ردود أفعال متباينة على خطاب مرسى..متظاهرو التحرير: "ارحل"..وإشعال النيران فى صورة الرئيس..وعيد: شبيه بخطابات مبارك..ومحامى شفيق: لو معه دليل على اتهاماته يقدمه..والمحافظات تشتعل بين مؤيد ومعارض
الخميس، 27 يونيو 2013 - 00:34
تباينت ردود الأفعال حول الخطاب الذى ألقاه الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، مساء ليلة أمس، بقاعة المؤتمرات قبل مظاهرات 30 يونيو، والذى وصفه البعض بأنه لم يأت بجديد بينما وصفه البعض الآخر بأنه "لبن سمك تمر هندى" وذلك لما تضمنه من وقائع قديمة حول النظام السابق.
ففى ميدان التحرير أشعل المتظاهرون النيران والشماريخ فى صورة الرئيس محمد مرسى، ورددوا الهتافات المناهضة للرئيس، مطالبينه بالرحيل والتى كان من بينها "1-2 الجيش المصرى فين؟؟" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، ذلك للتأكيد على رفضهم لخطاب الرئيس كما رددوا هتافات "ارحل ارحل".
ووصف الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب السابق، خطاب الرئيس "مرسى"، بأنه "سمك لبن تمر" إخوانى، يشيد بالقضاء ويتهم قاضى قضية شفيق بأنه مزور، بزعم أنه شاهده يزور الانتخابات البرلمانية التى لم ينجح فيها مرسى.
وأضاف بكرى، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "أن الرئيس أهان القضاء وليس لديه لا حكم أولى ولا نهائى بأنه مزور، مشيراً "أنت نفسك "مرسى" تقول أنه لم يحقق معه فكيف تتهمه بالتزوير".
وفى تغريدة للناشط الحقوقى جمال عيد، على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، قال أن الخطاب لم يأت بأى جديد، فهو يشبه حسنى مبارك الرئيس السابق فى خطاباته، وقيام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالتصفيق له كما كان يفعل أعضاء الحزب الوطنى فى حين يقوم شباب الإخوان بالهتاف له مثلما فعل شباب جمعية المستقبل الذين كانوا يتلقون الإشارة للهتاف، بالرغم من أنه هتاف خالٍ من الصدق والروح.
وكان الدكتور مرسى قد ذكر مجموعة من الأسماء فى خطابه، والذين وجه لهم اتهامات مثل المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق والفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية الماضية.
وردا على هذا قال المستشار يحيى قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، محامى الفريق أحمد شفيق، أن القضية التى ذكرها الرئيس محمد مرسى، فى خطابه، بشأن شراء الفريق شفيق طائرات بأعلى من سعرها الحقيقى، وحصوله على مبالغ مالية كسمسرة، ﻻ نعلم عنها أى شىء.
وأضاف قدرى، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن قضية أرض الطيارين محجوزة للحكم، والأخرى متداولة أمام القضاء، مطالبا الرئيس بتقديم ما لديه من مستندات للقضاء، وليس باتهام الآخرين بالكلام المرسل.
وأوضح قدرى، أن الفريق شفيق، ﻻ يمكن أن يفكر فى قلب نظام الحكم، ولكنه يهدف إلى عملية تداول السلطة، مؤكدا أنه المنافس الطبيعى للرئيس فى الفترة السابقة فى الانتخابات الرئاسية، ودائما المنافس يتحمل الهجوم، لافتا إلى أن الرئيس أقوى المنافسين على الساحة السياسية الآن، ووصل عددهم إلى 12 مليون مؤيد له.
بينما رفض كارم محمود، سكرتير عام نقابة الصحفيين، هجوم الرئيس محمد مرسى خلال خطابه على الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، والذى وصفه بأنه هجوم لا يليق برئيس مصر أن يسمى معارضيه بالاسم وينسب لهم اتهامات ويصفهم بكلمات فضفاضة، مؤكدا أن ذلك الكلام لا يجوز.
وأضاف محمود، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن مكرم محمد أحمد شخصية مرموقة ونقابى كبير وله تاريخ حافل بالمواقف الوطنية والسياسية بصرف النظر عن اقترابه من السلطة فى النظام السابق، مؤكدا أنه لا يمكن لرئيس مصر أن يصنف معارضيه بالفلول، مشيرا إلى أن الرئيس لا يدرك أهمية منصبه ويقلل من شأن الرئاسة.
وعلى الجانب الآخر شهدت محافظات مصر عددا من ردود الأفعال المتباينة ردا على خطاب الدكتور مرسى حيث شهدت مقاهى محافظة كفر الشيخ زحاما شديدا من المواطنين الذين تابعوا الخطاب بترقب وسادت حالة من الشد والجذب بين المؤيدين للرئيس والمعارضين له طوال إلقاء الرئيس خطابه.
