قال مصدر أمني رفيع المستوي، الأربعاء، إن سبب تأخر نقل الرئيس السابق،
حسني مبارك، إلى مستشفى سجن طرة حتى الآن بسبب «مخاوف من محاولة اغتياله أو
إصابته بسوء حال نقله وسط تلك الأجواء المتوترة».
وأوضح أنه «تم إصدار أوامر للقيادات الأمنية داخل المستشفى بعدم نقله
إلا في حالة التأكد من تأمينه، ونقله بسلام إلي سجن طرة، وأن هناك تعليمات
تتلقاها القيادات الأمنية داخل المستشفى أولا بأول، لمتابعة الوضع وإصدار
تعليمات بشأنه».
كانت حالة طوارئ بدأت حول جناح مبارك عقب صدور قرار نقله من جناحه
بمستشفى المعادي العسكري، واستمرت لمدة 8 ساعات متواصلة، وسط توتر من قبل
قيادات الأمن داخلها ورفع حالة الاستعداد القصوى داخل المستشفى، وذلك بسبب
الاحتجاجات والاشتباكات التي دارت بين قوات الأمن، وأنصار مبارك في اعتراض
منهم علي نقله إلى مستشفى سجن طرة مرة أخرى.
»وفشلت عدة محاولات في تسهيل خروج مبارك من المعادي العسكري، وكانت
أولاها في الـ7 مساء، بعد نشر قوات أمنيه حول الجناح، وعلى المداخل
والمخارج المؤدية له، وإصدار أوامر بإخلاء النوافذ المطلة علي الباب المخصص
لتأمين خروج الرئيس السابق وعمل حظر تجوال بالمستشفى لكل المتواجدين به.
وحاولت القيادات الأمنية التمويه بخروج سيارة إسعاف مطابقة للسيارة
المخصصة له وخلفها سيارة أمن، وسط صراخ هستيري من قبل أنصار مبارك «حرام»،
و«كفاية ظلم»، و«بنحبك ياريس»، معتقدين وجود مبارك داخلها، وخروج سيارة
مماثلة لها من الباب الأمامي بنفس الطريقة وصراخ أنصار مبارك أيضا في
محاولات لمنعها، كما تكررت تلك المحاوله من سيارة أخرى خرجت بعدها بربع
الساعة، ولم يتمكن قيادات الأمن من تسهيل خروجه حتى الآن.
وكلفت النيابة العامة إدارة سجن طرة بنقل الرئيس السابق، حسني مبارك من
مستشفى المعادي العسكري، إلى مستشفى سجن طرة، بعد الاطلاع على تقرير اللجنة
الطبية الخاص بحالة مبارك من قبل النيابة العامة، واشترك فيها كبار
الأطباء الشرعيين.
وأعلنت صفحة «أنا آسف يا ريس» على «فيس بوك» أن مؤيدي الرئيس مبارك
أعلنوا الاعتصام أمام مستشفى المعادي العسكري لمنع تنفيذ قرار النائب العام
بنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة.