع اختفاء خلود، أو أن أحدا من العاملين أو رجال الأمن شاهد ما حدث فأبلغهم بما حدث، فقام المسؤولون بتغيير سجاد سكن العاملين، لذا ظهر تقرير الطب الشرعى على هذا النحو، خاصة أن أم خلود أكدت أنها عندما حاولت سؤال أحد حراس الأمن عن آخر مرة شاهد فيها ابنتها قبل اختفائها، كانت إجابته أنها خرجت بمفردها، وأنها كانت ترتدى بنطلون وتى شيرت أصفر، وبعدها تركها وذهب، إلا أن المفاجأة كما تقول الأم أن هذا الحارس هو الآخر ظل ينظر إليها من وراء حائط مما دفعها إلى السير تجاهه، لكنه سرعان ما جرى من أمامها، والأكثر غرابة أن ابنتها لم ترتد تى شيرت أصفر كما قال لها الحارس إذ إنهم عندما عثروا عليها كانت ترتدى شورت وتى شيرت أزرق اشترته الأم بنفسها لابنتها قبل سفرها إلى شرم الشيخ.
ومن هنا فإن كلا من صاحب الفندق و«م . ر» وزميلتها «ل» وصديقتها «س» وحارس الفندق هم الأشخاص الخمسة الذين تنحصر الشبهات حولهم، ولا يعنى ذلك أنهم متورطون فى قتلها، بل يكفى أن يكون أحدهم يعرف شيئا عما حدث فى مقتل خلود.
وأخيرا تبقى رسالة واحدة يوجهها قلب والدين مكلومين على ابنتهما، وهى مناشدة اللواء أحمد جمال الدين، مدير الأمن العام، الاهتمام بقضية ابنتهما التى تحمل رقم 9504، بعدما استنفد الأب والأم كل سبل المناشدة، حيث تقدما بمذكرات عديدة إلى كل من وزارة الداخلية ومجلس الوزراء والنائب العام، آخرها يوم 13 أكتوبر الماضى، إلا أنهم فقدوا الأمل على الرغم من أن القضية تم فتحها مرة أخرى فى نيابات الطور، وإن كان بعض رجال الأمن تحججوا أكثر من مرة لوالد خلود بأن البحث عن قتلة ابنته ليس وقته، لأن ظروف البلد غير مستقرة!! متى سيفيق هؤلاء ليشعروا بألم أم مريضة بالسرطان وترفض إجراء عملية جراحية قد تنجيها من الموت، أملا فى أن تلحق بابنتها التى كلما تخيلت ما حدث معها فقدت قدرتها على الصبر وانهمرت دموعها دون توقف.