البلتاجى.. لسان الإخوان المقطوع.. بدأ محسوباً على الجناح الإصلاحى بالجماعة وانتهى محرضاً على القتل .. والإرهاب ومتهماً بتعذيب مواطنين.. ووصف بأنه «بن لادن» الإخوان
السبت، 31 أغسطس 2013 - 11:30
بابتسامة باهتة خلف شارب «نصف محلوق» وملامح مرهقة وجلباب بلدى ومحاولات لرفع إشارة «الأصابع الأربعة» وضع القيادى البارز بجماعة الإخوان كلمة النهاية لأيام من المطاردات والملاحقات الأمنية بعد فض اعتصام رابعة، كما أسدل الستار على مسيرة إخوانى بدأ إصلاحيا وانتهى موصوفا بالقيادى المتطرف الهارب، ومتهما بالتحريض على القتل والعنف وتعذيب مواطنين معارضين للجماعة.
البلتاجى الذى وصف فى الأيام الماضية بـ«لسان الجماعة» و«بن لادن الإخوان» بعد أن بثت قناة «الجزيرة مباشر» رسالتين مصورتين له على طريقة مؤسس تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهرى، كان أحد أبرز وجوه المعارضة إبان حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وشغل عضوية البرلمان عن جماعة الإخوان فى انتخابات عام 2005 متفوقا عن أقرب منافسيه بفارق 15 ألف صوت، ودأبت جماعة الإخوان على الدفع به كممثل لها فى عدد من الفعاليات والحركات المعارضة التى تم تأسيسها وقت حكم مبارك، وبينها «الجمعية الوطنية للتغيير» وحركة «مصريون من أجل انتخابات حرة سليمة».
الاتهام الذى يواجهه البلتاجى بالتحريض على العنف أعطى هو بلسانه الدليل عليه حين أكد فى فيديو شهير له أن «العمليات الإرهابية فى سيناء ستتوقف مباشرة مع الإفراج عن الدكتور محمد مرسى»، كما ألقى بتصريحات مناهضة للجيش والشرطة بعد أحداث الحرس الجمهورى متهما إياهم ما يزيد على 45 من أنصار جماعته، فضلا عن تصريحات اتهم فيها الأقباط بأنهم هم من يرفضون تكوين الدولة الإسلامية.
البلتاجى بدأ مسيرته داخل جماعة الإخوان محسوبا على التيار الإصلاحى وظل كذلك حتى قيام ثورة يناير 2011 وصعود الجماعة إلى سدة الحكم فى البلاد ليتحول إلى واحد من أبرز وجوهها المحافظين ثم المتطرفين، وكان قد التحق بالجماعة منذ كان طالبا بالمرحلة الثانوية، وكان أحد الأسماء البارزة فى يوم موقعة «الجمل» وهو ما عاد عليه بالاتهام بأنه أحد المخططين لها، وهو الاتهام الذى ورد على لسان المرشح الرئاسى الخاسر أحمد شفيق، مستدلا على ذلك بواقعة طلب قائد المنطقة المركزية اللواء حسن الروينى من البلتاجى إنزال شباب «الإخوان» من فوق أسطح المبانى والعمارات التى احتلوها بميدان التحرير.
البلتاجى كان أيضا طرفا فى واقعة اتهام رجل الأعمال المحبوس حاليا «صبرى نخنوخ» بتهم البلطجة وحيازة أسلحة نارية ومواد مخدرة، بعد أن اتهم البلتاجى نخنوخ بالتورط فى موقعة الجمل وإحضار البلطجية للاعتداء على الثوار بميدان التحرير.
ولعب البلتاجى دورا واضحا فى تأسيس حزب الحرية والعدالة كذراع سياسية لجماعة الإخوان بعد ثورة يناير، وأعلن أكثر من مرة أن حزبه لا ينوى خوض الانتخابات الرئاسية ليتراجع البلتاجى وحزبه بعد ذلك عن تلك التصريحات ويتم الدفع بمرشحين أساسى واحتياطى فى الانتخابات وهو الأمر الذى انتهى بفوز مرسى «الاحتياطى» بمقعد الرئاسة ثم الإطاحة به فى ثورة يونيو 2013، ومع حصول «الإخوان» على أغلبية مقاعد مجلس الشعب فى أول انتخابات بعد الثورة بدا واضحا أن البلتاجى يبتعد عن صفوف القوى الثورية، كما حمل لواء الهجوم على ممارسات قيادات المجلس العسكرى والحكومة فى الأحداث التى شهدتها البلاد قبل الانتخابات الرئاسية.
ومع تولى مرسى الحكم تردد إسناد الجماعة للبلتاجى ملف إعادة هيكلة وأخونة عدد من القطاعات الحيوية بالدولة وبينها وزارة الداخلية والجهاز المركزى للمحاسبات، وفى مواجهة المظاهرات الرافضة لحكم مرسى كان للبلتاجى تصريحات تصف المشاركين فيها بالخروج عن الشرعية، وتطور الأمر إلى التحريض على العنف ضدهم وضد الجيش والشرطة من أعلى منصة اعتصام رابعة العدوية، كما كان دائم المطالبة للمعتصمين بالبقاء فى الميدان حتى عودة الرئيس المعزول أو الخروج منه «شهداء» على يد قوات الأمن، مشددا على أنه لا مصالحة بدون عودة مرسى.
مع فض اعتصام رابعة لقيت ابنة البلتاجى «أسماء» حتفها، ليظهر القيادى الإخوانى أمام الكاميرات محاولا التماسك، ومؤكدا أنه «يحتسب ابنته من الشهداء»، ليظهر بعدها فى رسالتين مصورتين بثتهما قناة «الجزيرة مباشر» قبل ساعات من القبض عليه، منددا بما وصفه بـ«المجازر الجماعية التى ارتكبها من دأب على وصفهم بـ«الانقلابيين»، مطالبا باستمرار التظاهرات المطالبة بعودة الرئيس مرسى، ليطرح سقوطه التساؤل عمن سيخلفه فى الحديث باسم الجماعة ويتولى مهمة التحريض على الاستمرار فى التظاهر، حيث لم يتبق من القيادات الإخوانية البارزة فى رحلة الهروب سوى عصام العريان المتوقع سقوطه هو الآخر بين لحظة وأخرى.