أربعة أزواج متماثلة من التجاويف التى تبدو كالفقاعات داخل عظام الجمجمة. تقع جميعها فى منطقة الوجه حول العينين وعلى جانبى الأنف. الجيوب الأمامية أعلى العينين وفى الجبهة، الجيوب الفكية خلف الوجنتين والجيوب المصفوية مباشرة خلف جسر الأنف، والجيوب الوتدية تستقر عميقا خلف الأنف فى الجمجمة. جيوب يملؤها الهواء ويبطنها من الداخل غشاء خلاياه من نوع خاص فى الأحوال العادية تفرز سائلا مائيا خفيفا ينحدر من داخل الجيوب إلى الأنف عبر مسام دقيقة فى العظم ليرطب الأنف. أما إذا طالتها العدوى بأى ميكروبات أصابت الأنف زاد معدل إفراز السائل وتحول إلى صورة لزجة مخاطية يمكنها أن تملأ الجيوب وتسد الممرات الدقيقة بينها وبين الأنف. تراكم السائل فى الجيوب يؤدى إلى ارتفاع الضغط فى حيزها المحدود فينجم عنه ألم قاس ينفجر فى الوجه وفقا لموضع الجيب الذى أصابته العدوى فألهبه ألم تزداد حدته مع حركة الانحناء للأمام.
 • لماذا تلتهب الجيوب الأنفية؟ 
عادة ما تكون الجيوب الأنفية معقمة أى خالية من الميكروبات والجراثيم بينما تملأ الأنف عشرات الأنواع من البكتيريا المسالمة التى تتعايش مع بعضها دون أذى يذكر حتى إذا وجدت طريقها للجيوب الأنفية فإنها تعود مرة أخرى للأنف مع السائل الذى تفرزه الجيوب. يتغير الأمر حينما يهاجم الأنف ميكروب شرش (بكتريا أو فيروس) خاصة إذا صاحبه تغير فى درجة الحرارة كفصل الشتاء مثلا. تلتهب الأنف بزيادة كبيرة فى افرازاتها (رشح الأنف) التى تبدو فى مقاومة الغريب أى كان هجمة إنفلونزا أو نزلة برد فتبدأ فى صده بزيادة كبيرة فى افرازاتها (رشح الأنف) التى تبدو فى البداية خفيفة مائية لتزداد لزوجتها تدريجيا فى محاولة لمحاصرة الميكروب (الزكام).
تمتلئ الأنف وتنتفخ أنسجتها فى محاولة لإنتاج المخاط بصورة أسرع وتنتقل المعركة من الأنف لما يجاورها من جيوب التى تحاول المساعدة فتمتلئ عن آخرها ويرتفع فيها الضغط وتنسد القنوات التى تصلها بالأنف فتبدأ المعاناة من الآلام غير المحتملة التى تشير إلى التهاب الجيوب الأنفية وضرورة تفريغها مما بها من سوائل لتستعيد حالتها الطبيعية الساكنة.
لا يقتصر الأمر على العدوى الميكروبية لكن هناك أيضا العديد من الأسباب التى قد ينتج عنها التهاب الجيوب الأنفية مثل كل تفاعلات الحساسية وما يثيرها كحساسية اختلاف الفصول وحبوب اللقاح أو الغازات التى تهيج غشاء الأنف، دخان السجائر. أيضا التغيير فى الضغط الجوى أثناء الطيران أو الغوص تحت الماء. وجود زوائد أنفية أو مشكلة فى الحاجز الأنفى.
•   ما هى أعراض التهاب الجيوب الأنفية؟ 
ــ الألم القاسى هو أول وأهم علامات التهاب الجيوب الأنفية. تتبع خريطة الألم مكان الجيب المصاب. ألم الجبهة نتيجة لإصابة الجيوب الأنفية الأمامية أما ألم الفك الأعلى والأسنان نتيجة التهاب الجيوب الفكية وخلف العينين تحدثه إصابة الجيوب المصفوية والوتدية.
يتميز الألم بحدته واستمراريته مما يستوجب الإسراع بعلاجه يلاحظ أن حدته تزداد عند الانحناء للأمام كما فى الركوع والسجود أثناء الصلاة.
ــ الأعراض التى تصاحب احتقان أغشية الأنف كالرشح والزكام وارتفاع درجة الحرارة وآلام العضلات والمفاصل وفتور الهمة.
ــ إذا تسربت السوائل الناجمة عن الالتهاب إلى البلعوم فإنها تحدث الشعور بطعم غير مقبول عند ابتلاعها فى طريقها للمعدة.
ــ قد تفقد لبعض الوقت حاسة الشم أو التذوق.
[b]•   كيف يمكن تشخيص التهاب الجيوب الأنفية؟ 
أهم علامات التهاب الجيوب الأنفية نوع الألم ومكانه وارتباطه بمظاهر احتقان الأغشية فى الجيوب ذاتها أو الأنف.
