«إنت كمان عايز تعرف. إنت كمان عايز تسأل. إنت كمان عايز تشتري. الإنترنت
مش بس للستات، وعشان كده عملنا يا راجل»، هذا ما كٌتب على صفحة «يا راجل»
أول صفحة وموقع للرجال على الإنترنت، موقع هدفه يقول للستات المنتشرين
بمواقعهم الإليكترونية، لستن وحدكن، نحن قادمون.. واختاروا الشنب رمزا لهم.
«ياراجل» موقع يخاطب كل فئات الرجال، المتزوجين منهم، والعازبين، ينخرط
وسط همومهم وما يشغل بالهم، لأنهم على قناعة، أنهم كرجال لديهم احتياجات
مثلهم مثل السيدات، حان الوقت ليثوروا عليها على الملأ. ونحن بدورنا أردنا
أن ننقل تلك الثورة ونعرف بماذا يفكرون، وكيف عن مشاكلهم يعبرون؟، ولو من
باب الفضول الستاتي اللذيذ.. والمفاجأة التي عرفناها أن رئيس التحرير،
واحدة ست.
تأخذ جولة فى عالمهم: سارة سيف الدين وإنت داخل على الموقع من إيدك
اليمين، هتلاقي بعد كلمة رئيسة، باب انت وهي، باب كل مافيه يخص تقريبا
المرتبطين أو من هم على عتبة الجواز من برة ، يتحدث مرة بلسان الرجل، ومرة
ثانية بلسان البنت، في جولة سريعة في هذه الغرفة تجد موضوعات مثل «دليلك
إلي عالم المرأة، ازاي تكسبها»، «باي باي كامبورة ازاي تقولها كرجل» و «بص
ماتزعلش مني، بس انت زي اخويا» وقضايا أخرى بسيطة تواجه الرجال في حياتهم
العاطفية، المفارقة هنا أن بعض تلك الموضوعات في هذا الغرفة بالتحديد، كتبت
بأقلام نسائية، من باب «إننا الأولى نتكلم عن نفسنا يعني».
وإنت خارج من الأوضة دي، اللي جنبها لزم اسمها «الجواز وسنينه»، أوضة كدة
ياخدك الفضول الإجباري إننا كبنات نزورها، ببعض الأقلام النسائية أيضا تجد
بعضهن ينصح آدم كيف يعامل زوجته، كيف يتغلب على المشكلات الواقعة بينهما،
كيف يجدد الحب بينهما، موضوعات ممكن تشبيهها بالتنمية البشرية «بس على
أبسط»، تجد فيها موضوعات مثل «الأستاذ حمدي» ، «وريها حبك بعد الجواز»،
«أنا ومراتي والقهوة»، «مش عايز اتجوز صالوناتي، أنا عايز اختار مراتي»
وغيرها من الموضوعات الاجتماعية الخفيفة، والمكتوب أغلبها باللغة الساخرة
أحيانا. وأقسام أخرى مثل «عربيتك» ، «ستايل» ، «شغل»، «صحة ولياقة» «وعايش
لوحدي»، وعن هذا الباب بالتحديد، ادخلِ برجلك اليمين ولا تندهشِ، فهم
يعلمون الرجل كيف يحيى حياته عازبا، ويعطونه دروسا في كيفية ترتيب السرير،
كيف يكوي قميصه، لأ وكمان «19 طريقة عشان يعيش لوحده». الموقع أقسامه وخفة
موضعاته تجعلك تطيل التجول فيه، وفضولك يجعلك تقف عند كل موضوع، «تاخدلك
ولو سطرين»
ما تفاجئنا به أثناء بحثنا عن أصحاب تلك الخطوة الجريئة، أن زعيمة الحركة
الرجالية واحدة ست، رئيس تحرير الموقع إنجي زكريا - ماجستير في اللغويات
والترجمة من آداب إنجليزي اسكندرية وتحضر دكتوراه في التخصص نفسه من ألسن
إنجليزي عين شمس، بدورها أخبرتنا أننا بهذا سنكشف سرها الذي لم تعلنه هي
حتى على ترويسة الموقع، لكنها مع ذلك لم تخفه خشية الانتقادات، لأنها أصلا
مقتنعة تمام الاقتناع بأن الرجالة حقهم يكون ليهم موقع ينفرد بما يخصهم
وحدهم مثلهم مثل معشر النسوة، إنجي أعادت فكرة الموقع إلي صاحبها الأول
محمود عبد الفتاح مهندس إنتاج بجامعة إسكندرية، «بصفته راجل» لفت انتباهها
بأن الرجال مظلومون فيما يخص webcontent، وباتت الفكرة مشتركة بينهما،
«إنهم ليه مايعملوش موقع يركز على الرجالة ولو من باب التغيير»!
العامية لزوم ضيق خلق الرجل موقع «ياراجل» كتبت أغلب موضوعاته بالعامية البسيطة، حرصا من فريق
الموقع، على «موود» الرجل الذي لا يملك من الوقت الكافي مايجعله يقرأ
بتركيز و«فزلكة» إبداعية، فهو يتعرض لمثل تلك المواقع من خلال تليفونه أو
في شغله، وفي أوقات فراغه على عجالة، إن سمحت بذلك أصلا، لأن أوقات الفراغ
بالنسبة لهم أولى بها أصحابهم، فحرصت «انجي» وفريقها أن يخاطبوهم بلغة
سهلة لا تعطلهم أو يملون منها، وخصوصا أن هناك رجالة «خلقها» ضيق للقراءة.
فكان أقصر طريق للوصول لهم في هذا الموقع، العامية، لأن الرجالة حسب الواقع
وحسب منتطق فريق العمل «بيحبوا الكلام اللي من الآخر مش الرغي الكتير».
قالت إنجي أيضا إنهم حرصوا ألا تطول المقالات كي لا يمل القارئ بسرعة، إلي
جانب أهمية العامل البصري كعامل جاذب للقراء والتركيز على تلك المواضيع
والتفاصيل البسيطة التي يحتاجها الرجل في حياته اليومية دون أن يخطر إلي
باله أن يسأل أحدا عنها.
وما أعلنته إنجي بثقة، أنهم تعمدوا ينافسوا مواقع المرأة التي وجدوها
منتشرة جدا ، بشكل استفز وجودهم الرجولي. فقالت: «مواقع المرأة فعلاً كثيرة
جدا ولن تتوقف عن الإطلاق كل يوم، وهذا لأن السيدات لديهن وقت فراغ أكبر
قليلا من الرجال، بل إنهن في كثير من الأحيان يعتبرن الإنترنت المصدر الأول
للإجابة على أسئلتهن في كل ما يشغل بالهن.