تحقيق - محمد أبوليلة:
بعد المناظرة الأخيرة التي تمت بين عمرو موسي وعبد المنعم أبو الفتوح
المرشحين لرئاسة الجمهورية والتي استعرض فيها كل منهم برنامجه الانتخابي,
تساءل البعض لماذا لا نرى مناظرات أخرى من هذا النوع بين باقي المرشحين
خصوصا أن عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية 13 مرشحا وليس اثنان.
وفى
الوقت الذي بدأت أسهم المرشح حمدين صباحي ترتفع تساءل البعض أيضا لماذا لا
يتناظر أحد المرشحين مع صباحي؟ وهل هذه المناظرات مخصصة لأشخاص بعينهم
فقط.
من الممكن أن نفسر ذلك بعدم رغبة بعض المرشحين في عدم اجراء
مناظرات مع نظرائهم ولكن الأيام أثبتت عكس ذلك، فحمدين صباحي طالب أكثر من
مرة باقي المرشحين للرئاسة أن يشتركون معه في مناظرة تلفزيونية أمام
المشاهدين لعرض برامجهم ورؤاهم المستقبلية, كما أن حملته الانتخابية صرحت
أن باقي المرشحين يخشون مناظرة صباحي.
هذا الأمر نفاه الشاعر عبد
الرحمن يوسف باعتباره من مؤيدي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعضو في
الفريق الرئاسي لأبو الفتوح, حيث أوضح في برنامج بتوقيت القاهرة مع
الإعلامي حافظ المرازى أنهم كحملة أبو الفتوح لا يريدون أن تحدث مناظرة بين
صباحي وأبو الفتوح حتى لا تؤثر سلبيا على أحدهم أو تؤثر بالسلب عليهما
الاثنان.. ولكن من الطبيعي أن يتناظر كل مرشحي في أي انتخابات ديمقراطية
نزيهة خصوصا أن هناك أكثر من مرشح ينتمون إلى اتجاهات فكرية واحدة وهذا
سيؤدى إلى تفتيت أصواتهم إذا لم يلتف أصحاب هذه الاتجاهات على مرشح بعينه.
وفى
السياق ذاته أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع مدير وحدة النظام السياسي بمركز
الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية انه لابد أن يشارك كل مرشحي
الرئاسة في مناظرات حتى يري الناخب كل مرشح ويبدأ في تكوين رأي معين تجاهه
ينعكس على ترشيحه في الانتخابات, فلا يحدث أن تتم مناظرة بين شخصين فقط
لأنها بذلك توضح لنا أننا في انتخابات إعادة فقط وليست انتخابات ديمقراطية
نزيهة يشارك فيها 13 مرشح, مضيفا ''يجب آن تتم المناظرات بين الكل خصوصا آن
كل اتجاه سياسي لديه أكثر من مرشح في هذه الانتخابات وهذه سيشتت أصوات هذا
الاتجاه, ولكنى لا اعتقد أن هناك مناظرات ستحدق في الفترة القادمة وقول
حملة أبو الفتوح أنها لا تريد مناظرة صباحي حتى لا تضعف أحدهم هذه نقطة ضعف
كبيرة وحج ليس لها أي مبررات''.
فيما قال الكاتب الصحفي سلامة احمد
سلامة رئيس مجلس تحرير جريدة الشروق ''لابد أن تسري المناظرات على كل
المرشحين الذين يخوضون الانتخابات ولا تقتصر على مرشح أو أخر وكان من
الواجب أن تعطى نفس فرصة المناظرة بين أبو الفتوح وموسي لصباحي وباقي
المرشحين.
واضاف ''أعلن حمدين أكثر من مرة وطالب معظم المرشحين
بمناظرته فلا اعرف لماذا لا يناظره باقي المرشحين وبعض المتحدثين من حملة
أبو الفتوح يقولون أنهم لا يفضلون المناظرة بين أبو الفتوح وحمدين لان
الاثنان يمثلون الثورة ولكنى أرى أن هذه حجج فارغة من حملة أبو الفتوح فكل
من المرشحين يدعون أنهم يمثلون الثورة من الواجب عليهم أن يتناظروا ليعرف
الناخب من الأفضل منهم ويفرق بينهم وما هي مميزات كل منهم ورأيهم فى قضايا
معينة وموقفهم هذا يعد اختزال للثورة لدرجة مهينة جدا''.
أما الدكتور
جمال زهران أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس أوضح أن المناظرات في
أي دولة ديمقراطية تتم بين جميع المرشحين وليس فرد معين وبذلك نحن نؤسس
على نتيجة خاطئة ففي النموذج الأمريكي كل المرشحين كانوا يواجهون بعضهم في
مناظرات وليس اثنين فقط كما يحدث في مصر, قائلا ''هذه المناظرات أصلا
اعتمدت على أساس خاطئ من الأساس فهي قامت على أساس استطلاعات رأى مشبوهة
فهي موجهة ولابد يتم عمل مناظرات حقيقية ومن يجريها أناس محايدين ويلتزمون
بالمهنية وليس كما نرى إعلاميين من النظام السابق مثل لميس الحديد وخيري
رمضان وأيضا بعض المعلقين السياسيين كانوا في لجنة سياسيات الحزب الوطني
لابد للرأي العام أن يكون شريك لابد للشعب أن يكون شريك هو الأخر,
فالمناظرات الحقيقية تتم بأسئلة مفتوحة من الجمهور وبدون تحكم من الكنترول
ولذلك فهم مشبوهون ولذلك أطالب الشعب المصري أن يحكم ضميره ووعيه وينتخب من
يراه صالحا للقوى الثورية لصالح هذا الوطن''.