واختلفت ردود الأفعال فى مقاهى بلطيم والحامول وبيلا وقلين ومطوبس ودسوق ما بين مشادات كلامية وتعليقات السخرية والتأييد ووصف معارضى الرئيس خطابه بخطاب الوداع والرحيل وحلاوة الروح بينما وصفه المؤيدون بخطاب التمكين.
وعبر العشرات من المتظاهرين المعتصمين فى شارع البحر بمدينة طنطا عن غضبهم من خطاب الرئيس مرسى، واستنكروا تصريحاته، فيما هرول العشرات منهم جريا فى شارع البحر الرئيسى بدءا من الديوان العام حتى المجمع الطبى والعودة مرة أخرى حاملين لافتات وعصى وشوم تحسبا لوقوع اشتباكات بعد الخطاب.
وفى الإسكندرية سادت حالة من الغضب وسط المتظاهرين، أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، أثناء خطاب الرئيس محمد مرسى لما وصفوه بأنه لم يأت بجديد كما سخر المتظاهرون من طريقة الإلقاء التى اتبعها وبسبب كثرة التصفيق من قبل الحضور.
وهتف المئات المحتشدون بميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، من كيانات حزبية وثورية ومستقلين، بالهتاف "ارحل.. ارحل" وبعض الشتائم فور ظهور الرئيس محمد مرسى لإلقاء خطابه.
وأشاروا إلى أنهم سوف يتخذون قرارات التحرك وفقا لما سيأت فى الخطاب، ورددوا هتافات تطالب برحيل النظام ولا بديل عن ذلك، رافعين علم مصر.
وفى محافظة السويس قال على أمين، المتحدث الإعلامى باسم جبهة الإنقاذ بالسويس، أن "مرسى فلس سياسيا" وخطابه يؤكد أنه ليس لديه حلول سياسية.
وعبر المواطنون فى عدد من قرى المراكز السبعة ببنى سويف وبعض المناطق فى مدينة بنى سويف عن استيائهم بسبب انقطاع التيار الكهربائى عن تلك المناطق أثناء إلقاء الرئيس محمد مرسى خطابه بحجة تخفيف الأحمال.
كما اتهم مواطنو قرى مراكز بنى سويف مسئولى قطاع الكهرباء بسوء الإدارة والاستهانة بمؤسسة الرئاسة وعدم تقدير الموقف وأهمية خطاب الرئيس بالإضافة إلى مجاملة أهالى المدن على حسابهم دون النظر لمعاناتهم طوال اليوم فى ظل ارتفاع درجة الحرارة.
وهو نفس الحال الذى شهدته محافظة الإسماعيلية بعد أن انقطعت الكهرباء منذ الساعة التاسعة والربع مساء اليوم عن مناطق واسعة من المحافظة قبل خطاب الرئيس وقبل نهاية مباراة منتخب مصر فى بطوله كأس العالم ما أدى إلى حالة من الغضب الشديد بين المواطنين الذين أكدوا أن الكهرباء قد انقطعت اليوم 3 مرات بعد الظهر والغرب والعشاء خاصة فى مركزى القنطرة غرب والقنطرة شرق وعدد من قرى المحافظة، هذا ولا تزال الكهرباء منقطعة حتى الآن مما يشعل حالة من الغضب بين الأهالى.
وشهدت مدن محافظة الغربية حالة من انقطاع الكهرباء فى قطاع كبير من مدن المحافظة والقرى التابعة لها، وبعد عودة التيار الكهربائى خلت جميع الشوارع من المارة وتوقفت حركتى البيع والشراء فى المحلات التجارية بسبب متابعة المواطنين للخطاب.
وفى الأقصر قام المعتصمون أمام ديوان عام المحافظة بنصب شاشات عرض لمشاهدة خطاب الرئيس محمد مرسى، حيث بدأ المعتصمون بهتافات تطالب برحيل الرئيس مرسى وإسقاط النظام فور ابتداء الخطاب.
من جهة أخرى تواجد أعضاء الإخوان المسلمين والمؤيدون للرئيس محمد مرسى بساحة سيدى أبو الحجاج الأقصرى بالأقصر حيث قام حزب الحرية والعدالة بنصب شاشات عرض بالساحة منذ عصر اليوم.
وفى مرسى مطروح اكتظت مقاهى المدينة بالأهالى والمصيفين لمتابعة مباراة منتخب مصر للناشئين مع نظيره العراقى متجاهلين خطاب الرئيس مرسى الذى جاء متزامنا مع الشوط الثانى ورفض رواد المقاهى والكافيتريات تغيير المحطة الفضائية لمتابعة الخطاب حتى انتهت المباراة وانصرف معظم الحضور فى حين اهتمت أعداد أخرى بمتابعة خطاب الرئيس.