اخر المواضيع منتدى الستات | |||||||||||||||||||||||||||
تم النشر بقلم :شوشو:الجمعة فبراير 22, 2013 5:30 am - -
الموضوع الأصلي : بريد الجمعة 22/2/2013 يكتبه - أحمد البرى: صراخ من الأعماق! // المصدر : منتديات الستات // الكاتب: شوشو
| |||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: بريد الجمعة 22/2/2013 يكتبه - أحمد البرى: صراخ من الأعماق! أنا مهندس كنت حتي وقت قريب أعمل في إحدي دول أوروبا, وتمتد جذوري إلي قرية بإحدي مدن الأقاليم, وقد نشأت وتربيت بها طوال عمري, ومازال والداي يقيمان فيها حتي اليوم. ونشأت في أسرة بسيطة لأب موظف حكومي بلا طموح ولا أحلام, صنع من أشقائي كيانات محدودة الأماني, فكل آماله هي ان نصبح انا واشقائي موظفين مثله وتكون حياتنا مقتصرة علي البيت والعمل فقط, وكان يعتبر امتلاكنا سيارة مثلا حلما لا يجوز لنا ان نحلم به, وعلي هذا الدرب سارت حياتنا التي تمردت عليها, فكانت لي احلامي وطموحاتي التي لا سقف لها فأنا متفوق دراسيا واعشق الهندسة ولا اجد نفسي في وظيفة ادارية, كما ان احلامي لحياتي تفوق تلك التي ربانا عليها والدي, فانهيت دراستي الثانوية بتفوق, وكانت هذه هي أولي الخطوات في مشوار القطيعة بيني وبين والدي, حيث كانت ليلة اختيار رغبات التنسيق ليلة عصيبة, فهي المرة الأولي التي أواجه فيها ابي وأعصي اوامره, فقد كان مصمما علي أن تكون رغبتي الأولي كلية بعينها, لكن احلامي سرت في اتجاه آخر, ورأيت ان اختيار المجال الذي سأبني عليه مستقبلي لا يعتبر من عقوق الوالدين واخترت كلية الهندسة والتحقت بها برغم غضب ابي, وطوال سنوات دراستي الطويلة وازدياد المصاريف الدراسية وارهاق الاستذكار كان ابي يفتح هذا الموضوع باستمرار ويذكرني بأنني خالفت رأيه وعندما انهيت دراستي عاود نغمته القديمة في تعييني بوظيفة حكومية حتي أكون إلي جواره وإلي جوار الأرض, ولكن دعوته لم تلق قبولا مني خصوصا أنني كنت من المتفوقين وكانت احلامي ايضا بعيدة عن عرض والدي, وقررت الالتحاق بإحدي الشركات الكبيرة في القاهرة, وهنا اشتد غضبه واتهمني بأنني عاق له, فحاولت جاهدا ان اوضح له أكثر من مرة ان ما اقوم به هو في مصلحته ومصلحتي, فبفضل الله اولا ثم عملي ستصبح لدينا سيارة وسنجدد منزلنا وسوف تتسع مساحة أرضنا الزراعية ولكنه رفض الاستماع او الاقتناع, ولكي ارضيه ظللت لمدة عامين اذهب من قريتنا إلي القاهرة يوميا, وقبل ان اشتري لنفسي أي شيء اغدقت أموالي علي أسرتي فاشتريت لأمي ذهبا واشتريت لأبي عدة أفدنة من الأرض الزراعية بعد أن رفض أن يأخذ مني مليما واحدا لانني خالفت اوامره. كما ساهمت في تجهيز شقيقتي, ولكن كل هذا لم يشفع لي عنده, حتي جاءت لحظة أخري حاسمة فقد اختارني مهندس أجنبي كان يعمل في الشركة التي اعمل بها لكي انتقل إلي شركة تنفيذ مشروعات انفاق في عدة دول أوروبية ووجدت ان الفرصة لن تأتي مرة أخري, وكنت اعلم مسبقا بما سيحدث ولكنني صليت ركعتي استخارة وعزمت علي ان ابلغ والدي بقرار سفري, وما ان سمع الخبر حتي علا صوته واتهمني بأنني اتهرب من مسئولية اشقائي وانا اكبرهم, برغم ان أصغرهم في المرحلة الثانوية وليسوا في حاجة لمجهوداتي وشقيقي الذي يصغرني لبي نداء والدي ويعمل موظفا كما أراد له وكذلك اخي الثالث في ترتيب الذكور, ولم اجد في اسباب منعي من السفر التي سردها لي أبي سببا واحدا مقنعا, فحزمت حقائبي وودعت الجميع