خرق الآلاف قرار الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بحظر التجول
وفرض حالة الطوارئ فى مدن القناة الثلاث، بمسيرتين انطلقتا بعد الساعة
التاسعة فى مدينتى بورفؤاد وبورسعيد، رافضين قرار الحظر، وطافت المسيرتان
شوارع المدينة التى شهدت أعمال عنف على مدار يومين سقط خلالها 40 قتيلاً
وأكثر من 500 مصاب.
وشارك الآلاف فى مسيرة بدأت من شارع 26 يوليو ببورسعيد مروراً بالشارع
الثلاثينى إلى أن وصلت لميدان المسلة ثم شارع الجمهورية أكبر شوارع المدينة
الساحلية، قبل أن تكمل طريقها فى الشوارع، مع انضمام مواطنين إلى المسيرة
التى استمرت إلى منتصف الليل.
وفى بورفؤاد بدأ ما يقرب من مائتى شخص وقفة احتجاجية أمام مرفق المعديات
بين ضفتى قناة السويس، احتجاجا على إعلان حالة الطوارئ على مدن القناة وفرض
حظر التجول على المدينة، ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات ضد جماعة
الإخوان المسلمين، وهتفت " طول ما دم المصرى لسه رخيص.. يسقط يسقط كل
رئيس".
المسيرات بدلت وجه المدينة المجمد نهاراً بإغلاق المحلات والمخابز
والصيدليات إلى مسيرات تعبر عن الغضب من تجاهل خصوصية وسمات منطقة مدن
القناة المختلفة عن باقى مدن الجمهورية.
بورسعيد عاشت يومين من حالة حظر التجول الاختيارية بسبب حوادث القتل
العشوائى، خلت الشوارع من المارة والسيارات أمام دراجات بخارية كانت تجوب
المدينة لتطلق الرصاص عشوائياً على المارة وموقع السجن العمومى، وساهمت فى
مقتل عدد من الضحايا، بالإضافة إلى الذين سقطوا برصاص قوات الأمن، وقضت
يومها الثانى حزينة فى تشييع جثامين 30 ضحية سقطوا فى أحداث العنف.
طوال نهار الاثنين أغلقت شوارع وسط المدينة الرئيسية "الثلاثينى، الجمهورية
ومحمد على و26 يوليو" أبواب محالها أمام الزبائن لتوقف حالة البيع
والشراء، وفتحت مناطق قليلة فى محيط المعدية على قناة السويس، وطريق
الكورنيش، ولكن الشوارع المغلقة ذاتها، نطقت بالحياة بعد الساعة التاسعة
بمشاركة آلاف رفضوا حظر التجول، وملأت سماء بورسعيد هتافات ضد جماعة
الإخوان واتهمت السياسيين بأنهم يتاجرون بقضيتهم.
الأجواء فى مدينة بورفؤاد "شرق قناة السويس" أكثر هدوءًا عن الضفة الأخرى
للقناة، وفتحت الأسواق كالمعتاد ولجأ إليها أغلب أهالى بورسعيد الذين عمدوا
إلى ملء مخازن المنزل بأطعمة ومعلبات تحسبا لأيام تبدو أكثر صعوبة
مستقبلاً فى حالة استمرار أعمال العنف بالمدينة.
وجوه سكان المدينة تحمل تخوفا من المستقبل، كبار السن منهم يرون فى أحداث
اليوم تشابها مع ذكريات التهجير الذى كان على السكان بعد هزيمة 76 ونقل
سكان مدن القناة إلى محافظات الجمهورية، خوفا من زيادة القتلى من المدنيين
فى غارات إسرائيلية على منشآت حيوية قريبة من سكن المدنيين.
ويربط إبراهيم سليمان العربى، رجل فى الستينيات من عمره حال المدينة
المغلقة، والشوارع شبة الخالية فى النهار بحال المدينة فى فترة حرب
الاستنزاف، ويقول" الحال الآن يشبه أيام التهجير، الناس خائفون من الخروج
من منازلهم، بسبب الرصاص المتطاير فى الشوارع، وحتى فى تشييع جنازة القتلى
لم تسلم من هجوم بقنابل الغاز".
الحاج إبراهيم نفسه تعجب من حال المدينة ليلا بسبب قرار حظر التجول، رغم
أنه يرى أنها عقاب جماعى لمدن منطقة القناة، ويعتقد أن الرئيس فى حاجة إلى
مراجعة قراره.
وما بين تغيير الحال بين الخوف نهارا والتحدى ليلا لقرار سيادى، تبقى
بورسعيد مع الإسماعيلية والسويس فى حالة تحدى لحظر التجول، وتجهز المدن
الثلاث لفعاليات يومية لكسر حظر التجول فيها