كشفت قيادات من الصف الثانى بجماعة الإخوان المسلمين تفاصيل الاجتماعات
التى عقدها الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة والمهندس خيرت الشاطر نائب
المرشد، مع مسئولى المكاتب الإدارية بالمحافظات، لمناقشة خطة الشاطر لإجهاض
المظاهرات التى دعت لها حملة «تمرد» لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى.
وقالت المصادر إن الجماعة كثفت اجتماعاتها داخل منازل بعض قادتها خلال
الأيام القليلة الماضية فى وجود الدكتور محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر،
مشيرة إلى أنه تم تقسيم المحافظات إلى عدة قطاعات، مدن القناة وسيناء ثم
الدقهلية ومحافظات وسط الدلتا ومحافظات شمال وجنوب الصعيد، وكلف الشاطر كل
مسئول بجمع معلومات عن حملة «تمرد» فى محافظته والتأكد من أعداد التوكيلات
التى تم جمعها لسحب الثقة من الرئيس.
وقالت المصادر إن الجماعة بدأت فى وضع المخطط العام لمواجهة مليونية
«تمرد»، وتم تكليف «الشاطر» بوضع الخطة، مشيرة إلى أنه هاجم خلال أحد
الاجتماعات حملة «تجرد» التى دشنتها الجماعة الإسلامية، وقال إن ضررها كان
أكثر من نفعها، حيث دفعت عددا كبيرا من الشعب المصرى للتعاطف مع «تمرد»
وجعلتها تكسب شعبية كبيرة.
وأوضحت المصادر أن الشاطر تقدم للدكتور بديع بتصور مكتوب بخط يده لخطة
إجهاض تظاهرات «تمرد» ترتكز على 4 محاور رئيسية، المحور الأول «أمنى»
ويعتمد على توصيل رسالة غير مباشرة للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بأن
تصديه هو وقواته لتظاهرات 30 يونيو سيكون كفيلا بالإبقاء عليه فى منصبه،
إضافة إلى تدريب عدد كبير من رجال الشرطة على مكافحة الشغب، وإمداد
المحافظات التى يعتقد أن التظاهرات بها ستكون ذات طابع عنيف بأعداد إضافية
من قوات الشرطة، وضرب مثالاً بمحافظات الدقهلية والغربية والإسكندرية
وبورسعيد.
كما يتضمن هذا المحور ملاحقة مسئولى حملة تمرد وغيرهم من النشطاء الذين
لهم تأثير كبير فى حركة الثوار، قضائياً وأمنياً، والبحث عن طريقة لحبسهم
حتى يمر يوم 30 يونيو، وبعد ذلك يتم الإفراج عنهم والتنازل عن البلاغات
التى سيتم تحريرها ضدهم، عن طريق محامين من داخل الجماعة أو الموالين لهم.
وأكدت المصادر أن «الشاطر» اعتمد فى هذا المحور أيضاً على دور شباب
وأعضاء جماعة الإخوان، بتدشين عدة حركات ثورية وشبابية بأسماء مختلفة، تدعو
أمام الرأى العام للتظاهر فى جميع الميادين قبيل 30 يونيو بعدة أيام،
وتدعى أنها تهدف للتهدئة والتصالح بين أبناء الشعب المصرى، واشترط أن تؤكد
تلك الحركات أنها غير تابعة للجماعة، وليس من مانع أن ينتقد منسقوها
الجماعة وحزبها، وأكد فى هذه النقطة أنه من الممكن أن يتم دراسة اعتصام تلك
الحركات فى الميادين المختلفة عقب الانتهاء من تظاهراتها، وبذلك تنجح
الجماعة فى احتلال الميادين المهمة قبل 30 يونيو، حتى تطمئن الجماعة إلى أن
التظاهرات لن تخرج من حيز قصر الاتحادية بالقاهرة، والذى سيتم تأمينه
بالكامل.
