جبهة الإنقاذ والتي تقود دعوات التظاهر مع حركة تمرد أكدت مؤخرا أنها لن نتنازع في 30 يونيو حتى لا يفشلوا فتذهب ريحهم مرة ثانية، معلنا أن هناك عدة سيناريوهات لإدارة المرحلة الانتقالية، وجميعها تتم وفق مفهوم واحد، وهو أن الشعب يجب أن يكون حاضرا في أي سلطة انتقالية، بالإضافة إلى الجيش.
جبهة الإنقاذ رأت افضل سيناريو هو أن يتشارك الحكم كلا من الشعب ممثلا في شخصية وطنية توافقية، ومؤسسة القضاء، والجيش المصري الذي تراه ضمانة وقوة لتمكين الشعب من انتقال منضبط إلي انتخابات رئاسة مبكرة. وفي الوقت ذاتة تحبز جبهة الإنقاذ أكثر السيناريوهات قبولا وهو، انتقال سلطات رئاسة الجمهورية إلى المحكمة الدستورية العليا، وتكون بصلاحيات الرئيس في دولة برلمانية، في حين تكون مهام الأمن القومي خارجيا وداخليا مسئولية مجلس الدفاع القومي برئاسة وزير الدفاع، وتتولي شخصية وطنية رئاسة الحكومة.
وتتولي السلطة الانتقالية، توفير الأكل والمصالحة والأمن، والتوافق حول مواد الدستور، والذي يقوم بإعداده أقدم 30 أستاذا في قانون الدستوري في الجامعات المصرية بعيدا عن الانتماءات، مع الاستعانة بعدد من الوجوه السياسية والثقافية، وبعد الاستفتاء على الدستور يتم إجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف من هذه السلطة، وسط حضور دولي.
سيناريوهات الرحيل والفشل والحرب الأهلية
1- سيناريو إسقاط الرئيس
يقوم هذا السيناريو على فرضية نجاح احتجاجات 30 يونيو بإسقاط الرئيس محمد مرسي، عبر خروج ملايين المصريين والاعتصام بالأماكن العامة وأمام القصور الرئاسية، مما يدفع محمد مرسي للاستجابة للمطالب والإعلان عن انتخابات رئاسية مبكرة.
ما يؤكد هذا السيناريو:
1. خروج الملايين وحصار القصور الرئاسية واقتحام المقار الحزبية من شأنه استفزاز الحركات الإسلامية وخروجها هي الأخرى بالملايين وهذا ينذر باشتباكات كبيرة، قد تدفع الجيش للتدخل والضغط على الرئيس بالرحيل، أو الدعوة لانتخابات مبكرة.
2. هناك دول إقليمية تدعم هذا الحراك وتعمل على إسقاط حكم الإخوان لأنه يعارض مصالحهم مثل الإمارات.
3. الأزمات المبرمجة والمستمرة والتي تثير غضب وحنق الشعب مثل قطع التيار الكهربائي وتسريب امتحانات الثانوية العامة وأزمة البنزين والسولار والمرور والانفلات الأمني وغيرها.
2- سيناريو تجاوز الأزمة
يقوم هذا السيناريو على فرضية مرور يوم 30 يونيو بشكل سلمي وتعبر الجماهير عن مطالبها ثم تعود لبيوتها، وهذا يعود بالفعل لفشل القوي الدعية للتظاهرات في الحشد الجماهيري.
ما يؤكد هذا السيناريو:
1. تماسك القوات المسلحة والتي من الممكن أن تنزل للشارع وتحمي الشرعية وتمنع انزلاق الأمور نحو الهاوية.
2. بعض التصريحات لقادة ورموز إسلامية بأنهم سيتركوا شأن حماية المقار والممتلكات والمؤسسات السيادية للجيش والشرطة.
3. ضعف القوى الليبرالية واليسارية بالشارع، وعدم قدرتهم على الحشد.
4. قد يمتلك البعض خوف وخشية من عنفوان الإسلاميين، وبذلك انزلاق الأمور نحو الهاوية، وهذا سيهدد أصحاب المصالح والأجندات.
3- سيناريو الحرب الأهلية
هذا السيناريو يقوم على أن تتحول الاشتباكات من استديوهات الفضائيات والصحف ومنابر المساجد إلى الشارع، ويتحول الاشتباك السياسي والإعلامي إلى اشتباك عسكري، وحينها قد ينقسم الجيش، ونكون أمام النموذج السوري أو الليبي، وتسيل الدماء في الشوارع، وهذا سيكون له انعكاس كبير على المنطقة العربية وعلى السلم والأمن العالمي، وقد يستدعي حدوث هذا السيناريو تدخل دولي، لملأ الفراغ وحماية المصالح الجيواستراتيجية الأمريكية والصهيونية.
ما يؤكد هذا السيناريو:
1- التصريحات الإعلامية من قبل قادة جبهة الإنقاذ وبعض تيارات الإسلام السياسي.
2- الأزمات المفتعلة بالشارع المصري تدفع به نحو الانفجار.
3- الأحداث المتلاحقة في شوارع المحافظات المصرية المختلفة عقب حركة المحافظين وأمام وزارة الثقافة وبالقرب من فندق سيراميس.
4- تهريب السلاح المكثف من ليبيا والسودان تجاه الأراضي المصرية منذ الثورة وحتى اليوم، وهذا ما كشفت عنه قوى الأمن المصرية في أكثر من مناسبة.
5- الانفلات الأمني في سيناء الخاصرة الضعيفة لمصر ورغبة بعض الدول الأقليمية وتحديداً إسرائيل برؤية مصر دولة فاشلة ومنهارة وضعيفة وهذا سيمنحها حق العودة إلى سيناء لحماية أمنها القومي.