حوادث
زوج والدة الطفلة الذى ابلغ عن الحادث
طفلان فى عمر الزهور، قُدّر لهما الحياة مع أب قاسٍ وزوجة نزعت من قلبها الرحمة بعد انفصال والدتهما، عاش الطفلان حياة الشيب، جرّاء التعذيب اليومى الذى تعرضا له من قبل والدهما وزوجته، انتهت بمصرع رحاب التى لم تتجاوز الاثنى عشر عاما من عمرها.
أمام رئيس المباحث، وقف الطفل يوسف (عشرة أعوام)، شقيق الضحية، يروى أحداث الجريمة البشعة قائلا: «أختى كانت بتحاول تجرى وتستخبى فى أى مكان فى البيت من الضرب، أبويا ومراته ضربوها لحد ما ماتت». وتابع «يوسف»: «أبويا ومراته متعودين يضربونا ويربطونا فى الجنزير وأنا جبت للظباط المنجل اللى كان بيضربنا بيه، وأبويا الأول كان بيعاملنا كويس ويجيبلنا كل اللى إحنا عاوزينه بس من ساعة ما طلق أمى واتجوز واحدة غيرها وأمى سابت البيت ومشيت بدأت معاملته معانا تتغير وكل شوية يضربنا ويدونا شوية أكل مش بتشبعنا عشان مراته عاوزة كدا».
رحاب
وأردف: «مراة أبويا كانت بتخلى أختى تعمل كل شغل البيت ولو مش عملت حاجة فى يوم تقعد تضربنا ولما نشكى لأبويا كان يضربنا هو كمان وكان يقفل علينا الباب عشان مش نطلع وعشان الجيران مش يدخلوا ينقذونا منه والمعاملة دى زادت بعد ما خرّج أختى من المدرسة».
الأب، المتدين ظاهريا والمنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية، حاول إخفاء الجريمة باستخراج تصريح للدفن فى منتصف الليل إلا أن القدر شاء ألا تكتمل المحاولة ليكتشف الأهالى الإصابات التى بجسد الطفلة فقاموا على الفور بإبلاغ الشرطة التى ألقت القبض عليه وعلى زوجته. البداية كانت بتلقى العميد محمد ناجى، مأمور مركز شرطة فاقوس، بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة الطفلة رحاب خالد رفاعى (12 عاما) داخل منزل أبيها الكائن بالصالحية القديمة بمركز فاقوس يبدو عليها آثار التعذيب، انتقلت قوة من ضباط النقطة بالصالحية برئاسة الرائد إبراهيم صلاح رئيس مباحث النقطة لإجراء التحريات، وتبين أن جثة الطفلة يبدو عليها آثار التعذيب (دماء، كدمات بالرأس، كدمات بالعنق، آثار ربط بالجنازير حول يدها)، وبسؤال والدها، قرر أن الوفاة طبيعية، وبسؤال نجله الأصغر (10 سنوات)، بكى مرددا: «أبويا ومراته اللى ضربوها وموتوها»، فتم ضبط المتهم وزوجته الثانية، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق. وقال محمد متولى، أحد الجيران، إن المتهم وزوجته تعودا على ضرب الطفلين، مشيراً إلى أنه تدخل أكثر من مرة وأنقذهما.
- اقتباس :
- شقيق الطفلة: «أختى حاولت تهرب من الضرب بس أبويا ومراته قتلوها»
وقال «محمد»: «فوجئت بأن والد البنت بيتصل بيا امبارح الصبح وبيقول لى إنها اتوفت وتعالى عشان ندفنها.. أنا قلت له انت هتدفن إزاى لما نيجى نشوفها الأول وأمها تشوفها.. وبعد كدا رحنا على البيت أول ما دخلنا غرفة البنت لقينا إيديها متنية ولقينا كدمات بالوجه والرقبة.. إحنا شكينا فكشفنا البنت لقينا كل جسمها فيه حروق وكدمات، وكان ملبسها شراب فى رجليها، جدتها والدة أمها بتقلعها الشراب لقينا صوابعها متشرحة زى ما يكون متقطعة وكمان لقينا جنزير مثبت فى الحيطة كان بيربطها فيه هى وأخوها». واستطرد: «أول ما شفنا البنت على الحال دا قلت لأبوها البنت دى مقتولة والوفاة مش طبيعية، فرد قال لأ دا مرض، هى مريضة وخلونا ندفنها بقى، طبعا رفضنا والناس فى البلد اتجمهرت وطلبنا الشرطة، والناس كانوا عاوزين يدخلوا يموتوه هو ومراته من كتر ما شافوا قد إيه منظر البنت صعب وهى متعذبة من الضرب بس قفلنا عليه البيت هو ومراته لحد ما جت الشرطة وأخدتهم».
وأضاف جد الطفلة لوالدتها محمد محمد سليمان (60 عاما) أنهم علموا عقب ذلك أن رحاب توفيت منذ عدة ساعات، وأن والدها أخذها وذهب بها مساء أمس الأول لأحد الأطباء للكشف عليها بعيادته الخاصة إلا أنه أخبره أنها توفيت فذهب بها للمنزل مرة أخرى ثم توجه لأحد الأطباء بمستشفى الصالحية القديمة فى الساعة الثانية من صباح أمس يطلب منه تصريحا بدفن الجثة إلا أن الطبيب رفض موضحاً أنه لا بد من معاينة الجثة فى الصباح وفى ساعات العمل الرسمية، فعاد الأب مرة أخرى للمنزل ثم توجه لنفس الطبيب فى السادسة من صباح أمس ورفض الطبيب إعطاءه التصريح مرة أخرى وطالبه بالانتظار حتى بدء العمل رسميا ثم اكتشف الأهالى جريمته قبل وصول الطبيب. وبدموع منهمرة قالت مرفت محمد محمد سليمان، والدة الطفلة: «حتى أم طليقى أول ما شافت منظر البنت قعدت تصرخ وتقول له قتلتها انت ومراتك المفترية فمراته شتمتها وضربتها وقعدت تقول دى عندها مرض ومحدش ضربها».
«محمد» شقيق الضحية
وتابعت: «الحكاية بدأت أول ما تزوجت وكنت عايشة مع عائلته فى بيت واحد ومكنش فيه أى مشاكل، ولما جبنا رحاب ويوسف كانوا عنده بالدنيا، وفجأة عرف واحدة تانية واتجوزها عشان كان معاها شوية فلوس وعندها أرض، وبعد كدا بدأ يعاملنى أنا والعيال بإهانة وضرب وشتيمة كل يوم وشغلنا خدامين لمراته لحد ما طلقنى وأخد العيال قعدوا معاه هو ومراته ومش كان بيرضى يخلينى أشوفهم وبعد كدا اتجوزت واحد قريبى وكانت البنت كل ما تهرب من معاملته القاسية وتجيلى يرجع ياخدها تانى بحجة أن لحمه مش يتربى برا.. بس موت لحمه وكان عاوز يدفنه فطيس».. وطالبت الأم وجموع الأهالى بالقصاص لطفلتها.