صورة تعبيرية للإنتحار غرقاً
6/26/2012 8:06:00 PM
قام بالرحلة ـ محمد مهدي وحسن الهتهوتي:
كم من قلوب تجرعت من كأس الظلم، وكم من أحلام ماتت في زحمة الحياة، وكم من فقراء ماتوا من شدة الجوع لكي يحيا أخرون في رفاهية.
''هند''
فتاة مصرية، لكنها لم تكن يوماً كأي فتاة، فتربت وترعرعت وسط الذئاب، ظلت
دائماً هاربة من المنزل من قسوة تعذيب الأسرة، واختارت الشارع مأوى لها،
وبدأت الزهرة الجميلة تتحول إلى شوكة عن غير قصد، ثم تدبل، وتفارقها منتحرة
بعد عذاب 21عاماً..... فريق ''مصراوي'' اشترك مع برنامج كمين ـ الذي تبثه قناة25، ويقدمه الرائد أحمد رجب ـ في رحلة البحث عن حقيقة ''هند''.
بلاغ انتحارالبداية
كانت بلاغ ورد للعميد نادر الظواهري، رئيس وحدة الانقاذ النهري بالجيزة،
تفاصيله كانت تُشير إلى قيام سيدة مجهولة بإلقاء نفسها من أعلى كوبري
الجلاء، وعلى الفور توجهت القوات لمحاولة انقاذها أو العثور على الجثة..
في نفس اللحظة انطلق فريقي الحوادث بـ مصراوي وبرنامج كمين بقناة 25، إلى موقع الحادث لمعرفة الحقيقة ونقلها إلى الرأي العام.
ترقب وانتظارفور
وصولنا إلى كوبري الجلاء، كان المشهد حزيناً.. مواطنون يصطفون فوق
الكوبري.. نظرات تتجه نحو الغواصين أثناء عمليات البحث.. وأعمال مُكثفة في
قاع النيل، أبطال يعتمدون على حاسة اللمس في المياه المُظلمة، يحاربون
التيار من أجل الوصول للفتاة..
شهود عيانبائع
ياسمين، أحد شهود العيان الذي استعانت به الشرطة والانقاذ النهري أثناء
عمليات البحث، وقال أنها فتاة تُدعى هند ولها صديقة تُدعى ''زوكا''
والاثنين من رواد الشوارع، وتهرب من منزلهم من شدة التعذيب الذي تتعرض له
على أيدي والدها المُقيم بمنطقة إمبابة، وأنها منذ سنوات بمنطقة كوبري
الجلاء والدقي، وهي حامل في شهرها السابع، وتتعاطى أقراصاً مُخدرة، ونصحها
أكثر من مرة لكي ترجع عما تفعله، إلا أنها لم تفعل ولم تتعظ.
ويُضيف:
الدولة هي من فعلت فيها كذلك.. تركونا في الشوارع بلامأوى.. تركونا لكي
تلتهمنا العقاقير المخدرة.. تركونا لضباط الشرطة، كلما أرادوا عمل قضية
يجمعون المتسولين لاستخدامهم فيها..
قاومت للرحيلشاهد
عيان آخر أكد أنه و3آخرون حاولوا انقاذها وامسكوا بها، إلا أن الغريقة
قاومتهم وكانت تضربهم بأقدامها أثناء محاولة استخارجها، وكانت تقول لهم
''سيبوني.. أنا عايزة أموت''، وأن محاولاتهم كان مصيرها الفشل بسبب اصرارها
على الرحيل، وفقدوا السيطرة عليها لتذهب إلى الأخرة..
كبيرة المتسولينكما
فوجئنا بسيدة في العقد الرابع من عمرها، تُدعى أم محمد، تمسك بسيجارة في
يدها، تتحدث بصوت عالِ، تؤكد أنها تعرف ''هند''، وأمام الرائد أحمد رجب،
قالت: دي كانت متزوجة من إبني، وحامل في الشهر السابع، وطلقها من فترة
قصيرة.. في واحدة إسمها أسماء هيه اللي قالتلها ياللا نعوم في النيل، وهيه
عارفة إن ''هند'' مبتعرفش تعوم.. أنا كنت هقتل أسماء دي زي ما قتلت ''هند''
لولا الناس مسكوني، وهربت والحكومة بتدور عليها دلوقتي..
وعلمنا أن السيدة أم محمد هي المسئولة عن أطفال الشوارع والمتسولين الموجودين بالمنطقة، وهي من تُديرهم..
ذهبت ولم تعدعمليات
بحث مطولة تابعتها فرق الانقاذ، ولم يتم العثور على الفتاة، وكأنها كُتب
عليها أن تشقى في حياتها ومن بعد وفاتها... ويبقى القدر شاهداً على إناس
ذهبوا ضحية إهمال المجتمع..
تجدر الإشارة إلى أن برنامج ''الكمين''
الذي يقدمه الرائد ''أحمد رجب''، ويبث على قناة 25 يعد أول برنامج أمني من
نوعه في مصر ينقل مداهمة الأمن للأوكار الإجرامية نقلا حياً مدته 20 دقيقة،
ويدور في إطار وقائعي يتتبع قوات الأمن في بعض الغارات والضبطيات، ليرفع
وعي المشاهد عن المخاطر التي تحيط برجال الشرطة، والمراحل والإجراءات
المختلفة التي يجب أن يتخذوها في الحالات المختلفة التي يواجهونها.