دون ان يذهب بك الظن لبعيد, انا زوجة شرعية وزوجي علي قيد الحياة, ونعيش معا, ولي منه طفلان, الأول في عامه التاسع والثاني في الخامسة من عمره, والان انا حامل في الاخ الثالث, والحال غير الحال, انا وزوجي الذي كان ميسورا, خسرنا دخلنا الكبير فجأة, لدرجة جعلتنا نبيع شقتنا الكبيرة الغالية وننتقل لشقة اصغر في شارع شعبي مزدحم, وبعد ان نفدت مدخراتنا في حوالي3 سنوات, نقلنا الاولاد من مدارسهم الاجنبية أدخلناهم مدارس حكومية قريبة من البيت, وبعنا جزءا من اثاث واجهزة بيتنا القديم الفاخر, نحن أسرة من ملايين الاسر المصرية التي فقدت الدخل والعمل فجأة, منذ25 يناير, بسبب الخراب والخسائر التي لحقت بالسياحة,مجال عملي انا و زوجي.
انا الآن لا اعمل, وحاول زوجي ان يجد عملا بديلا ووجد وظيفة مؤقتة براتب ضعيف, واكثر من هذا اننا دائما مهددون بفقدانها بسبب ظروف البلد والتقلبات السياسية وصولا لثورة30 يونيو, وما تبع ذلك من اعمال العنف والارهاب التي تدور الآن, وتطعن قلوبنا كل يوم في الصميم, وتجعلنا نيأس من عودة السياحة قريبا.
بمجرد ان علم زوجي بأمر الطفل الجديد, غضب واحتد وهددني بالطلاق ان لم اجهض الحمل من بدايته, ومع ذلك,انا لا أسأل عن فتوي ان كان الاجهاض في الشهور الاولي حلالا ام حراما, ولكني اريد ان اجد عندك حلا لخوفي الشديد من ان أفقد زوجي,وانا أحبه واعرف انه يعنيها وان تهديده لي بالطلاق,من فرط معاناته النفسية التي لا أريد ان ازيد عليها عبئا ثقيلا, في وقت نشعر فيه جميعا بالخوف من المستقبل الغامض الذي ينتظر مصر وينتظرنا. باختصار انا لا اريد طفلا هو في حد ذاته مسئولية وعبء, ان كان ثمن ذلك طلاقي,وعقلي يقول ان الطفل يمكن تعويضه لكن زوجي هو سندي وابو اولادي ولن اعوضه ابدا, فما رأيك ؟
>> عزيزتي.. قلبي معك, اما قلبك فلو كان استراح لما يقوله عقلك,فما اظنك كنت تكتبين هذه الرسالة وتطلبين سماع رأي آخر, انا علي يقين انك في مأزق حقيقي, ولكن هل انت متأكدة ان القتل هو الحل, كي تنقذي نفسك او تحتفظي بزوجك ؟ ومن تقتلين ؟ ابنك وابنه!
بيتان من الشعر لا يتركان رأسي منذ قرأت رسالتك:
( لا تخضعن لمخلوق علي طمع.. فذلك نقص منك في الدين.. واسترزق الله مما في خزائنه.. فإنه بين الكاف والنون)
واعلم انك كما قلت,لا تطلبين فتوي عن الاجهاض في الشهور الاولي, ولا تنتظرين ان تسمعي مني خطبة الجمعة( قال الله وقال الرسول), لذا فليس عندي حل افضل منأن احيل مشكلتك لقراء هذه الصفحة, لكل زوجة طلب منها زوجها الاجهاض, ولكل امرأة اضطرتها الظروف ان تبحث عن( عيادة شمال) وتدخل غرفة العمليات كي تتخلص من جنين, أذن الله بوجوده في احشائها, أناشد كل طبيب واطلب من كل صاحب تجربة, رجلا او امرأة, ان يحكي لك ولنا خلاصة الخسائر او المكاسب التي خرج بها,بعدما نفذ بالفعل ما تفكرين انت فيه الآن وتترددين في تنفيذه.
اغيثونا علي وجه السرعة, بسطور من حياتكم الواقعية, قد تنقذون بها حياة انسان وقد تحفظون بها كيان اسرة, ولن نقدم ردا وافيا للسيدة الخائفة من(المستقبل الغامض) قبل ان تصل تعليقاتكم وآراؤكم في الاسبوع القادم.