أما المحور الإعلامى فقد كشفت المصادر أن «الشاطر» اقترح تدشين عدد كبير
من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، وتشويه حركة تمرد والقائمين
عليها ونشر صور ومقاطع فيديو تسىء لهم وتكشف فساد بعضهم وعلاقة البعض الآخر
بالنظام السابق، وإظهارهم فى صورة المتحولين أمام الرأى العام، وهو ما تم
البدء فى تنفيذه بالفعل مع عدد من قيادات حركة تمرد، ومنهم محمود بدر أحد
مؤسسى الحملة، بجانب طبع عدد كبير من نماذج استمارات حملة «تمرد» ودفع
مواطن واحد يميل للجماعة للتوقيع على عدة استمارات بنفس الاسم والرقم
القومى ونشر صور لهذه الاستمارات على تلك الصفحات لإظهار مسئولى «تمرد» فى
صورة المزورين، والتلويح بأنه ربما يتم تقديمهم للمحاكمة بسبب ذلك، ومواصلة
شباب الجماعة اختراقهم للحملة لدس توكيلات مزورة سيتم كشفها فى الوقت
المناسب، وتحذير المواطنين من خلال توزيع أعداد كبيرة من البيانات
والمنشورات عليهم بالمحافظات من حملة «تمرد» والتأكيد على أنها تدعو
للتخريب، والانهيار الأمنى والاقتصادى وتهدد استقرار الوطن، والتركيز فى
هذه النقطة على الأغلبية الصامتة، التى تمثل القطاع الأكبر داخل المجتمع
المصرى.
وأضافت المصادر أن المحور الثالث للخطة هو المحور الخدمى، ويعتمد على
وزراء الكهرباء والإسكان والبترول، وذلك بتكليف أحد من مساعدى الرئيس محمد
مرسى بالاجتماع بكل وزير منهم على حدة، والتأكيد عليهم بضرورة أن يتم حل
مشاكل الكهرباء والمياه والوقود بشكل مؤقت فى الفترة من 7 يونيو الجارى حتى
30 من نفس الشهر المقرر فيه التظاهرات، بحيث لا تنقطع الكهرباء ومياه
الشرب، إلا فى أضيق الحدود حتى لا يزيد احتقان الشعب ويؤدى ذلك إلى زيادة
عدد المتظاهرين، وعقب 30 يونيو يعود الوضع إلى ما كان عليه، خاصة أن تلك
الفترة سوف تشهد امتحانات المرحلة الثانوية، والتى تضم أعدادا كبيرة من
الشباب وقطع الكهرباء عنهم كفيل بأن يدفع عددا كبيرا منهم للمشاركة فى
التظاهرات.
وبالنسبة للوقود، أكد «الشاطر» فى تصوره أنه سيتم الاستعانة ببعض الدول
فى الخليج وعلى رأسها قطر لاستيراد كميات كبيرة من السولار والبنزين لحل
الأزمة خلال الفترة المشار إليها.
أما المحور الرابع فهو المحور الاجتماعى، فقالت المصادر إن «الشاطر» طرح
فكرة تكثيف القوافل الطبية، والأسواق الخيرية، بجميع المحافظات، لا سيما
بالمناطق التى يتمركز فيها القطاع الأكبر من الفقراء ومحدودى الدخل،
واستغلال اقتراب حلول شهر رمضان المبارك فى أوائل شهر يوليو المقبل فى
تكثيف دور حزب الحرية والعدالة بجميع المحافظات، وإعداد كميات ضخمة من
احتياجات هذا الشهر الكريم وتوزيعها من خلال أمانات الحزب بالمحافظات على
الفقراء ومحدودى الدخل، وذلك بقيام شباب الحزب بتوصيل تلك الاحتياجات
للفقراء فى منازلهم داخل كراتين مكتوب عليها اسم وشعار الحزب، بحيث يبدأ
التوزيع فى الأيام العشرة الأخيرة من شهر يونيو الجارى.