صورة تعبيرية
يجيب د. شريف على عبدالعال، استشارى طب الأطفال بكلية طب جامعة
القاهرة، أمين عام مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، ورئيس تحرير المجلة
العلمية لطب الأطفال:
تأخر الكلام بمعناه العلمى هو تأخر الطفل فى البدء بنطق كلمة ذات
معنى فى الوقت المحدد علميا، وبالتالى بنطق كلمتين أو ثلاث كلمات معاً يعبر
بها عما فى نفسه، وتختلف قابلية الأطفال فى تعلم الكلام أو البدء به، من
طفل لآخر.
فبعض الأطفال مثلاً، يستطيع أن ينطق كلمة واحدة ذات معنى فى الشهر
الثامن من العمر، ثم يسير تطور الكلام معه سيراً حسناً من غير تأخر أو
عيوب، بينما لا يستطيع البعض الآخر أن ينطق كلمة واحدة ذات معنى إلا بعد
السنة الثالثة أو الرابعة من العمر، مع ظهور بعض العيوب فى كلامه فى السنة
الخامسة.
إن قلة الذكاء عند الطفل، من العوامل المهمة فى تأخر الكلام، لذلك
يجب عدم التسرع فى الحكم على حالة الطفل العقلية والشك فى سلامتها، من غير
أن يكون تأخر الكلام مترافقاً مع تأخر فى النواحى الأخرى من التطور. كذلك
فإن فهم الطفل لما يقال له، واستيعابه للكلام الذى يسمعه، أهم بكثير فى
تقييم حالة الذكاء عنده من عدم مقدرته على النطق بذلك الكلام.
فإن تأخر النطق عند الطفل لا يعنى بالضرورة قلة الذكاء أو قلة العقل عند الطفل. وأهم أسباب تأخر الكلام عند الأطفال هى:
* ضعف القوى العقلية: حيث إن هناك صلة وثيقة بين الذكاء السوى للطفل
وبين الكلام. وإن التخلف العقلى له تأثير كبير على تطور الكلام عند الطفل.
* نقص السمع: حيث يتعلم الطفل الكلام عند سماعه من الآخرين الذين
يحيطون به، لذا فمن البديهى إذا كان الطفل مصاباً بخلل فى قوة السمع، فإنه
لا يستطيع أن يتعلم الكلام لعدم سماعه له، واطلاعه على النطق، ومعرفة كيفية
التفوه بالكلمات.
* العوامل العائلية: تلعب العوامل العائلية دوراً مهماً فى تطور
الكلام، فإذا ما تأخر الطفل السوى، ذو الذكاء الطبيعى، الذى يملك سمعاً
جيداً وليس مصاباً بتخلف عقلى، فإن سبب ذلك التأخر يعود فى الغالب إلى وجود
حالات تأخر للكلام فى العائلة ولاسيما عند الأب أو الأم.
سنتابع بقية الأسباب المؤدية لتأخر الكلام الأسبوع المقبل