بريد الجمعة 29/11/2013 تكتبه:جيهان الغرباوي دعاء لحبيبي
عزيزتي صاحبة بريد الجمعة..أنا من عشاق البريد منذ اكثر من25 عاما وكنت وقتها في المرحلة الإعدادية وطالما اقتبست موضوعات التعبير من هذه الصفحة, حتي يضحك معلمي و يقول: الآن فهمت من اين اتيت بالموضوع وكتبته بهذه الدقة!
اعجبني ردك الاسبوع الماضي علي السيدة التي تريد الطلاق من زوجها( المستبد), ولكن هل تسمحين ان اكمل لك القصة من حياتي انا.. فأنا ارملة ابلغ من العمر40 عاما تزوجت من17 عاما من حبيبي و زميل الدراسة بعد قصة حب استمرت3 اعوام توجت بالزواج وانعم الله علينا بولد وبنت.. وبعد حوالي عام من الزواج, بدأ الحب يفتر من جانبه وانا مشغولة بعملي واولادي واعباء المنزل وكان حبيبي رائعا في جعلي باستمرار مشغولة بطلباتة وهو مشغول عنا بنزواته. كنت أشعر بها ويراها كل من حولي اهله واهلي اما انا فكنت اكذب شعوري وتلمحاتهم جميعا, فهو حبيبي حتي مر علي الزواج5 اعوام لم استطع تكذيب الشعور الذي اصبح تصرفات مهما سردتها لن تكفي السطور لها, ابسطها التفنن في الألم النفسي لي بكل ما تحمله الكلمة من معان فهي معظمها سردتها صاحبة رسالة المستبد زيادة انه لم يمنعني من العمل لا لشيء سوي انه لم يكن يستطيع ماديا وأيضا ليعمل شيئا يلهيني عنه.. وصل الأمر انه سوف يتزوج فجن جنوني وقررت الانفصال.. وقفت بجانبي صديقة جزاها الله عني خير الجزاء اقنعتني بأن زوجي ملكي انا ومنزلي واولادي ملك خاص كيف اتنازل عنه لأخري وطلبت مني الصبر وليفعل هو ما يريد وانا ابقي من اجل اولادي. وفعلا بقيت وقررت ان اخوض الحرب فأنا علي قدر من الجمال والخلق والاحترام الذي يمنعني من ارتداء ماترتدي الفتيات من ضيق وخلافه, بدأت اهتم بنفسي جذريا داخل المنزل... من الآخر عملت( نيو لوك) في الشكل وفي اسلوب معاملتي له واسلوب حواري معه بدون صوت عال بل بالعكس بمزيد من الهدوء والخضوع والضعف وانا مؤمنة بأن قوة المرأة في ضعفها كما نصحت انت صاحبة الرسالة.... استمررت علي هذه الحالة قرابة العام حتي فوجئت بزوجي يأتي ويعتذر ويطلب الصفح وحتي هذه اللحظة لاأعرف السبب.. إنه دعائي لله وهو ينصر من دعاه, تغيرت حياتي كلها بسبب الصبر وعشنا بعدها حوالي11 عاما يخاف علي زعلي.. يخشي ان اشك فيه يسعي لإرضائي... الي ان حدث ما لم اكن اتوقعه...... مات.. مات حبيبي دون مقدمات بلا مرض رحل منذ حوالي80 يوما. اصبحت ارملة مات حبيبي وانا اعشقه اكثر من اي وقت مضي. رحل وانا اقول لنفسي وهو ممدد امامي عقب خروج روحه ليتك تتزوج الف امرأة وتبقي لكي اراك... لكنه رحل ولن اراه مرة اخري.. أتمني عودته ليفعل ما يشاء.. ولكن لاراد لقضاء الله. اقسم انني سامحته ولكنني جاهدت نفسي لأتذكر الاحداث لشئ إلا لإثناء صاحبة الرسالة عن قرارها.. واقول لها ماذا تقولين لله اذا سألك ماذا فعلت لتحافظي علي زوجك وبيتك وابنائك فقط جلست تبكين وتندبين.. انت معك نعمة الحبييب حافظي عليه هو يحبك بدليل غيرته الشديدة عليك في قائمة الممنوعات الذي يحميك مما يفعل هو مع غيرك فيخشي عليك من غيره استخدمي اسلحتك الخاصة في هذه الحرب لاتستسلمي اجعليه هو محور حياتك واشغليه كما فعلت شادية في فيلم الزوجة الـ.13 ابذلي كل ما في وسعك فالحياة دون حبيبك ليس لها معني. اصفحي واغفري فالله عز وجل يغفر ويسامح فما بالنا نحن البشر. في النهاية ادعو معي لحبيبي الغالي ان يتغمده الله برحمته وعفوه ومغفرته وألهمني يالله الصبر علي فراقه. >> إني لاشكو خطوبا لا اعانيها ليجهل الناس عن عذري وعن عذلي كالشمع يبكي ولا يدري اعبرته من صحبة النار ام من فرقة العسل ؟ ماذا تعني الدنيا بأسرها, إن فقدنا الحبيب.. وماذا يبقي لنا حين لا نجد بجوارنا اعز الناس ؟ قد نتذكر صورا لا تنمحي من الذاكرة حتي يوارينا التراب قد نسمع صوته في كل ركن ومكان.. لا شيء في الذاكرة احب من ضحكاته العالية ولا من طلباته التي ربما شعرنا وقتها انها عبء يرهقنا او روتين اعتيادي يبعث علي الضجر والملل الآن نستدعي كل ثانية ودقيقة ونتمني لو كنا معه كالملائكة, تسمع وتحب وتهتم وتطيع وتنفذ وتقدر الآن نشعر كم انه يستحق الحب والعطاء واكثر كم كنا حمقي حين كنا نغضب ونقصر العمر القصير بالتوافه والأمور الصغيرة يعذبنا القلب الموجوع بالغياب الطويل يعذبنا لأننا لم نتفان ونعط وقتا اكبر لأعز الناس تذكرنا الهدايا بالايام الحلوة واغنيات ولحظات كانت كالعمر محفورة بالذهب علي جدران العقل والاحساس رحلة حياة رائعة تسربت من بين ايدينا كالماء كنز كان ملكنا, ونعمة ورحمة من السماء.. كم منا يعلم قيمة ما عنده الآن قبل ان يذهب ولا يعود؟ احتفوا بأحبائكم ما دمتم معهم علي وجه الارض ابذلوا اقصي درجات الحب والعطاء والاخلاص والتفاني ولن تندموا ابدا. وفي ذلك قال الامام الشافعي: الدهــر في تصرفـه عجيب, وغفلـة الناس عنـه أعجب والصبر عند المصائب صعب, ولكن فـوات الثـواب أصعـب وكـل مـا تـتـمنــي قـــريـب, والموت من دون ذلك أقرب.