إلا هو رفض أن ينهض من فراشه فذهبت إلي حجرته, وقبلت يديه وهو نائم فأحس بي ونظر لي نظرة قاسية, ولم ينطق بكلمة واحدة. وفي أوروبا مكثت عدة أشهر وتعددت بعدها أسفاري, وكنت أزور مصر مرة كل عام وادخل بيتنا محملا بالهدايا ولكن موقف أبي لم يتغير, بل وانقلب شقيقي الذي ارسلت له أموال زواجه من شقائي وغربتي في الخارج ضدي, وكذلك شقيقتي التي تزوجت ومنعتني ظروف عملي من حضور زواجها, ولكني التمست لهم العذر فقد أقنعهم أبي بأنني عاق وانني خالفت اوامره وعصيته, ولكنني كنت أهون علي نفسي الأمر بأن اليوم الذي سأستقر فيه في مصر سيكون نهاية هذا الصدع بيني وبين أبي. ومنذ أسابيع رأيت أن الوقت قد حان لكي أعود إلي مصر واستقر فيها إلي الأبد.. وكانت المفاجأة ان والدي أمر أشقائي بعدم تقبل هداياي, ووجدتني في غرفتي منبوذا ففرضت نفسي عليه ودعوته إلي أن نبدأ صفحة جديدة وبأنني متكفل بكل شيء, وان لدي قطعة أرض سأبنيها بيتا كبيرا يسعنا جميعا ولكنه رفض. والآن أنا في حيرة من أمري ماذا أفعل؟.. فمستقبلي وعملي في القاهرة, والفتاة التي أود الارتباط بها وهي شقيقة زميل لي في عملي بأوروبا لن توافق علي الإقامة في القرية, وأتوجس خيفة ان يفارق أبي الحياة وهو غير راض عني, ولا أدري هل أنا عاق أم لا ثم كيف أتصرف معه؟ <<ولكاتب هذه الرسالة أقول: غريب حقا أن يظل والدك علي موقفه طوال هذه السنوات, فقد يكون طبيعيا ان يطلب منك الإلتحاق بكلية دون أخري من باب أنها تحتاج إلي مصروفات أقل وتتناسب مع إمكانياته أو أنها أقصر طريق للحصول علي وظيفة ثابتة بالقرب من البيت وخلافه.. فإذا كان لك رأي آخر, فإنه يترك لك حرية اتخاذ القرار لكي تفعل ما تراه مناسبا لميولك ورغباتك. فصاحب القرار يتحمل دائما تبعاته, وأنت لم تعد صغيرا, وباستطاعتك أن تفرق بين ما يمكنك تحقيقه من أمنيات, وما تعجز عنه وفقا لمعطيات حياتك وظروف أسرتك. والأمرعلي هذا النحو ليس فيه عقوق للوالد, ولا غبار علي موقفك ما دمت تعامل والدك معاملة حسنة, ولم ترتكب إثما ولا معصية.. وليته يدرك هذا بعد كل النجاحات التي حققتها في حياتك من تخرجك في كلية الهندسة والتحاقك بشركة كبري ثم سفرك إلي الخارج وعودتك إلي مصر.. فما أنجزته يجب أن يكون مصدر فخر له وإعتزاز بابنه الذي نحت الصخر وحفر مكانا لنفسه وسط الكبار دون واسطة ولا محسوبية, وإنما بعرق جبينه, ودأبه وإصراره علي النجاح. وأقول لوالدك: إذا كان ابنك قد أخطأ في خروجه علي طاعتك في أمر كهذا, فإن ما وصل إليه يجعلك تصفح عنه, وأن تقبل مبادرته لإعادة المياه إلي مجاريها ومد جسور التواصل من جديد.. فهو ابنك وسندك في الحياة وجاءك راغبا في ارضائك ومعتذرا عن أي أخطاء ارتكبها من قبل.. ثم لماذا لا تناقش عرضه بالانتقال إلي الإقامة في القاهرة معه, أو أن تظل الأسرة في مكانها ومسقط رأسها علي أن يرتب اليكم زيارة أسبوعية مثلا.. والتواصل معا في كل وقت وحين.. فما اكثر من انتهجوا هذا النهج, وحققوا ما لم يحققه من ظلوا قابعين مكانهم لا يرغبون في التجربة.. والحياة كلها تجارب والناجح هو من يرسم لنفسه الأهداف ثم يضع الخطط المناسبة لتنفيذها.. اسأل الله أن يلين قلب أبيك, وأن يديم عليك نجاحاتك.. ويهديك إلي الطريق السليم. تعليقات القراء |
توقيع : شوشو |
| ||||||||||||||
