أانتقلت حمى سباق انتخابات رئاسة الجمهورية، من الشارع المصرى
الملتهب إلى غرفة ملابس فريق النادى الأهلى، بعدما كشف نجوم الفريق الأحمر
عن مرشحهم المفضل للجلوس على "كرسى العرش" فى مصر، حاول لاعبو الفريق إخفاء
هذه الميول على الملأ، واكتفوا بالإعلان عنها داخل الغرف المغلقة فقط، لكن
"اليوم السابع" اقتحمت هذه الجدران، وكشفت عن ميول لاعبى ومسئولى الأهلى
تجاه المرشحين للرئاسة فى مصر.
أبوتريكة وجمعة يدعمان الشاطر
كما يحدث فى "دهاليز" السياسة، يسيطر على السباق التياران الأبرز، الإسلامى
والليبرالى، إلا أن التيار الإسلامى تصدّر المشهد السياسى داخل غرفة ملابس
الأهلى، بعدما أعلن عدد من اللاعبين دعمهم للمرشح الإسلامى، وعلى رأسهم
محمد أبو تريكة ووائل جمعة وشريف عبد الفضيل، وأعلن الثنائى الأول عن
مساندتهما لخيرت الشاطر، مرشح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان
المسلمين، مؤكدين أنه الأقدر حالياً على قيادة البلاد خلال الفترة المقبلة،
لما يمتلكه من خبرة وحنكة سياسية، بالإضافة لكونه رجل أعمال واقتصاديا
ناجحا، سيتمكن من التعامل مع المشكلات الاقتصادية التى تعد هى الهاجس
الأكبر للشعب المصرى فى الفترة المقبلة، وكان الثنائى أبو تريكة وجمعة
يدعمان حازم صلاح أبو إسماعيل فى السباق الرئاسى إلا أن الدفع بالشاطر
مؤخرا ساهم فى تغيير رأى النجمين الكبيرين.
عبد الفضيل يوّزع "سى ديهات" أبو إسماعيل
فى الوقت الذى أعلن أبو تريكة وجمعة تأييدهما للشاطر، كان لحازم صلاح أبو
إسماعيل نصيباً من التأييد والمساندة وإن كانت هذه المساندة قد خرجت من
حيز التأييد الشفهى والإعجاب بالأفكار ووصلت لحد المساندة الفعلية، بعدما
قام شريف عبد الفضيل مدافع الفريق بتوزيع بوسترات أبو إسماعيل، المرشح
الأقوى حتى الآن للتيار الإسلامى، حيث قام اللاعب بوضع بوسترا و"سى دى"
للبرنامج الانتخابى لأبو إسماعيل، داخل دولاب كل لاعب.
وطالب عبد الفضيل من زملائه بالفريق بالتعرف على البرنامج الانتخابى للمرشح
الرئاسى قبل الحكم عليه، وحثّهم على عدم الانسياق وراء الحملات الدعائية
التى تسخر من المرشح الرئاسى، مؤكداً أنه الأنسب والأقدر لقيادة السفينة
المصرية فى الوقت الراهن .
وجاء "غزو" سى ديهات أبو إسماعيل لغرفة ملابس الأهلى "ليتماشى" مع انتشار
هذه البوسترات فى جميع أنحاء الجمهورية لدرجة جعلت البعض يسخر من هذا الغزو
وقال إن بوسترات أبو إسماعيل وصلت الفضاء وتحت الماء.
فى مقابل التيار الإسلامى يوجد تيار ليبرالى، يدعم عددا من المرشحين الذين
لا ينتمون للتيارات الإسلامية أمثال أحمد شفيق وعمرو موسى، ويتزعم هذا
الجناح الثلاثى، محمد بركات وعماد متعب وحسام غالى، الذين أبدوا إعجابهم
ببعض المرشحين من خارج التيار الإسلامى.
