بوادر أزمة تصاحب عودة الفريق
الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي تحت قيادة مانويل جوزيه الذي وصل للقاهرة
أمس بصحبة جهازه المعاون استعدادا لاستئناف التدريبات.
لقرب انطلاق المشوار الإفريقي بدوري الأبطال الشهر المقبل.. تأتي الأزمة
التي طفت علي السطح خلال الساعات الماضية عندما طلبت مجموعة من اللاعبين من
سيد عبدالحفيظ مدير الكرة تأجيل العودة للتدريبات في الوقت الحالي نظرا
للحالة النفسية التي مازال اللاعبون يعانون منها علي خلفية مجزرة بورسعيد.
وعلي الرغم من محاولات عبدالحفيظ إقناع مجموعة اللاعبين بضرورة العودة
وتجاوز المحنة لأن الحياة لن تتوقف ولابد أن يعمل الجميع علي تخطي الأحزان.
ودخل اللاعبون وعبدالحفيظ في حوار دافع فيه كل طرف عن وجهة نظره, ويخشي
المسئولون في الأهلي من إصابة الفريق بحالة من الانقسام وربما يكون الخوف
من ردة فعل الجماهير في الوقت الحالي خاصة أن القضية قيد التحقيق ولم يتم
التوصل للجناة بعد, ومع ذلك فإن التوصل للجناة لن يعيد الفريق للتدريبات,
فالمشوار مازال طويلا لأن القضية كبيرة ومتشعبة.
من جانبه كثف سيد عبدالحفيظ والجهاز الإداري اتصالاته باللاعبين لحثهم علي
حضور اجتماع اليوم مع الجهاز الفني لتحديد متطلبات المرحلة المقبلة وكيفية
الخروج من الأزمة النفسية, وربما يتم الاكتفاء بجلسات نفسية وعدم العودة
للتدريبات قريبا وهو الأمر الذي قد يدفع إدارة النادي للموافقة علي قيام
الفريق برحلة لإحدي الدول العربية لإقامة معسكر بها وأداء مباراتين والحصول
علي مقابل مادي أيضا, استعدادا للمشاور الإفريقي, بالإضافة لإبعاد
اللاعبين عن الضغوط النفسية والعصبية.. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ينجح
مانويل جوزيه في إقناع لاعبيه بالعودة للتدريبات أم تحدث المفاجأة ويتمسك
اللاعبون بموقفهم بعد التصريحات التي أطلقوها بعدم العودة لكرة القدم إلا
بعد القصاص؟.. لاشك أن المعادلة صعبة ولكن في الاحتراف لامجال للعواطف,
والأهلي وجماهيره لديهم القدرة علي الخروج أقوياء من هذه المحنة.
علي صعيد آخر, تقدمت إدارة النادي بطلب إلي جهات التحقيق بضرورة مخاطبة
التليفزيون المصري للحصول علي كافة التسجيلات من سيارة التليفزيون التي
صاحبت المباراة المشئومة نظرا لوجود معلومات بوجود تسجيلات علي العديد من
الكاميرات التي كانت تنقل اللقاء, وذلك لمساعدة جهات التحقيق في التوصل
للجناة. وتبذل لجنة الأزمة برئاسة حسن حمدي جهودا كبيرة في متابعة كل ما
يتعلق بهذه القضية من خلال الاجتماع يوميا مع أعضاء اللجنة خالد مرتجي
والعامري فاروق وخالد الدرندلي أعضاء مجس الإدارة, واللواء محمود علام مدير
النادي.
ونجحت اللجنة في إعداد ملف جديد يحوي العديد من المفاجآت تم تقديمه للجنة
القانونية برئاسة المستشار محمود فهمي وتسلمه المستشار رجائي عطية, بعد جهد
كبير بذله العامري فاروق المكلف من اللجنة في إعداد هذا التقرير للوصول
إلي شاطئ الحقيقة.. وتضمن الملف الذي سيقدم لجهات التحقيق الكثير من
الملاحظات أبرزها, الحركة الغريبة لسيارات الإسعاف في ملعب المباراة, بعدما
لوحظ وجود أربع سيارات قبل بدء المباراة تحركت منها سيارتان مع نهاية
الشوط الأول ولم تظهر السيارتان مرة أخري, وفي منتصف الشوط الثاني خرجت
السيارة الثالثة وقبل نهاية المباراة بدقيقة خرجت السيارة الرابعة..
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الحركة الغريبة لسيارات الإسعاف طبيعية أم
أنها تدفع جهات التحقيق للتفكير في احتمالات أخري؟, بينما كان الضحايا
والمصابيون يحلمون بسماع صوت سيارة الإسعاف!.
أما الملاحظة الثانية فهي التوصل لشريط مسجل عليه تصريحات لاعبي المصري
عقب اللقاء ويقف خلفهم مجموعة من الجماهير, وفي أثناء ذلك اندفع أحد
الأشخاص وهو يصرخ ويبكي ويقول( الناس ماتت)؟!!.
والملاحظة الثالثة هي النجاح في تحديد شخصية الجاني الذي قام بالاعتداء
علي شريف إكرامي أثناء خروجه من الملعب بعد الوصول لصورته كاملة.
وقال المستشار رجائي عطية أن الموقف القانوني للنادي وجماهيره قوي جدا,
وأن الإجراءات تسير في طريقها الصحيح وأن هناك معلومات لايجوز الكشف عنها
حفاظا علي سرية التحقيقات, مشيرا إلي أنه يرفض الضغط علي جهات التحقيق لأن
ذلك ليس في صالح القضية, وأضاف أن أسر الشهداء تفهمت أن حقوق أبنائهم لن
تضيع وأن الحديث عن بطء الإجراءات أمر غير منطقي لأن القضية كبيرة وبها
أطراف عديدة.
من ناحية أخري عقدت لجنة الأزمة اجتماعا مع أسر الشهداء لإطلاعهم علي آخر
تطورات الموقف وعرض جهود النادي في رعاية حقوقهم.. وتضمن الاجتماع طلب
إدارة النادي تحديد شخصين من كل أسرة لأداء العمرة التي تبرعت بها الشركة
الراعية للأهلي.