أهاجت رسالة( إلا أمك) وردود القراء التي أعقبتها مشاعري ونكأت بكلماتها جرحا نازفا لم يندمل في أعماق قلبي..
<="" div="" border="0">
فقصتي التي أود أن أعرضها لك تمثل جانبا عجيبا غير مطروق في هذه العلاقة المثلثة بين الزوج والزوجة والأم, لعلك تخبرني عما استنقذ به حياتي من الجحيم الذي أحياه واقعا الآن.. بالله عليك ياسيدي أن ترد علي فيعلم الله كم أنا في الهم والحزن بسبب تلك الكارثة التي تؤرق حياتي لغضب أبي وأمي علي بسبب لا أدري هل كنت علي صواب فيه أو خطأ.. لذلك دعني أبدأ قصتي من البداية. أنا شاب في نهاية العقد الثالث من عمري, ملتزم, أشغل وظيفة مرموقة في إحدي هيئات البحث العلمي في مصر, ولدت لأسرة من الطبقة المتوسطة, والدي تاجر لايدخر وسعا في إرضائنا والعمل علي راحتنا وله قلب محب عاطفي إلي أبعد الحدود, ووالدتي أعتبرها المربية الحقيقية لي ولأخوتي, فقد كانت ومازالت ذلك الحضن الدافئ الذي طالما آوي الجميع إلي رحابه, وكان لشخصيتها الحازمة الممتزجة مع عصبيتها الحانية, إضافة إلي تدينها الشديد أبلغ الأثر في نشأتي بهذه الشخصية التي أحمد الله رب العالمين عليها. توجد صفتان مشتركتان بيني وبين والدتي وهما العصبية والعناد الشديد, وقد أثر ذلك في علاقتي بوالدتي تأثيرا شديدا خاصة في فترة ما بعد الجامعة, فكانت علاقتي بها لاتخلو من التوتر والعقوق من جانبي علي فترات حياتنا خاصة في الفترات التي أكون بعيدا فيها عن الله فعندها تضعف قوة الايمان التي كانت ولاتزال القوة التي تسهل علي أي إنسان السيطرة علي أهوائه وطباعه السيئة. منذ ما يزيد علي خمس سنوات وأنا أبحث عن نصفي الثاني, فقد تقدمت لخطبة فتاة من بلدتي ومن ثم عقد النكاح ثم الطلاق قبل الدخول وسط أحداث عاصفة لأن الفتاة حسب قولها لا ترتاح لي.. ثم تقدمت لخطبة إحدي الفتيات وانتهت الخطبة بعد أقل من5 أشهر لأسباب كنت أنا الظالم فيها. بعدها وطوال السنوات الخمس الماضية حاولت بكل الوسائل الارتباط وفشلت. كانت والدتي خلال تلك الفترة المساعد الأول لي بعد الله.. كانت الحضن الدافئ ومكمن أسراري..كانت تحاول بقدر الامكان مساعدتي في الارتباط ووقفت بجواري في غالب المرات التي حاولت فيها الارتباط حتي لو كان الأمر مخالفا لغالب العادات والتقاليد.. فمرة كدت أرتبط بفتاة من ألمانيا ورحبت أمي.. وفي مرة أخري كانت هناك شروط مادية قاسية من والد الفتاة, وعرضت أمي أن تبيع جزءا من ذهبها لتوفر لي الشبكة والأثاث ولكني رفضت. مع تقدمي في السن ياسيدي حتي شارفت علي الثلاثين, كنت أري نظرة الحزن في عيني أبي وأمي ومحاولتهما الدءوب لتزويجي خاصة أني لا ينقصني أي شيء.. حتي دب اليأس إلي قلبيهما من زواجي حتي أن والدتي قالت لي ذات يوم تزوج ولو من اسرائيل وأنا موافقة. في أواخر العام الماضي, أكرمني الله عز وجل وحصلت علي منحة لدراسة الدكتوراة في الخارج وهنا زاد الهم علي والدي خاصة علي أبي الذي كاد القلق يعصف بقلبه لأني سأسافر بدون أن أتزوج.. وطلب مني الارتباط بأي شكل قبل السفر لخوفه علي. خلال تلك الفترة كان لايمر يوم إلا واسعي في أمر الزواج بجميع قوتي, وقبل سفري بأقل من عشرة أيام تقدمت لخطبة فتاة من العاصمة, وشاهدت من أخلاقها ومن سلوك أهلها ما جعلني أبذل الغالي والنفيس في سبيل اتمام هذا الارتباط. يوم أن رأيتها لأول مرة, كان السؤال الأول لها ولوالدها هو كيف حالي مع والدي؟ كيف أعاملهما؟ مازلت أذكر تلك الكلمات من والدها أنا عاوز اللي يخاف علي بنتي يابني.. واللي ملوش خير في أهله ملوش خير في حد.. في حين قالت هي أمي.. ماتت منذ خمس سنوات.. ونفسي ألاقي أما أخري. وعلي الصعيد المادي فلم يطلب الرجل ما يفوق طاقتي ولم يحملني مالا أطيق, بل علي العكس تماما.. لقد أعادني إلي عصور الصحابة الأولي, عندما طلب أن أفعل ما بمقدوري.. ولم يكن الرجل هكذا فحسب ياسيدي, فعندما ذهبت إليهم مع أسرتي يوم الجمعة كان الكلام من أخوالها وأعمامها علي نفس المنوال حتي اني شعرت أن والدي يتحدث إلي والدي! كانت الأسرة مبنية علي أسس متينة من القيم والأخلاق والترابط الحميد.. فحمدت الله أن رزقني ووفقني إلي هذا البيت.. خاصة بعدما لمست من رجحان عقل خطيبتي إلي أبعد الحدود, مقارنة ببنات جنسها في العمر نفسه. من النقاط الأساسية التي أعجبتني في شخصيتها بشدة هي أنها يتيمة الأم وعلي خلاف عادة القسط الأعظم من البنات في هذا الزمن, فقد كانت ومازالت تشعر برغبة جارفة في أن تكون والدة زوجها أما لها من بعد أمها, وكنت أشعر بصدق مشاعرها في هذا تجاه أمي. يوم الخطبة صباحا وقبل أن نسافر أنا وأسرتي للخطبة حدثت مشادة بيني وبين والدتي بسبب رغبتها في أصطحاب إحدي قريباتها لكن رفضت.. وخلال سفرنا لم تكف والدتي عن البكاء بسبب ما فعلته وظنها أني أتعالي علي أهلها رغم أن رفضي ذلك كان سببه أطفال تلك السيدة, فهم علي درجة رهيبة من الشقاوة, حتي إن أمي لا تتحملهم عندما يأتون لزيارتنا, فكيف سيكون الحال عندما نذهب لبيت لا نعرفهم ولا يعرفوننا. بعد فترة من التوتر سافرنا ياسيدي واستقبلونا أحسن استقبال ولله الحمد, وبعد أن أتفقنا علي كل شيء في جو أسري رائع ذهبنا لنشتري الشبكة, وإذا بأمي ترفض أن تأتي معنا بدعوي أنها تشعر ببعض التعب.. وفي حفل أسري بسيط تمت الخطبة ولم ألبث إلا قليلا حتي سافرت بعدها بأقل من أسبوع لدراسة الدكتوراه مع الاتفاق علي اتمام الزواج في فترة لاتزيد علي ستة أشهر. ومازلت أذكر لحظات الوداع يوم أن هويت علي يدي أمي أقبلها.. وكانت آخر كلماتي لها.. أماه.. ابنتك( أقصد خطيبتي) تحتاج إلي أم.. فكوني لها كذلك.. وبكيت كثيرا.. خاصة عند وداع والدي.. فلاتزال صورته محفوظة في ذهني وهو يودعني ويدعو لي أن يزيد الله جمال وحب خطيبتي في قلبي, وأن يتمم لنا بالخير. سافرت ياسيدي وخلال تلك الفترة ولمدة4 أشهر تالية قاطعتني أمي وتهربت من الحديث إلي بكل الوسائل حتي انني عندما اتصلت مهنئا بالعيد لم ترد علي, وكنت أظن أن سبب ذلك المشادة التي حدثت بيننا يوم الخطبة. وبعد أقل من شهر عرفت ما لم أعرفه وأنا في مصر.. أمي ترفض رفضا تاما إتمام ذلك الزواج تحت دعوي أسباب متعددة, منها أنهم لم يحسنوا استقبالها, وأنهم قدموا لها الطعام في السلستيل والصيني مكدس في النيش.. ومنها أن الفتاة ليست جميلة في نظرها.. إضافة إلي أنها من بلد غير بلدي لذلك ستجعلني أترك الاقامة في بلدي لأقيم في بلدها( حسب ظن أمي).. إضافة لذلك تلك المشادة التي حدثت صبيحة يوم الخطبة. علي الجانب الآخر.. كانت خطيبتي تتصل بوالدي علي الدوام لتطمئن عليه وكانت تحاول بكل الجهد الاتصال بوالدتي أو طلب الحديث إليها بلا جدوي.. لم تكن حتي هذه اللحظة تعلم بموقف والدتي.. مازلت أتذكر طلبها دوما لي بأنها إبنتها وتشعر بشعور الأمومة الذي تفتقده في حياتها. ذات يوم تحدثت إلي خطيبتي وأخبرتها بدون قصد أن والدتي تصلي صلاة الفجر ثم تجلس حتي شروق الشمس لتقرأ القرآن. وحدث ما كنت أخشاه فقد اتصلت خطيبتي بأمي عقب صلاة الفجر مباشرة, وفي هذه المرة ردت والدتي علي الهاتف لعدم توقعها باتصالي أو اتصال خطيبتي في هذا الوقت( حيث كانت تجعل أيا من أخوتي يرد علي الهاتف في الأوقات الأخري للتأكد من أني أو خطيبتي لسنا من نتصل).. ومن الكلمة الأولي قالت والدتي..