كشفت مصادر قريبة من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أنه فور صدور قرار إخلاء سبيله، وتحديد مكان لإقامته الجبرية، حيث اختار مستشفى القوات المسلحة بالمعادى لاستكمال رحلة علاجه، بدأ عدد من المقربين لمبارك ومحبيه التفكير فى زيارته داخل الجناح، الذى يقيم فيه بالطابق الثالث، خاصة أن الزيارات متاحة ولا تخضع لأى ضوابط قانونية أو تصاريح من الجهات القضائية طالما أن مبارك يرغب فى ذلك ولم يمانع من دخول أحد عليه.
وأفادت المصادر بأن هناك قائمة طويلة بعدد من الأشخاص يرغبون فى زيارة الرئيس الأسبق بعد فشلهم فى زيارته داخل محبسه بسجن طرة على مدار أكثر من سنتين، بسبب الضوابط القانونية وأحكام السجون التى تحدد زيارة أشخاص معينين له على فترات زمنية معينة، إلا أن المصادر ذاتها أكدت أن مبارك لن يتلقى خلال هذه الأيام إلا زيارة أسرته والأشخاص الذين كانوا يترددون عليه فى السجن، بينما يتم إرجاء زيارات المحبين والأصدقاء إلى وقت لاحق لسببين، أولهما: حالته الصحية ما زالت تخضع لعلاج مستمر على مدار الـ24 ساعة، حيث إنه يعانى من ضمور فى مفاصل القدمين وآلام بسبب وقوعه أكثر من مرة أثناء فترة حبسه، إضافة إلى تقدم سنه، حيث بات يتخطى السادسة والثمانين، أما السبب الثانى فهو الحالة الأمنية والسياسية التى تمر بها البلاد فى هذا الوقت العصيب، ووجود قانون طوارئ وحظر تجول، وعدم استقرار الوضع الأمنى والسياسى فى البلاد إثر سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين.
وأشارت المصادر إلى أن المترددين عليه منذ خروجه من السجن زوجتا نجليه علاء وجمال، حيث تتردد عليه هايدى راسخ وخديجة الجمال، وبرفقتهما عمر علاء مبارك وفريدة جمال مبارك، إضافة إلى محمود الجمال رجل الأعمال المعروف، والذى كان ملازما للأسرة بصفة مستمرة طوال فترة حبس مبارك ونجليه، وكان يتولى شئون جمع وترتيب الأوضاع القانونية لهم، إضافة إلى فريد الديب محامى مبارك، الذى يستعد خلال الأيام المقبلة للترافع فى قضايا قتل المتظاهرين والكسب غير المشروع وهدايا الأهرام، ويرتب أوراقه القانونية بالتنسيق مع أفراد العائلة والتردد على موكله محمد حسنى مبارك، كلما أراد ذلك.
المعلومات تؤكد أن قائمة الانتظار لزيارة مبارك تمتلئ بالأسماء فى انتظار الوقت المناسب لزيارته للاطمئنان على صحته والمباركة على قرار إخلاء سبيله، ومن بين هذه الأسماء فريق الدفاع الكويتى الذين انضم إلى هيئة الدفاع عن مبارك، خلال الأشهر الماضية، مؤكدين أنهم لم يتقاضوا شيئا منه وأنهم تطوعوا للدفاع معه بسبب موقفه مع الكويت ضد العراق، وقت أن كان رئيسا لمصر، كما أن القائمة تضم عددا من شباب "آسفين يا ريس"، والذين رافقوا مبارك طوال فترات محاكمته وتكبدوا الذهاب إلى أكاديمة الشرطة بالقاهرة الجديدة فى جميع جلسات محاكمته لمساندته، ورفعوا لافتات تطالب بالإفراج عنه، واستقبلوه أمام سجن طرة، عقب إخلاء سبيله، ووزعوا الحلوى فرحا بخروجه، كما تضم قائمة الأسماء عددا من الأمراء والملوك العرب الذين يعتبرون مبارك رمزا عربيا بغض النظر عن إخفاقاته فى السنوات الأخيرة، كما يسعى عددا من رجال الأعمال المصريين والعرب وبعض وزراء حكومته المخلى سبيلهم لزيارته إعمالا لمبدأ "العشرة".