القدر جعله شاهد عيان رئيسيا في
اكبر مجزرة شهدتها الرياضة المصرية وبالتحديد كرة القدم وهي كارثة
بورسعيد فلم يدرك المخرج حسن يوسف المسئول عن نقل مباراة المصري والاهلي
أنه سيكون علي موعد مع هذه المذبحة التي جرت رحاها علي مسمع ومرأي من
الجميع.
مذبحة بورسعيد فكاميراته كانت الشاهد والدليل الوحيد علي
ما حدث.. وعدسات مصوريه التي ظلت تتابع الموقف عن كثب دون انقطاع للارسال
رصدت اللقطات الدامية التي هزت القلوب والمشاعر.
وبينما يدور الحديث عن المتورطين في هذه الماساة.. اختزنت ذاكرة حسن يوسف
الذي بات يحمل لقب مخرج الازمات لان المصادفة دفعت به ايضا لنقل لقاء
المحلة والاهلي والذي صاحبه الكثير من اعمال الشغب العديد من المواقف
والاسرار التي كانت تدور قبل ارتكاب مجزرة بورسعيد.. بدأ يوسف كلامه بسلسلة
من المفاجأت ذات العيار الثقيل في مقدمتها أنه شعر منذ أن وطأت قدماه
بورسعيد بان هناك امور غريبة تجري لدرجة أن البعض من اصدقائه اخبروه صراحة
بقولهم ربنا يستر ويعدي النهاردة علي خير.. ولكن يوسف ورفاقه من باقي
الطاقم التليلفزيوني لم يلتفتوا كثيرا الي هذه الكلمات علي اساس انها عادة
ما تتردد قبل مباريات المصري والاهلي.. ولكن المخرج التيلفزيوني حسب كلامه
بدأ يستشعر أن هناك شيئا غير طبيعي يجري بمجرد دخوله الي الاستاد وهو ما
عبر عنه بقوله أنه فؤجي بان السياج الامني المعروف في مباريات المصري
ولاسيما امام الاهلي غير موجود تقريبا.. بل إن رجال الامن اكتفوا بوضع
ايديهم في جيوبهم.. عندما كان اي شخص يريد الدخول يطبطبوا عليه ويسمحوا له
بذلك في حين أن الموقف كان مختلفا مثلا في مباراة المصري وانبي حيث كان
الامن اكثر قوة واحكاما.. بل أن القدر لعب دورا في انه كان الشاهد علي
احداث لقاء المحلة والاهلي هذا الموسم ايضا والتي الغيت بسبب هدف تعادل
الاهلي وكان الموقف اكثر امانا..
ويواصل حسن يوسف استرجاع شريط المباراة االكارثيةب بقوله إن مخاوفه تصاعدت
أكثر عندما طلب منه البعض عدم وضع كاميرات خلف المرمي تجنبا لاي احداث
ربما يشهدها الملعب.. وإن اللافتة التي اثارت الازمة كانت موجودة بالفعل
قبل اللقاء في مدرجات جماهير الاهلي.. وانه بدأ يستشعر ان الخطر مقبل عندما
نزل الي الملعب بين الشوطين فقد حدثت تجاوزات لا حصر لها دون ان يتدخل
احد.. وانه توقع وقتها ان يقوم جكم اللقاء فهيم عمر بالغائه علي ان يتم ذلك
باسلوب هاديء.
وحول اللحظات القاتلة في هذه المباراة التي شهدت اكبر كارثة في ملاعب
الكرة منذ15 عاما يقول انه بمجرد اطلاق صافرة نهاية المباراة.. وجد الآلاف
يندفعون داخل الملعب ولكن رغم ذلك التزم بالمهنية ولم يفكر علي الاطلاق في
قطع الارسال.. وان المذبحة بدأت من اللحظات الاولي بعد نهاية اللقاء ووصلت
ذروتها بعد قطع الكهرباء عن الملعب. وأنه عند ذلك اضطر الي قطع الارسال بعد
ان سيطر الظلام علي المكان كله.
ويحكي المخرج التليفزيوني المخضرم كيفية خروجه وباقي الطاقم من هذه
المجزرة بقوله انه يريد اولا الاشارة الي ان البعض طالب المصورين بعدم نقل
تجاوزات الجماهير وعدم التقاط أحداث بعينها.. وان مجموعة سألت عليه في
سيارة الاذاعة الخارجية ولكن زملائه انكروا وجوده.. ويضيف انه خرج وزملاءه
من بعض الشوارع الجانبية في بورسعيد تجنبا للاحتكاك مع الجماهير.
ويقول يوسف آن هناك الكثير من الاطراف متورطة في هذه المجزرة وفي مقدمتها
الامن وجماهير الالتراس المصري واتحاد الكرة الذي لم يتعلم الدرس من موقعة
الجلابية.