كشف موقع "ويكيليكس" الشهير عن برقيات سربها نقلا عن اتصالات دبلوماسية من السفارة الأمريكية بالقاهرة تفيد حصول عدد من المنظمات المصرية على تمويل أمريكي، وأخرى على دعم عيني وتدريبات ومساعدة فنية للتقدم لطلب تمويل من مانحين علاوة على خطط أمريكية لتغطية نفقات انتقالات للنشطاء.
كما أفادت البرقيات أن هذه المنظمات تقودها شخصيات مصرية عامة كبيرة.
حيث قالت البرقية رقم 05CAIRO6200 الصادرة بتاريخ 8 نوفمبر 2005 والتي حملت عنوان "استعدادات المراقبين المحليين للانتخابات" قالت أن عددا من المنظمات قد قبلت التمويل المالي الأمريكي في حين أن بعض المنظمات الأخرى التي لم تقبل التمويل قبلت دعما عينيا في شكل كتيبات ومنشورات وتدريبات.
وتظهر البرقية استعداد هيئة المعونة الأمريكية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية تقديم دعم مالي لتغطية نفقات انتقال المراقبين ونشطاء مصريين.
وتقر الخارجية الأمريكية بدور التمويل مباشرة في الوثيقة فتقول:" يستعد المجتمع المدني المصري لمراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة والحملات الانتخابية، ويلعب تمويل الحكومة الأمريكية دورا رئيسيا في هذه العملية."
وقالت الوثيقة: "إن مركز ابن خلدون وجمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء وجمعية التنمية الديمقراطية ليس لديهم حساسيات حيال قبول دعم من الحكومة الأمريكية (من صناديق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبادرة الشراكة الشرق أوسطية) لأنشطتهم."
وقالت الوثيقة أن المعهد الوطني الديمقراطي تلقى تمويلا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد باشر مهامه من مكتب له في القاهرة خلال الشهر الماضي، وقالت الوثيقة انه أفاد بأنه قد جعل تدريبه ودعم القدرات الذي يقدمه متاحا لجميع المنظمات المهتمة، وان الكثير من المنظمات تستفيد الآن من مساعدة المعهد الوطني الديمقراطي".
البرقية أضافت أن بعض المنظمات مثل المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة لم تقبل التمويل المباشر ولكنها قبلت دعما بشكل آخر.
وقالت البرقية عن المنظمتين: "المنظمتان لديهما علاقات ودية ووثيقة بالوسط الدبلوماسي في القاهرة، بما فيه مسئولي السفارة الأمريكية".
وقالت البرقية في فقرة مختلفة: "الأمر المثير للاهتمام هو أن بعض المنظمات التي رفضت قبول التمويل المباشر من الحكومة الأمريكية عبرت عن اهتمامها بحضور ورش العمل التدريبية التي يجريها المعهد الوطني الديمقراطي، واستخدام كتيبات المعهد الصادرة باللغة العربية وقوائم الاختيار الخاصة بالمراقبة والتي يصدرها المعهد."
ونقلت البرقية عن المعهد الوطني الديمقراطي إنهم يعتقدون أنه يمكن للمجتمع المدني أن يجمع نحو ثلاثة آلاف مراقب لمدى قصير لمراقبة يومي الانتخابات، إضافة إلى عدة مئات من المراقبين لمدى طويل لتغطية فترات الحملات الانتخابية.
وقالت البرقية: "ويشير المعهد الوطني الديمقراطي إلى أن تمويل السفر والمصروفات اليومية للمراقبين ربما تكون أحد العوامل المقيدة، ويقوم المعهد الوطني الديمقراطي بمساعدة هذه المنظمات الراغبة في التقدم للحصول على تمويل من الحكومة الأمريكية ومانحين آخرين."
وكشفت الوثيقة عن رضا الخارجية الأمريكية عن عمل المنظمات فقالت البرقية: "يقود الائتلافات الأربعة المنفصلة منظمات مجتمع مدني معروفة جيدا للسفارة وتحظى بتأييدها، وتجتمع هذه المنظمات حول عدد من منظمات (وشخصيات) المجتمع المدني الرئيسية في مصر، ومن بينها:
المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، برئاسة حافظ أبو سعدة، وتقود تجمعا يضم نحو عشرين منظمة مجتمع مدني.
مركز ابن خلدون، برئاسة سعد الدين إبراهيم، ويقود مجموعة تضم نحو عشر منظمات.
جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء، برئاسة محمد زارع، وجمعية التنمية الديمقراطية، برئاسة نجاد البرعي، وتقودان تجمعا من أربعة منظمات.
وأخيرا المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، برئاسة ناصر أمين، وقد انفصل المركز مؤخرا عن ائتلاف "جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء" و"جمعية التنمية الديمقراطية" ويخطط للقيام بعمله بشكل مستقل.
"يذكر أن جنديا أمريكيا خدم في العراق قد سرب إلى "ويكيليكس" بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2009 ومايو /آيار عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 ألف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الأسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لمصريين مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. هذا وتحدث برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الأمريكي في مصر.المعروف أن كشف موقع "ويكليكس" لآلاف الوثائق الدبلوماسية السرية، أثار حفيظة الولايات المتحدة الأميركية، معتبرة أنها تؤثر سلباً في الأمن القومي لها.
هذا وتتعهد وكالة "أنباء أمريكا إن أرابيك" في الاستمرار في الكشف عن هوية الملتقين بالمسئولين الأمريكيين ولقاءاتهم غير المعلنة علاوة على السعي نحو كشف المزيد ممن تلقوا دعما أو تمويلات أمريكية غير معلنة.