يرفض
الرئيس المخلوع الابتعاد عن الأحداث، حتى من باب المتابعة، وربما الشماتة
فى المصريين، الذين نكّل بهم طيلة ثلاثين عاما كاملة، فأدخلوه القفص بعد
عمر طويل من الثروة والسلطة. الرئيس السابق، على ما يبدو، يهوى مشاهدة
أساليب القمع والسحق التى ابتدعتها أجهزة الأمن فى عهده، وبمباركة منه،
تتحقق على أرض الواقع، حتى بعد سقوطه من فوق عرش مصر، بعد ثورة 25 يناير.
مصدر طبى مسؤول فى المركز الطبى العالمى، كشف لـ«التحرير» عن أن الرئيس
المخلوع حسنى مبارك، وفور علمه بالأحداث الدامية فى ميدان التحرير، طالب
صباح أمس، بإحضار تليفزيون مجددا إلى جناحه، الذى يرقد فيه، لمتابعة ما
يجرى.
طلب المخلوع فاجأ الفريق المعالج له، الذى كان قد نصحه من
قبل بعدم مشاهدة التليفزيون، حتى لا تتأثر حالته النفسية، قبل أن يتم منعه
من مشاهدة التليفزيون فعليا، كما تم منعه أيضا من الاطلاع على الجرائد،
التى كان يطلبها يوميا. لكن إصرار مبارك هذه المرة، على متابعة أحداث ميدان
التحرير، كان شديدا، ولم تنفع معه أى محاولة لإثنائه عن المشاهدة، ومن ثَم
تم الرضوخ له، وإحضار التليفزيون فى النهاية.
«حالة مبارك
النفسية فى أثناء المشاهدة كانت عادية» هكذا قطع المصدر الطبى الذى رفض ذكر
اسمه، مشددا على أن المخلوع لم يتأثر بما يحدث، مرددا عبارة ذات مغزى هى
«أنا قُلتلهم إن البلد هتخرب، كانوا استنوا شوية». مبارك تابع القنوات
الإخبارية، التى تنقل أحداث ميدان التحرير، لحظة بلحظة، وهى «العربية»
و«الجزيرة» و«النيل للأخبار»، باهتمام وتركيز شديد.
من جانب آخر،
وبحسب المصدر نفسه، تداوم زوجة الرئيس السابق سوزان مبارك، على الحضور
يوميا إلى المركز الطبى، فى نحو الساعة السابعة صباحا، بينما تغادر الساعة
الواحدة صباحا، إلى جانب الزيارات اليومية المعتادة لعصام مبارك، وهايدى
وخديجة، زوجتى علاء وجمال مبارك المحبوسين حاليا فى سجن طرة.
التحرير