بريد الجمعة يكتبه: خيرى رمضان ....... أول صـدمــة! 6/10/2011 سيدي أكتب إليك اليوم كي أحملك حملا ثقيلا لا أستطيع حمله.. ارجوك ساعدني أنت وقراؤك الأعزاء, أنا سيدة, عمري28 سنة, متزوجة منذ أربع سنوات ولي طفلان, ولد عمره ثلاث سنوات وبنت عمرها سنتان. <="" div="" border="0"> في البداية أريد أن أعرفك علي نبذة من حياتي قبل الزواج, انها تنقسم الي مرحلتين, منفصلتين تماما, أنا صيدلانية نشأت في أسرة أقل ما يقال عنها انها أسرة مثالية, فوالدي العزيز مهندس استشاري مرموق يعمل في احدي الدول العربية, وأمي مدرسة, وربة بيت فوق الممتازة, وأخ يصغرني بسنة, مهندس شديد الوسامة والجاذبية والحنان مثل أبي تماما, وأخت رائعة أصغر مني بسبع سنوات إعلامية جميلة وزوج أخت رجل بكل معني الكلمة, أعتبره أخي الثاني, وهو ابن عمتي أيضا. عشت كل طفولتي في هذا البلد العربي, الذي يعمل به أبي حياة جميلة مستقرة بدون أي مشاكل والحمد لله, أب وأم متفاهمان ومحبان لبعضهما, وكذلك علاقة حب قوية تسود بيني وبين اخوتي.. مستوي مادي مرتفع, وقد وهبني ربي أيضا الجمال في الخلق والخلقة, والحمد لله وفوق كل هذا دخلت أنا واخوتي كليات القمة وكلنا والحمد لله بصحة جيدة. بعد تخرجي في الجامعة تقدم لي شاب من عائلة محترمة حيث يعمل والده مهندسا في احدي شركات المقاولات الكبري, تقدم لي عن طريق العائلة( جواز صالونات), ومن الوهلة الأولي التي وقعت عيني عليه ارتحت له جدا, ودخل قلبي وشعرت انني اخيرا وجدت الحب الذي أبحث عنه, وارتبطت به عاطفيا جدا, وملأ كل حياتي بهجة وفرحة ورومانسية.. كل هذا خلال ثلاثة أشهر حتي صدمت أول صدمة في حياتي وهو انه لا يحمل شهادة الهندسة, كما ذكر هو وأهله عندما تقدموا لي رسميا, ولكنه لا يزال طالبا وفي كلية أخري, وهي الحاسبات والمعلومات. كانت صدمة عنيفة عندها قرر أبي الطيب الحنون ضرورة انهاء الخطبة, بعد ارتداء الدبلة لمدة اسبوع واحد, وكان رأيه أنه كذاب ولا يصلح زوجا لي وانه ما بني علي باطل فهو باطل, أما رد فعل حبيبي( واسمح لي ان اناديه حبيبي في هذه المرحلة فقط) فقد حاول بشتي الطرق استرجاعي ولا أخفي عليك كنت بجانبه وسامحته من كل قلبي, علي العكس زاد حبي له بقدر ما أري مدي تمسكه بي, ولكن كان العائق في أهلي فهم رافضون تماما, فعمل حبيبي ما لم يتوقع كتب رسالة طويلة لأبي مازلت أحتفظ بها حتي الآن يستعطفه فيها بأن يسامحه ويوافق علي إتمام الزيجة, وألا يحطم قلبه, وانه مستعد لأن يسجن من أجلي وهذا ليس كلاما فقط بل فعلا ايضا, حيث كتب ثلاثة إيصالات أمانة بخط يده بقيمة043 الف جنيه مصري تعويضا عما حدث, واثباتا لحسن النية مستقبلا, حيث سأعيش في الجنة كما يؤكد. المهم عادت المياه لمجاريها ولبست الدبلة مرة أخري, وبدأنا بسرعة في تجهيزات الزواج علي أفخم وجه, أفخم أثاث, وأغلي جهاز, وأفخم قاعة فرح, ولكن ظهر خطيبي علي حقيقته التي أغمضت عيني عنها في ذاك الوقت, فهو عصبي, سليط اللسان, يتفوه بأفظع الشتائم, كذاب, مستفز, يقلل