"منة الله" طفلة تبلغ من العمر عاما، تعرضت لإغماءة طارئة دخلت على أثرها مستشفى طوارئ طنطا، وبعد إجراء الفحوصات شخص الأطباء حالتها بإصابتها بورم في المخ واستسقاء حاد ويلزمها جراحة عاجلة. تأجلت الجراحة لما يقرب من الشهر، دخل خلاله مرضى كثيرون وأجريت لهم العمليات اللازمة بينما ظلت "منة الله" تنتظر الفرج الذي لم يأت إلا بعد أن ثار أبوها على الأطباء عندما ازدادت حالة ابنته تدهورا. وكانت "منة" ترقد على نصف سرير مشاركة مع سيدة مسنة داخل غرفة تضم عشرة أسرّة، وبعد إجراء العملية بساعات ارتفعت درجة حرارتها لتبلغ الأربعين، أصيبت على أثرها بالتهاب سحائي وبائي نتيجة الإهمال والتأخر في إجراء العملية الذي برره الأطباء بتعطل الجهاز الخاص بتلك الحالة. بدوره حاول "سامح جمال" الأب أن ينقل ابنته إلى مركز طبي متقدم كمعهد ناصر الذي رفض بدوره استقبال الحالة بعد معرفتهم بإصابتها بالسحائي، لتبقى الطفلة البريئة في مستشفى طوارئ طنطا لا يزورها الطبيب إلا نادرا كما يتكلف أبوها نار أسعار الأشعة والتحاليل والأدوية التي لا تتوفر في المستشفى الحكومي. يقول الأب : " اعتقدنا أن الثورة المباركة غيرت في النفوس ودفنت الإهمال إلى غير رجعة، لكن الإهمال باق كبقاء فلول النظام السابق، فاغتيال البراءة المتعمد لطفلتي برصاص الإهمال لا يقل بأي حال عن قتل شهداء الثورة بالرصاص الحي." وتضيف الأم : " لوحظ على البنت انتفاخات غير عادية ويخرج من بطنها سائل بني اللون والأطباء يتركونها بالساعات دون ملاحظة".