بركات مع الليبراليين وجدو والسيد حمدى يدعمان موسى
لم يخل السباق الرئاسى داخل غرفة القلعة الحمراء من بعض المداعبات الخفيفة،
خاصة من محمد بركات الذى داعب أبو تريكة بخفة دمه المعهودة، مؤكداً له أن
الإسلاميين يريدون كل شىء فى البلاد، حتى منصب المدير الفنى للفريق، ورد
عليه أبو تريكة بإبتسامة عريضة مفادها أنهم يمارسون حقهم، بالنظر لسنوات
القهر والطغيان التى لم يتحملها سوى التيار الإسلامى فقط، سواء الإخوان
المسلمين أو التيار السلفى.
عمرو موسى لم يكن بعيدا عن دائرة التنافس داخل غرفة خلع الملابس، بعدما
أبدى أكثر من لاعب دعمهم له أبرزهم محمد ناجى جدو والسيد حمدى.
جوزيه: "إنهم كاذبون"
البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى، للفريق حاول الابتعاد عن المشهد إلى
حد ما، وترك كل لاعب يُعبّر عن رأيه ولم يدل بدلوه، باستثناء بعض الملاحظات
عن قوة تيار بعينه عن باقى التيارات السياسية المتنازعة على السلطة فى
مصر، كما علّق على أحد التيارات السياسية قائلا : إنهم "كاذبون" وذلك بعدما
أوضح له بعض اللاعبين أن هذا التيار بدأ "يغالط نفسه"، ويفعل عكس ما يقول !
بعض أعضاء الجهاز الفنى انتابتهم صدمة شديدة، بعدما دفعت جماعة الإخوان
المسلمين بخيرت الشاطر كمرشح للرئاسة، وفى هذا الشأن، قال عضو بالجهاز
الفنى _ رفض الكشف عن هويته _ إن هذا القرار أضر كثيراً بمصداقية الجماعة
فى الشارع المصرى، بعدما أعلنوا فى أكثر من مناسبة أنهم لن يدعموا أى مرشح
للرئاسة، مؤكداً أن الجماعة ستخسر كثيراً بمخالفتها للوعود التى قطعتها على
نفسها فى السابق.
تابع عضو الجهاز الفنى قائلا: سبق ومنحت صوتى للإخوان فى انتخابات مجلس
الشعب، لكن بعد مواقفهم المتغيّرة والمتقلبة قررت تغيير موقفى ومنح صوتى فى
انتخابات الرئاسة لحازم صلاح أبو إسماعيل.
شفيق يطمأن على الخطيب
سباق انتخابات الرئاسة داخل مجلس الإدارة كان مثيرا للغاية، وإن كانت
السخونة أقل بكثير منها فى غرفة خلع الملابس الفريق، فقد استحوذ الفريق
أحمد شفيق على دعم معظم أعضاء المجلس، وفى مقدمتهم حسن حمدى رئيس النادى
ونائبه محمود الخطيب.
فى هذا الشأن علم "اليوم السابع" أن الخطيب كان قد تلقى اتصالا هاتفيا من
شفيق اطمأن خلاله الأخير على الخطيب بعدما أجرى عملية جراحية لاستئصال "ورم
حميد" فى المخ بألمانيا قبل عدة أسابيع.
من أبرز كواليس السباق الرئاسى فى البيت الأحمر أيضا، الهجوم الذى شنه
مؤيدو التيار الإسلامى على القنوات الفضائية وعلى بعض الإعلاميين، مؤكداً
أنهم يتعمدون تشويه صورة الإسلاميين لأسباب معروفة، وقال إن الجميع يحاسب
الإسلاميين بعد ثلاث أشهر فقط من توليهم المسئولية، فى حين أن مصر بأكملها
صمتت لمدة ثلاثين عاماً على الفساد والتخريب، وطالبا جميع الإعلاميين
التعامل بحيادية مع جميع التيارات وجميع المرشحين، مؤكداً شعبية التيار
الإسلامى تزداد رغم كل المعوقات والحروب التى تواجهه.