من شأن الآخرين, مغرور.. كل هذا ظهر أثناء فترة الخطبة, وكانت النتيجة اني خلعت الدبلة أكثر من مرة, وكل مرة كان يبكي أمام الجميع ويقبل يدي, فماذا تتوقع مني بعد كل هذا, وبعد وعوده لي هو وأبيه وأمه بعدم تكرار الخطأ مرة أخري, بالطبع استسلمت للحب الذي بداخلي, خصوصا انه عندما يعدني بعدم تكرار الخطأ فإنني استشعر بأنه يندم فعلا, ويصبح انسانا آخر لفترة, كما انه مريض بالضغط رغم صغر سنه, حيث يكبرني بسنة واحدة فقط, فكيف لي أن أتخلي عنه. وتم الزواج ياسيدي في جو من المشاكل والمشاحنات, حيث أصبح سيئا قبل حفل الزفاف بعدة ساعات, ولكن كان قد تم عقد القران, ولكن لحظة دخولي بيت الزوجية نسيت كل شيء وتعاهدنا علي فتح صفحة جديدة ملؤها الحب والاحترام والتفاهم, الآن سأبدأ المرحلة الجديدة من حياتي, وهي مرحلة الزواج, وآه من هذه المرحلة, ففي أول سنة من الزواج وبداية من شهر العسل تعرضت لوابل من الشتائم والاستهزاءات والضرب, وركز هنا جدا علي موضوع الضرب, أدي الي تجمعات دموية في الجسم وكدمات, وفي إحدي المرات تهتك في طبلة الأذن نتيجة لصفعي علي وجهي في الشارع, بعدها ذهب بي الي أهله محاولا لم الموضوع, ومنعني من الذهاب لأهلي, حتي شفيت تماما.. بعد زواجي بثمانية أشهر حملت في طفلي الجميل الأول, وتعرضت أيضا للضرب وأنا في شهري السادس, حتي توقف عن الحركة, وذهبنا للمستشفي لعمل الأشعة كي نطمئن أن الجنين لايزال علي قيد الحياة, والحمد لله ولد بصحة جيدة. بعد ولادتي لطفلي الأول ومرور ما يقرب من أربعين يوما تعرضت أيضا للضرب, ولكن هذه المرة تسبب الضرب في تهتك بأربطة القدم, ووجدت قدمي محاطة بالجبس ولمدة3 أسابيع لا أستطيع الحركة ولا أقوي علي الوقوف لتحضير الرضعة لولدي الصغير, وتركت بيت الزوجية الي بيت أهلي وأخيرا ضاع الحب وشعرت بألم شديد في نفسي وجرح غائر اخترق قلبي, وقررت أن أتخذ اجراءات الطلاق, وكانت البداية بتحرير محضر في قسم الشرطة أثبت به واقعة الضرب. وكان هذا المحضر بعد نصيحة أحد أصدقاء زوجي المقربين بأن زوجي ووالده ووالدته ينوون حرماني أنا وطفلي من جميع حقوقي في حالة الطلاق. ولكن تمت تهدئة الأمور بيننا وذلك بعد تدخل أهله وأقاربه, ووعوده لي هو وأهله بعدم تكرار الخطأ, وكانت نصيحة أقارب زوجي لي بأنه يجب معاقبة زوجي بشراء أي شيء ثمين لي, ولكني اخترت ان أعاقبه بدفع مبلغ كبير من المال لي, وقد تم ذلك بالفعل, بعدها عدت لزوجي وحملت عن طريق الخطأ بابنتي الثانية ثم تكرر كل ما حدث في سنة الزواج الأولي, فتركت منزل الزوجية وهذه المرة لمدة5 أشهر ووضعت صغيرتي بمفردي بدون أن يحاول الاتصال بي, حتي أصبح عمر ابنتي3 أشهر, وهنا تذكرني, وجاء للسؤال عنا ورأي ابنته لأول مرة. بعدها عدت اليه من أجل أولادي كي أمنحه الفرصة الأخيرة ولا أشعر اني ظلمته أو ظلمت أولادي, لقد مر الآن علي عودتي الأخيرة ما يقرب من سنة ونصف السنة, وقد تغير زوجي قليلا فهو الآن لا يضربني وأصبحت الشتائم أقل والاهانات غير مباشرة, كما في السابق, ولكن أصبح الشخص الذي وصفته العديد من الزوجات في الشهور الماضية, واليك وصفا مفصلا لزوجي الآن. 1ـ البخل العاطفي, لا كلمة حب, أو ود رغم طلبي منه ذلك يرفض ان يكتبني حبيبتي علي هاتفه المحمول بدلا من اسمي, ويتهرب من ارتداء دبلة الزواج. 2ـ البخل المادي, لا نزهات, ولا مصروف, ولا شراء ملابس, سواء لي أو لأطفالي الصغار, فقط الطعام والشراب, وايضا هو الذي يحدده. 3ـ لا يذهب معي لأي زيارة عائلية, خاصة لأهلي, والسبب في ذلك ان أهلي كانوا يقفون له ويوبخونه عند ضربي وإهانتي, وعلي الرغم من اني أقمت مع أهله في بيتهم لمدة أربعة أشهر فهو يكره أهلي ويقاطعهم رغم محاولات أهلي لفتح صفحة جديدة, والنتيجة اني أجد نفسي وحيدة بدون زوجي, وحولي الجميع مع أزواجهم, وذلك تسبب لي في ألم نفسي كبير, وإحساس رهيب بالوحدة. 4ـ عدم مشاركته في مسئولية الأولاد نهائيا, وكثيرا ما طلبت منه أن يتحمل الأولاد لمدة نصف ساعة فقط يوميا كي أهدأ من الضغط أو أقوم بإحدي مهامي المنزلية بهدوء, ولكنه يرفض وحجته في ذلك أن مسئوليته تكمن في العمل وتوفير المال, ماعدا ذلك فهو مسئوليتي أنا وحدي. 5ـ الإهانات والشتائم, وهي ليست لي فقط بل ولكل أفراد عائلتي, بالتأكيد أقل من بداية الزواج ولكنها لاتزال موجودة. 6ـ الكذب, فزوجي مريض بهذا الداء.. ما رأيك ياسيدي في زوجي فأنا أراه لايزال سيئا, وأصبحت لا أطيق العيش معه, ولم أعد صافية القلب كما في السابق, وتسلل الي قلبي الكره وإلي حياتي الوحدة, وأصبحت لا أتذكره, ولا أتشوق لرؤيته, وتلاشي حبه في قلبي شيئا فشيئا, وذلك بعد4 سنوات من المعاناة, كان من المفترض أن تكون أجمل وأسعد سنوات حياتي, أما بالنسبة لأهل زوجي فوالدته تري أني مفترية وظالمة, دلوعة وأن ابنها انسان ممتاز, وأنا محظوظة جدا, فبالنسبة للإهانات فإنه شيء طبيعي وعادي بين الأزواج, حيث ينفس الزوج كل ضيقه وكل مشاكله في زوجته, والضرب أيضا وارد وكثير من الزوجات تتحمله, أما طلبي الطلاق فهذا تشريد للأولاد, أما والد زوجي فيري أن المشكلة تكمن في أنا, حيث إنني عندما أطالب بالاحترام اذن أنا أطالب بالندية, وهذا لا يجوز, حيث ان الرجال قوامون علي النساء, ويطالبني دائما بالصمت. أرجوك يا سيدي أن تقول كلمة لهذه العائلة وهذا الزوج, وتعرفهم أن هذه الأخلاق سيئة, ولا أحد يتحملها, لأنهم لا يعترفون بهذا, وأقسم لك انني لم أكذب عليك في أي كلمة بل لا يزال لدي الكثير الذي لا تتسع هذه الصفحات المحدودة لكتابته, أعرف اني ظلمت نفسي باختياري هذا الزوج شريكا لي في الحياة, وأبا لأولادي, وضغطت علي أهلي لكي يوافقوا, وها أنا أعاني واتحمل نتيجة خطئي ولكن الي متي؟ أنا انسانة أحتاج للحب والحنان والاحتواء والاحترام ولا أجد حياتي الزوجية بيئة مناسبة لتربية الأطفال تربية صحيحة وسليمة, أليست كل هذه اسبابا كافية للطلاق؟ > سيدتي.. إنه نفس الخطأ المتكرر.. نندفع بمشاعرنا, ونهمل القواعد الثابتة والمتفق عليها لاختيار شريك الحياة, بمبررات مختلفة, مثل الحب أو الرغبة في الزواج والستر أو الهروب من شبح العنوسة, فنغمض عيوننا عمدا, نتجاوز عما لا يجوز فيه التجاوز, ولا نفيق إلا بعد وقوع الكارثة, ووجود أطفال, هم من يدفع ثمن سوء الاختيار. وها هي أنت الصغيرة الجميلة, ابنة العائلة المحترمة, تعتقدين انه الحب من أول نظرة, ويغيب عن والدك ما الذي يجب أن يفعله, فيجعلك تعيشين في حلم ثلاثة أشهر, لتفيقوا جميعا علي أن العريس كاذب, ليس مهندسا, بل طالب في الجامعة.. لم يكن هو وحده الكاذب بل كل أسرته.. كان قرار والدك صائبا, ولكنك ضغطت عليه بحبك لهذا الشاب الذي لم تبذلوا أدني جهد في السؤال عنه قبل قبوله أو تعلقك به. صدقته عندما دفع ثمن كذبه ايصالا بآلاف الجنيهات. عاد العريس, وتمت الخطبة واكتشفت انه سباب, لعان, عصبي, وكاذب, مرة أخري يفصح عن سوء طباعه, لكن العيون أغمضت عن العيوب باسم الحب والأمل الكاذب بأن الأخطاء لن تتكرر, ولكنها تزداد, ومع ذلك تتمون الزواج, فيزداد بطشه وسوؤه, ويصل الأمر الي الضرب المبرح المهين, والنتيجة لم تكن الطلاق المبكر قبل أن يدفع الأبرياء الثمن, بل تكون طفلا وطفلة, ثم يبدأ الحديث الجاد عن الطلاق!! سيدتي.. تسألينني: أليس كل ما فعله زوجك مبررا للطلاق؟ وبدوري أسألك: وهل كل ما كان عليه حبيبك مبررا للزواج؟! لا أستطيع ـ سيدتي ــ أن أقدم لك اجابة حاسمة تريحك, لاني سمعت الرواية من طرف واحد, والذي يفقد عقله وموضوعيته عند الاختيار باسم الحب, قد يفقدهما باسم الغضب, لذا فإن ما أقوله كلام عام ينطبق علي الروايات المكتملة, أي أن تكون الرواية كما جاءت علي لسانك, زوجة مثالية الي أبعد الحدود, وزوج سيئ الي ما لانهاية, لم يفلح معه وجود أبناء أو تدخل حكماء. الحياة الزوجية تبني علي السكن والمودة والرحمة وحسن المعاملة بين الزوجين, فالتشريع الإلهي جاء لسعادة الانسان واستقراره, فإذا كان الزواج لا يحقق هذا, فإن التشريع أجاز أبغض الحلال أيضا من أجل سعادة الإنسان واستقراره, يكون الطلاق مكروها إذا لم تكن هناك حاجة اليه, فهو آخر الدواء. فكما شرع الله النكاح لمصلحة العباد لأنه ينظم مصالحهم الدينية والدنيوية, فإنه سبحانه وتعالي شرع الطلاق إكمالا للمصلحة لانه قد لا يوافقه النكاح فيطلب الخلاص. وهنا لا يفوتني ان الفت نظر الأزواج الذين يفهمون إباحة ضرب النساء خطأ, لجهلهم بحقائق التشريع, فالضرب غير المبرح يكون في حالة بالغة الندرة للمرأة سليطة اللسان, المجاهرة بعصيان زوجها ومعاندته, المهينة له, فإن كان الزوج مؤديا لها كل حقوقها, غير ظالم لها, وفشل في تهذيبها أو ردعها بالنصح والهجر في الفراش, فإن الضرب غير المبرح قد يكون وسيلة لردعها وإعادتها إلي صوابها. فما بالنا برجل كاذب, سليط اللسان, لا يراعي الله في تصرفاته, وزوجته ليس بها شيء مما أسلفنا, هل يمكن أن تستقيم الحياة وتأمن الزوجة علي نفسها وسلامتها البدنية والنفسية؟ أعتقد ان الطلاق في هذه الحالة, هو الحل والخلاص.. والله أعلم.. وإلي لقاء قريب بإذن الله. |