رد: بريد الجمعة 22/2/2013 يكتبه - أحمد البرى: صراخ من الأعماق! وسرعان ما خطبتها ثم تزوجنا بعد أقل من أسبوعين, وكنت أعلم مسبقا أنه لا ملائكة في الأرض وأنه كما توجد لكل إنسان مميزات فبالتأكيد له عيوب, وانتظرت أن يظهر عيب زوجتي ليس تحفزا مني ضدها ولكن حتي أعلم منذ البداية كيف سأنظم معاملاتي معها, ووجدت أن مميزاتها عديدة وليس بها سوي عيب واحد قاتل حول حياتي إلي حالة طوارئ شبه دائمة وهو أن زوجتي فضولية لأبعد مدي ليس فقط معي ولكنها فضولية مع الآخرين فهي أكثر مهارة من وكالات الأنباء في معرفة الأخبار ونقلها بسرعة البرق, وتحب أن تمكث عند الجيران والأقارب أكثر مما تجلس في بيتها, ولكنني تصديت لها ووقعت بيننا مشكلات عديدة وأخيرا لم تعد تخرج في زيارات واتجهت إلي التكنولوجيا الحديثة من هواتف وإنترنت وغيرها. فهي تحب أن تعلم كل شيء بالتفصيل حتي تكون أم العريف كما نقول بالبلدي, وتسعي إلي معرفة كل ما يدور من حولها داخل البيوت وبين الناس وبعضهم البعض, وإذا جلست في لقاء ما تكون الأكثر تحدثا وهي تفتي في كل شيء حتي لو عن جهل, ولا تتصور أنها لا تعرف إجابة لسؤال أو استفسار. لقد وصل بها الأمر إلي التدخل الدائم في شئون الآخرين ونقل أخبار الناس مما جعلهم ينفرون منا وبمرور الوقت أصبحت إنسانة لا تطاق والآن وبعد انصراف الكثيرين من حولها نقلت نشاطها إلي أناس جدد من أحياء أخري.. ووصل الأمر إلي حد أن فاتحني بعضهم في أمرها, وطالبني بإبعادها عن زوجاتهم. إن دائرة المشكلات تزداد يوما بعد يوم وأشعر أن الفشل يهدد أسرتي, وقد فاتحت شقيقها الأكبر في تصرفاتها فزارها وجلس معها محاولا إثناءها عن الثرثرة والكلام الذي لا جدوي منه, لكنها لم تستجب, ومازالت تمارس هوايتها المدمرة. إنني أريد الاستقرار, وعشت حياتي لا يعلم أحد عني شيئا, ولا علاقة لي بما لا يعنيني لكن زوجتي قلبت حياتي رأسا علي عقب وكانت صدمة العمر التي أحالت حياتي إلي نكد مستمر.. وأخشي أن تنفد كل الحلول فأطلقها, وحينئذ سأكون قد خربت بيتي وشردت أسرتي.. أرجوك قل لي ماذا أفعل؟ << ولكاتب هذه الرسالة أقول: قد يكون الإنسان فضوليا في معرفة الأخبار العامة وأحوال المشاهير.. أما أن يفرض نفسه علي غيره محاولا التدخل في حياته فهذا شيء غير مرغوب فيه, ولابد أن يكون له حد حتي لا يتحول إلي مرض لا يمكن الشفاء منه. وزوجتك من النوع الثاني الذي يرتكب في حق نفسه خطأ كبيرا, بهذا السلوك غير السوي فالبيوت لها أسرارها التي ينبغي ألا يطلع عليها أحد, ولابد أن تظل حبيسة جدران المنزل, لكن زوجتك تحاول التلصص علي معارفها وتنقل أخبارهم إلي الجيران والمعارف.. ولا يعقل هذا بأي حال. وأعتقد أنها وصلت إلي الحد المرضي وليس مجرد الثرثرة العامة.. ويتعين عليك أن تشرح لها هذا الأمر بهدوء في لحظة صفاء, فما لا ترضاه لنفسها يجب ألا ترضاه أيضا لغيرها, وعليها أن تتصور العكس بمعني لو أن سيدة من معارفها نشرت أسراركم مثلا التي تحكيها بالطبع من باب خد وهات.. واسألها ماذا ستفعل حينئذ؟.. الاجابة بالتأكيد أنها ترفض أن تفشي أسرارها لأحد.. وهنا عليك أن ترد عليها بأن الناس علي شاكلتها فهم أيضا يريدون أن يحتفظوا بأسرارهم, وينبغي عدم الإلحاح عليهم للبوح بما لا يريدون الافصاح عنه.. فإذا استجابت لك فهذا ما تسعي إليه, وإذا لم تستجب وأظنها كذلك, فعليك بالإستعانة بأسرتها لعرضها علي طبيب نفسي قبل أن تستفحل حالتها. أسأل الله لها الهداية ولك التوفيق في كف أذاها عن الآخرين! تعليقات القراء |
توقيع : شوشو |
|