أما تشخيصه إذا ما لم يكن نوع الألم كافيا أو مقنعا للطبيب فإن استخدام منظار الأنف قد يؤكده قبل أن نلجأ للأشعة أو لصور الأشعة المقطعية إذا ما كانت هناك احتمالات لمضاعفات حدثت أو متوقع حدوثها.
[b]•   هل يتطور التهاب الجيوب الأنفية؟ 
قد يزمن الالتهاب إذا ما تكررت نوباته وأهمل علاجها أو تم تشخيصها بطريقة خاطئة أدت لاستمرارها بدون علاج. تقع الجيوب الأنفية كلها فى منطقة الحظر منه الوجه فى مكان يمكن أن تطال منه العدوى فيها العين والمخ وكل الشرايين والأوعية الدموية للدماغ.
انتشار العدوى لأى من تلك المناطق له تبعاته الجسيمة. رغم ندرة حدوث المضاعفات إلا أن أى تطور يصاحب التهاب الجيوب الأنفية يجب ملاحقته بتدخل طبى حاسم. أى من أعراض الخطر التى يجب التصرف حيالها:
- الحمى الشديدة والصداع المستمر.
- غياب الذهن.
- تورم أى منطقة فى الوجه بشكل مفاجئ.
- متاعب فى الرؤية أو إحمرار العين.
- صعوبة التنفس أو البلع.
- العلاج
مراجعتك لطبيب الأنف والأذن والحنجرة ستتيح معرفة إذا ما كان التهاب جيوبك الأنفية تصاحبه عدوى ميكروبية أم أنه ناشئ عن أى سبب آخر استثار الأغشية المخاطية أو تسبب فى ارتفاع الضغط داخل الجيوب الأنفية.
1ــ وجود عدوى بكتيرية يستلزم بالطبع استخدام المضاد الحيوى الملائم لنوعها. إذ إن استخدام المضادات الحيوية دون داع قد يؤدى إلى متاعب محتملة مثل تفاعلات الحساسية أو رد فعل مضاد من البكتيريا مقاوم للمضاد الحيوى.
2ــ التهاب الجيوب الأنفـية لا تصاحبه عدوى بكتيرية سرعان ما ينحسر خلال أيام قليلة مع استخدام بعض من العلاجات الدوائية البسيطة مثل:
ــ الأدوية المزيلة للاحتقان تعطى نتيجة سريعة يشعر معها الإنسان بالراحة نتيجة لتنفسه بلا متاعب. عادة ما تكون المادة الفعالة فيها يدخلها الإفيدربن. وهى مادة ينتج عنها ارتفاع فى ضغط الدم وزيادة سرعة دقات القلب لذا يراعى تأثيرها عند مرضى الضغط أو القلب. كما أنها قد تتسبب فى الأرق ليلا.
ــ الأدوية المسكنة المعروفة بمكافحة الألم بلا آثار جانبية مثل البارستيامول أو الايبروبروفين المعروفة بمقاومتها للألم والالتهاب معا.
ــ استخدام رشاش الأنف قد يكون وسيلة أسرع وأكثر أمنا عند استخدامه سواء لمقاومة الاحتقان أو لاستخدام مواد فعالة من مشتقات الكورتيزون لمن يعانون من أعراض الحساسية.
ــ يجب تجنب مضادات الهستامين إذ إن استعمالها يزيد الأعراض سوءا إذ إنها تساهم فى تمويل الافرازات السائلة إلى مخاط.
3ــ علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن قد ينتهى إلى التدخل الجراحى. بواسطة منظار الأنف يمكن للجراح أن ينفذ إلى الجيوب الأنفية ليفتح منها قناة تعمل على تفريغ السوائل فى الأنف. يمكنه أيضا العمل على اتساعها وتجويفها بصورة دقيقة.
هناك أيضا العلاج الجراحى للزوائد الأنفية (اللحمية) أو علاج اعوجاج الحاجز الأنفى إذا ما كانت مشكلة للأنف قائمة.
فهم طبيعة عمل الجيوب الأنفية وصفاتها التشريحية وعلاقتها بالأنف أمر يسهل الحفاظ عليها فى حالة صحية جيدة دائما، الحرص عليها فارغة ونظيفة يقينا شر آلامها وهى ملآنة.
[b]•[b]•   علاجات منزلية لالتهاب الجيوب الأنفية 
ــ علاج التهاب الجيوب الأنفية يعتمد على تفريغها بلطف فاحرص على أن تفرغ أنفك بلطف لا بقوة.
ــ احرص على شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا فإنها تساعد على بقاء السوائل خفيفة بدلا من المخاط الكثيف.
ــ استنشق البخار كلما استطعت مرات عديدة فى اليوم أثناء الاستحمام أو بغلى الماء واستنشاق بخاره.
ــ إذا كنت تعانى من الحساسية فتجنب مصادرها أو عالجها بسرعة.
ــ فوطة ساخنة مبللة قد تريحك إلى حين إذا ما غطيت بها وجهك من آن لآخر أثناء النهار.
ــ الراحة فى الفراش والطعام الخفيف سهل الهضم أهم العوامل المساعدة على انقضاء النوبة.