اطعمة للأسترخاء واخرى تسبب الأكتئاب قلائل هم الذين يجهلون أن تناول الشوكولا يساعد في تحسين المزاج ويخفف من الاكتئاب، لكن أطعمة كثيرة تلعب دوراً مهماً في ذلك وفي تحسين القدرة على التركيز والقدرة على تحمّل الألم. ما هي الأطعمة «السحرية» التي تتمتع بهذه القدرة العجيبة على نقلنا من حالة
الاكتئاب والحزن إلى حالة من الفرح والبهجة والارتياح النفسي؟ وهل ميزاتها هذه نابعة من مكونات معينة فيها بحيث يمكن لكل من يتناولها الحصول على النتيجة نفسها. المزاج والغذاء موضوع يثير حشرية كثيرين واهتمامهم ولا بد من إلقاء الضوء على مختلف جوانبه.
تحتوي بعض الأطعمة على مكونات غذائية تكمن وراء قدرتها على تغيير المزاج والمساعدة على الاسترخاء. كل من الأطعمة يلعب دوراً في ذلك بطريقة مختلفة ويحسّن المزاج على طريقته. في الواقع يعتبر اتباع نظام غذائي متنوع الطريقة المثلى لتحسين المزاج بواسطة الغذاء. ففيما تشعرك النشويات بالارتياح النفسي والنشاط الجسدي لفترة أطول بشكل يمكن فيه تجنب التقلّبات المزاجية وانخفاض مستوى النشاط، تساعد البروتينات في تأمين الأحماض الأمينية الأساسية للجسم كالـTryptophan والتي تساعد على الاسترخاء. أما الدهون، فلا يمكن أن ننكر دورها الأساسي أيضاً، حيث تبين أن النقص في الأحماض الدهنية غير المشبعة يلعب دوراً في رفع مستويات الاكتئاب. أما التوتر الحاد الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب فتوجد علاقة بينه وبين النقص في الحديد والسلينيوم والمغنيزيوم والفيتامينات «ب» المركبة والفولات والزنك. هذا دون أن ننسى أهمية شرب الماء في زيادة القدرة على التنبّه والتركيز وإبعاد شبح الاكتئاب.
البروتينات للتركيز
يساعد تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات على تنشيط الدماغ وزيادة القدرة على التركيز ومستويات الطاقة في الجسم. أما أهم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات فهي السمك والدجاج واللحم والبيض وثمار البحر والحبش. كما يمكن تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات التي تحتوي في الوقت نفسه على النشويات كالبقول والحليب والتوفو.
للاسترخاء ولمكافحة التوتر... الحل في النشويات
يساعد تناول النشويات في تنشيط إفرازات الأنسولين في الدم، مما يسمح بالتخلص من الأحماض الدهنية في الدم باستثناء الحمض الأميني Tryptophan الذي يتحوّل في الدماغ إلى مادة الـ Serotonin التي يعرف عنها قدرتها على تخفيف الألم والشهية، إلى جانب كونها تعطي شعوراً بالهدوء والاسترخاء. وفي حال الحصول عليها بكميات أكبر تساعد على النوم. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون حمية يعانون اكتئاباً بعد أسبوعين من بداية الحمية، وهي المدة التي يتطلبها انخفاض مستوى السيروتونين لديهم نتيجة تخفيف كمية النشويات التي يتناولونها. أما النشويات الصحية التي ينصح بتناولها لمكافحة التوتر والشعور بالاسترخاء فهي المعكرونة الكاملة الغذاء والأرز والخبز الكامل الغذاء والحبوب الغذائية والفاكهة...
ملاحظة:
للاستفادة إلى أقصى حد من مفعول النشويات والبروتينات المضاد للتوتر، ينصح بتناول كل منهما على حدة، إذ يخف تأثير البروتينات كمنشط لدى تناولها مع النشويات. ينصح بتناول البروتينات أولاً، ثم يمكن تناول القليل من النشويات إذا كنت تبحثين عن مزيد من التنبّه والنشاط الفكري.
الكافيين لمعالجة الاكتئاب!
صحيح أن لتناول الكافيين سيئات عدة، لكن له بعض المميزات التي لا يمكن تجاهلها. إذ انه لحالات الاكتئاب البسيطة التي لا تتطلب المعالجة والمراقبة الدقيقة، يكفي تناول القليل من الكافيين الذي يلعب دوراً كمضاد للاكتئاب. ومن ميزات الكافيين أنه لا حاجة لزيادة الجرعة التي يتم تناولها منه يومياً للحصول على النتيجة نفسها. فنجان أو اثنان من القهوة لا يعتبران مضرّين بالصحة.
حمض الفوليك سلاح ضد الاكتئاب
أظهرت دراسات عديدة وجود علاقة بين النقص في حمض الفوليك وحالات الاكتئاب، إذ أن النقص في حمض الفوليك في الجسم يساهم في انخفاض مستويات مادة السيروتونين في الدماغ. لذلك تبين ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعانون نقصاً في حمض الفوليك بين المرضى الذين يعانون حالات اكتئاب. وضمن علاجهم كان كافياً حصولهم على ٢٠٠ ميكروغرام من حمض الفوليك حتى يشعروا بتحسّن. علماً أنه يكفي تناول فنجان من السبانخ أو كوب من عصير الليمون للحصول على هذه الكمية.
لا غنى عن البيض لتحسين الذاكرة والقدرة على التركيز
قلائل هم الذين يركزون على تناول البيض والذين يعتبرونه جزءاً لا يتجزأ من غذائهم، خوفاً من آثاره السلبية على مستويات الكوليسترول في الدم، رغم أهميته. لكن في الوقت نفسه، لا بد من التوضيح أن النقص في مادة Choline التي ترتفع نسبتها في الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول كالبيض، يؤدي إلى ضعفٍ في الذاكرة وفي القدرة على التركيز. كما تبين وجود علاقة ما بين انخفاض مستويات هذه المادة في الجسم والإصابة بمرض ألزهايمر. وهذا ما يمكن أن يشكل دافعاً مهماً ليعود البيض جزءاً من نظامنا الغذائي. وجدير بالذكر أن مادة Choline تعتبر من فيتامينات «ب» المركبة.
النقص في السيلينيوم سبب للمزاج السيء:
تبين أن الأشخاص الذين يعانون نقصاً في معدن السيلينيوم هم أكثر عرضة للقلق والتوتر والاكتئاب والعدائية تجاه الآخرين. لذلك، احرصي على الحصول على حاجتك اليومية منه بتناول المكسرات أو التونا أو بزور دوار الشمس أو الحبوب الكاملة الغذاء أو السمك.
منقووووووول