ساعات مرت طويلة، منذ أن خرج المجند أحمد عبدالبديع عبدالواحد من منزله فى قرية منزل، مركز أبوكبير الشرقية عند منتصف الليل قاصداً مكان تجنيده فى سيناء، قبل أن يصل خبر للأسرة، يشير إلى أن «عبدالوحد» ضمن الجنود السبعة المختطفين فى سيناء على أيدى بعض الجماعات التكفيرية لتجد الأم نفسها مضطرة للسفر إلى سيناء، للتضامن مع زملاء ابنها، الذين أغلقوا معبر رفح لحين عودته.
«لو ابنى جرى له حاجة، أنا هموّت محمد مرسى وهشام قنديل، هما السبب ورا اللى بيحصل لينا ولأولادنا، هى دى الوعود اللى وعدنا بيها مرسى، إن اللى ينجى من الموت يتخطف»، تقول الأم هذه الكلمات بثبات وثقة، قبل أن تنهار وتدخل فى حالة بكاء متواصلة، تعود لاسترجاع قواها قائلة: «أنا كل اللى طالباه إنى أسمع صوت ابنى وأعرف هو فين، عايزة أعرف إنه حى، قلبى حاسس بيه وعايزة أطمن عليه لأننى خلاص مش عارفة أنام عايزة ابنى».
من محافظة الشرقية إلى شمال سيناء، وتحديداً إلى المعبر المغلق، توجهت أسرتا المجندين المختطفين أحمد محمد عبدالحميد، وأحمد عبدالبديع عبدالواحد أحمد، يقول عبدالبديع والد أحدالمختطفين: «لما خدمت فى الجيش كنت فى الحرس الجمهورى أيام حسنى مبارك، وكانت أيام أحسن من الأيام اللى احنا عايشينها دى».
يقول عبدالبديع عبدالواحد، والد المجند المختطف «أحمد»، «إحنا مش منتظرين أى شىء من الرئاسة ولا من الحكومة إحنا مش منتظرين شىء إلا من الفريق عبدالفتاح السيسى، ومش منتظرين أى شىء من حد غير الجيش، فياريت الجيش يتحرك ويطمنا على أولادنا علشان يأكدوا لنا إن الجيش لسّه بخير».
استقبل الجنود المعتصمون عند المعبر أقارب المجندين المختطفين الذين أكدوا أن الجهات الأمنية لم تقدم لهم أى معلومات عن أوضاع أبنائهم المختطفين أو أماكن وجودهم، ويقول «عبدالواحد»، شقيق المجند أحمد عبدالبديع: «الجهات الأمنية تتهرب منا ولا تقدم لنا أى معلومات عن أماكن وجود أبنائنا، وكل معلوماتنا تردنا من الأهالى حتى أن بعضهم قال لنا إن أولادنا المختطفين ليسوا فى سيناء من الأساس ولا نعرف أى الأخبار أكثر صدقاً».
بعدما تجاهلتهم الجهات الأمنية، قرر أقارب المختطفين أن يبحثوا بأنفسهم عن مختطفى الجنود، ويقول والد الجندى أحمد محمد عبدالحميد: «ابننا من 4 أيام وهو غايب عننا ومفيش عنه أى أخبار وآخر مرة كلمنا كان وقت ما ساب البيت وهو رايح معسكره قال لنا إنه فى العريش وبعدها موبايله اتقفل، ومشايخ قبايل سينا قالوا إن أولادنا مش فى أى مكان معروف فى سينا، لو الأمن مقلناش فين ولادنا نسأل مين؟ هندوّر بنفسنا».