شهد الرئيس محمد مرسي أمس خلال زيارته الحالية إيطاليا توقيع عدة اتفاقيات وبعض خطط الاستثمار المشتركة بقيمة800 مليون يورو. وأكد مرسي أن العلاقات بين البلدين تخطو نحو مزيد من القوة والتميز في جميع المجالات.
وأشار خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد ظهر أمس عقب جلسة مباحثات مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو, إلي أن الشركات الإيطالية العاملة في مصر لم تتوقف عن الإنتاج بعد أحداث الثورة, وكانت الوحيدة التي واصلت نشاطها رغم الظروف الصعبة, كما أن عدد السياح الإيطاليين لم يتراجع إلا بنسبة ضيئلة, وعاد للتزايد مرة أخري ليتجاوز المعدلات السابقة. ونقلت وكالة أنباء آنسا الإيطالية عن مصادر مطلعة أن الزيارة التي ضمت وفدا كبيرا من وزراء ورجال أعمال مصريين, تهدف إلي إعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية والأعمال مع الشركات الإيطالية. من ناحية أخري, جدد الرئيس الإيطالي دعم بلاده الاقتصاد المصري, وأعلن عن مبادرة لمنحة دراسية لشباب المبدعين في مصر في مجال فنون تصميم الحلي. وقد تناولت جلسة المباحثات بين الرئيسين برنامج الإصلاح السياسي الشامل الذي عرضه الرئيس مرسي والذي يهدف لتأمين دولة ديمقراطية حديثة, والانتهاء من كتابة الدستور الذي أكد مرسي أنه سيراعي الفصل الحقيقي بين السلطات والمساواة بين جميع المواطنين واحترام العقيدة. تناولت الجلسة الأحداث في سوريا وجهود اللجنة الرباعية لحل الأزمة, فضلا عن القضية الفلسطينية, وفي هذا الصدد أكد نابوليتانو أنه لايمكن التوصل لحل لهذه القضية مع ضمان أمن إسرائيل إلا بالاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال الرئيس مرسي في كلمة له عقب أدائه صلاة الجمعة بمسجد المركز الإسلامي بروما أمام آلاف المصلين وسط هتاف وتصفيق حاد إن الإسلام يعلي من قيمة الإنسان, وقال: إنني أخاطب كل الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وغيرها بل جاليات من غير المسلمين بل كل الشعوب, الإسلام مؤسس الاحترام والرحمة. وأضاف: جئنا برسالة سلام واضحة لكل العالم وندعو إلي تحقيق الأمن والاستقرار لكل شعوب العالم ونحن ندرك ذلك نقول للقلة القليلة التي تحاول إفساد العلاقات بين الشعوب وتثير الفتن وتحاول الإساءة إلي رسولنا محمد نقول هؤلاء يسيئون الي انفسهم وإلي الشعوب التي ينتمون إليها.ونقول إن هؤلاء لن يفلحوا في الإساءة للعلاقات بين الشعوب وأن غضب جماهير المسلمين وغيرهم في العالم إنما هو غضب بناء ولكنه الغضب الذي يمنع تكرار الفعل ويبني العلاقات بين الشعوب هذه المحاولات الإجرامية لن تنال من القرآن الكريم أو من رسولنا, إنهم يريدون أن يلفتوا الأنظار عن مشكلات كثيرة في العالم ولن يفلحوا ولاسلام بدون احترام الشعوب وبحق الجميع في الحياة الكريمة والحرية والديموقراطية التي هي الشوري والعلاقات الطيبة بين الناس, لن يكون هناك سلام حقيقي في العالم بدون عودة الحقوق الكاملة للفلسطينيين وأن ينال الشعب السوري حريته وأن يحصل علي حقوقه وأن يوقف نزيف الدم في سوريا ولن تقر لنا عين الا إذا توقفت حمامات الدم وامتلك الشعب السوري حقه في حياة كريمة. وتابع قائلا: ابعث من خلالكم رسالة حب إلي كل الشعوب الأوروبية والعالم أشكر كل من جاء من مسافات بعيدة ومن أوروبا وأشكر الحكومة الإيطالية علي حسن استضافتها وما دار بيننا من اتفاقيات, لقد أبلغت بالنيابة عن شعب مصر من المسلمين والمسيحيين الرئيس أوباما أن يقبل عزاء مصر لمن قتل في بنغازي هذا الفعل ندينه ونعتبره جرما في حق الانسان وأكدت له أن الإسلام يعلي من قيمة الانسان. وأوضح أنه طالب الشعب الأمريكي بأن يعلن بكل وضوح رفضه هؤلاء وان يكون من خلال القوانين والشعوب والحكومات هناك ردع لكل من يحاول أن يهز السلام في العالم أو أن يعبث به, وأن المسلمين يريدون السلام القائم علي العدل واحترام وتكافؤ الفرص وعدم عدوان أحد عليهم. وقد شق الرئيس مرسي طريقه بصعوبة بالغة وسط آلاف المصلين الذين جاءوا من جميع أنحاء إيطاليا عندما علموا اعتزامه أداء الصلاة في المسجد وتعالت هتافات المصلين ودعواتهم له بالتوفيق والنجاح في مسئوليته والوصول بمصر إلي بر الأمان وصمم البعض منهم علي مصافحته ومرافقته حتي ركوب السيارة علي الرغم من مسافة عشرات الأمتار التي تفصل بين المسجد وساحة انتظار السيارات.