الضحية يوسف
تجردت سيدة من مشاعر الأمومة وذبحت طفليها فى لحظة جنون.
«يوسف»، 10 سنوات، و«مريم»، 5 سنوات، لم يرتكبا ذنباً يستحقان عليه الذبح
على يد والدتهما، سوى أنهما طلبا منها الخروج للتنزه.
تحريات المباحث كشفت تفاصيل الجريمة بعد أن ادعت الأم أنها تركتهما
ونزلت لشراء احتياجات المنزل وعادت لتجدهما مذبوحين، ليتعاطف معها الجميع
كأم فقدت طفليها فى أبشع الجرائم.
كانت البداية حين تلقى اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية،
بلاغاً بالعثور على جثتى طفلين داخل مسكنهما فى العقار رقم 14 فى شارع
عبدالمنعم سند فى منطقة كامب شيزار، بدائرة قسم باب شرق.
وبالفحص، تبين أن الشقة محل الجريمة فى الطابق السادس فى العقار
المشار إليه وداخلها جثة كل من الطفل يوسف محمد يوسف، 10 سنوات، تلميذ مسجى
على وجهه فى أرضية حمام الشقة، وبمناظرته تبين وجود جرح ذبحى فى الرقبة من
الجهة اليمنى، وشقيقته الطفلة مريم محمد يوسف، 5 سنوات، تلميذة، مسجاة على
وجهها، فى أرضية مطبخ الشقة، وبمناظرتها تبين وجود جرح ذبحى بالرقبة من
الأمام.
المتهمة: «وأنا بأدبح يوسف.. مريم شافتنى وصرخت فدبحتها بنفس السكين وبلغت البوليس وقولتلهم رجعت البيت لقيتهم مدبوحين»
وتبين أن محتويات الشقة مرتبة ومنافذها سليمة، بسؤال والدتهما، أميرة
سعيد إبراهيم، 42 سنة، ربة منزل، قررت أنها تركت طفليها داخل الشقة، وتوجهت
إلى شراء بعض احتياجاتها، وعند عودتها عثرت على جثتيهما.
وعقب ذلك قررت النيابة العامة ندب الطبيب الشرعى لإعداد تقرير عن
حالة الطفلين، وطالبت بتكثيف تحريات المباحث حول الواقعة، وملابساتها،
لتأتى تحريات المباحث وتقارير الأدلة الجنائية لتقلب القضية.
يقول العميد شريف عبدالحميد، رئيس مباحث الإسكندرية: فى البداية كثف
ضباط وحدة مباحث قسم باب شرق، من تحرياتهم حول القضية، والبحث وراء وجود
عداوات بين والد الطفلين، وآخرين، أو الأم، لكن هذا الخيط لم يصل إلى شىء،
فالأب والأم لم يكن لهما أى عداوات تهدد بوقوع مثل هذه الجريمة البشعة.
وأضاف: «كثف رجال المباحث التحريات حول مسرح الجريمة، وتبين من
التحريات عدم صدق رواية الأم، ونزولها من المنزل لشراء بعض الاحتياجات،
خاصة أن شهود العيان نفوا صحة تلك المعلومة التى ذكرتها الأم فى التحقيقات
الأولية معها عقب القضية، ما دفع رجال المباحث إلى تكثيف جهود البحث حول
احتمال ارتكاب الأم الجريمة، وجاء تقرير الأدلة الجنائية ليضيق دائرة
الاشتباه أكثر حول الأم، إذ وُجدت بصماتها فى المناطق التى عُثر فيها على
جثتى الطفلين، بشكل ضاعف من شكوك رجال البحث الجنائى فى الأم، ما دفعهم
لتكثيف التحريات وإعادة سؤالها مرة أخرى».
الضحية مريم
وأمام عماد عبدالظاهر، رئيس مباحث القسم، انهارت الأم، واعترفت
بارتكابها الجريمة البشعة، وقالت: «أنا اللى قتلتهم بعد ما اتخنقت معاهم
لأنهم مش بيساعدونى فى شغل البيت، وبيطلبوا منى حاجات كتير أنا مش قادرة
عليها، ويوم الحادث الصبح طلب منى يوسف ومريم إنى أفسحهم، فى عزّ ما أنا
حاسة بالتعب والزهق من شغل البيت، خصوصاً وأنا منفصلة عن زوجى وشايلة كل
الهم على دماغى».
وأضافت: «بضغط نفسى هائل نتيجة الأعباء الأسرية اللى تراكمت علىّ،
انفجرت وقمت جبت حتة قماش، ومسكتها وحطيتها على وجه يوسف حبيبى، وكتمت بيها
نفسه، ومش عارفة أنا عملت كده ازاى فى ابنى حبيبى، أنا مش أم، وأنا باحاول
أخنق يوسف كان بيقاومنى، وأصابنى بخدوش فى إيدى وكدمة فى عينى اليسرى،
وبعد كده جبت حبل، وخنقته به حتى توقف عن المقاومة، وبعدين جبت سكين من
المطبخ وذبحته».
الأم المتهمة
وعن سبب قتلها «مريم»، 5 أعوام، قالت: «وأنا بادبح يوسف، مريم شافتنى
وصرخت، ودبحتها بنفس السكينة، وبعد كده نزلت من البيت مش عارفة أعمل إيه،
وبلغت البوليس، وقولت لهم إنى نزلت اشترى حاجات للولاد من برة، رجعت لقيت
ولادى فى الحالة دى، وماقدرتش اقعد فى الشقة بعد كده، ورحت قعدت فى بيت
أسرتى، ومن ساعتها مش عارفة أنام، كل ما آجى أنام أحلم بولادى، ومش عارفة
أنا إيه اللى حصل لى، وليه عملت كده، حاسة كأن شيطان ركبنى، أنا كنت بحبهم
قوى، حد يقتل عياله؟».