دار الإفتاء تؤكد:"حمل المتظاهرين للسلاح حرام شرعا"
أكدت دار الإفتاء -في بيان لها اليوم الجمعة- على حرمة حمل المتظاهرين للأسلحة، لما يقع فيه المسلم من إثم عظيم كونه يضعه في مظنة القتل وإهلاك الأنفس.
جاء ذلك في بيان الإفتاء الذي أصدرته اليوم وكان نصه كالتالي.. "إنه لا يخفى على أحد ما يمر به وطننا الحبيب من خطر داهم يتهدده، وانطلاقاً من وظيفة دار الإفتاء المصرية الشرعية والوطنية وهي بيان الحكم الشرعي فيما تستفتى فيه فإن دار الإفتاء تؤكد على أمور ينبغي بيانها في مثل تلك الأزمة وهي: و أشارت الدار في بيانها إلى أن التظاهر السلمي حق لكل مواطن يكفله له الدستور والقانون، شريطة أن يلتزم السلمية الكاملة وألا يخرج عن إطارها وألا يعطل مصالح البلاد والعباد . كما أكدت على انه يجب على الدولة المصرية ممثلة في مؤسساتها المختصة أن تحمي التظاهر السلمي، وأن تحافظ على سلامة المتظاهرين وعلى أرواحهم، كما يجب عليها في الوقت نفسه أن تتعامل مع المخربين الذين يقتنصون مثل تلك الأحداث لافتعال الفوضى والاعتداء على المنشئات العامة والخاصة وترويع المواطنين على أن يكون ذلك وفق الدستور والقانون. وأكدت الدار على مسئولية الدولة وكل الأطراف السياسية في وجوب الحيلولة دون وقوع العنف بأي ثمن، والحفاظ على سلامة المواطنين كافة أيًا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم، وتؤكد الدار أن العنف ليس طريقاً لحل المشكلات كما هو ثابت بالتجربة وإنما ينبغي اللجوء إلى الحوار في كل الأحوال. كما شددت الدار على وجوب أن يحافظ الجميع على أيديهم نقية غير ملوثة بدماء إخوانهم المصريين، وتشدد على أن تلوث الأيدي بالدماء ليس بالضرورة أن يكون عن طريق القتل المباشر، وإنما الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف يرتقي لأن يكون قتلاً مباشراً يقع المؤمن معه فيما لا يمكنه الفكاك منه، وأذكر بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا". و فيما أكدت الدار على أن حمل الأفراد للسلاح أيا كان نوعه حرام شرعا، ويوقع المسلم في إثم عظيم، لأنه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها في كتابه الكريم فقال: " ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً"، وقال (صلى الله عليه وسلم): " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر".
وأوضحت الدار أنها ليست طرفاً في أي معادلة سياسية وتدعو عقلاء الوطن من كل الاتجاهات إلى بذل المزيد من الجهود حتى نستطيع المرور بمصرنا من هذا المنحنى الخطير دون أي خسائر. و ناشدت الجميع أن يلجئوا إلى ربهم جل وعلا، وأن يلحوا بالدعاء أن يخرج الله مصر من هذه الأزمة على خير.