( يا بنتي ربنا يسهلكم.. أنا مليش دعوة بيكم.. أنا مش موافقة علي الزواجة دي.. حتي يوم الخطوبة معملتوش الواجب معنا وقدمتولي التحية في أطباق سلستيل مش صيني.. أما مش مرتاحة ليكم.. وانتوا في طريق وأنا في طريق). مادت الأرض بخطيبتي وظلت يومين في حالة من فقدان التوازن.. ولم يخبرني أحد بشيء. كانت أمي حتي هذه اللحظة ترفض مجرد الحديث إلي في الهاتف والرد علي لتضغط علي في سبيل انهاء هذا الارتباط,, ولكن بعدما حدث ما حدث اتصلت وردت هي لتخبرني بكل ما فعلته مع خطيبتي بدون ذنب من الفتاة غير انها كانت تطلب أما من بعد أمها. فهمت لماذا السكون الرهيب, وعدم الرد علي اتصالاتي خلال اليومين. ما أثار ذهولي إلي النخاع هو رد الفعل من الفتاة وأسرتها.. فلم تزد الفتاة عن قولها.. أم وتتحدث إلي ابنتها, فما دخلك انت؟ حذاء أمي فوق دماغي مهما حصل.. في حين قال والدها: يابني أصلح ما بينك وبين أمك فنحن اخترناك لأجل انك بار بوالديك.. وهي أمك ولابد أن نتحملها ولابد من رضاها. لم تكتف فتاتي بذلك بل في محاولة منها لارضاء أمي كتبت لها خطابا من بنت لأمها اخبرتها فيه بمشاعرها تجاهها ولكن أمي رفضت حتي قراءة الخطاب. تحدثت بعدها إلي أمي فلم تزد عن طلبها بإنهاء هذه الخطبة وانها ستزوجني بأفضل منها.. ناشدها الجميع يا سيدي.. كل من نعرف ومن لا نعرف.. ولكن لم يلن قلبها قيد أنملة. ارتكازا علي خبراتها السابقة ومعاناة غالب من تعرفهن من الأمهات من زوجات أبنائهن كانت أمي تفترض سوء النية في كل شيء محمود أخبرها به عن خطيبتي, فعندما أخبرها أن خطيبتي تحبها وتتمني أن تكون والدة لها؟ تتساءل مستنكرة ولم تحبني؟ وهي لم تر مني شيئا؟ هي كلمات تقال لك لاتمام الزواج ليس إلا.. أقول لها أن أسرة خطيبتي متمسكون بي ويريدونني أن أرضيك بكافة الوسائل.. أقص عليها أقوالهم التي تحضني علي رعايتها واسترضائها فترد علي: هي كلمات ليست أكثر حتي يتم المراد.. هم لن يجدوا مثلك ويريدونك. علي الجانب الآخر.. كان والدي وأخوتي يسابقون الزمن لاعداد كل شيء من أجل إتمام هذا الزواج, ولكن بدون أن تعلم والدتي.. كان الجميع يشتاق إلي الفرحة خاصة ذلك الوالد الذي لم أر في حنانه مثيلا. كلما اتصل بوالدي في الهاتف كان يصبرني ويأمرني بالصبر, ويقول لي إن الله سيجعل بعد عسر يسرا, ويدعو لي بالمزيد من الحب والود بيني وبين خطيبتي.. رغم قوة العلاقة بيني وبين خطيبتي إلا أن ذلك لم يكن ليصمد أمام الإعصار الذي كان يجتاح جسدي طالبا مني اتمام الزواج خشية الوقوع فيما حرم الله. علمت أمي بترتيبات الزواج المتخذة من دون علمها.. وتصاعدت الأمور في أسرتي بسرعة حتي وصل الأمر الي حدوث مشادات عاصفة بينها وبين والدي الذي اثقله كبر السن والمرض حتي وصل الأمر الي تهديدها بالانفصال لاجل اتمام هذا الارتباط. تصاعدت الضغوط بشدة واصبح في حكم المحال أن توافق أمي علي الارتباط, ناهيك عن موافقتها علي حضور فرح ابنها الأول.. اتصلت بها مرات عديدة ولكن بلا جدوي. وفي آخر مكالمة قلت لها من بين دموعي اتق الله في.. انا علي حافة الخطيئة ان لم يتداركني الله برحمته ولكن أمي لم تتراجع. وخلال ذلك ياسيدي كانت علاقتي بخطيبتي تتوطد أكثر فأكثر, ورغبتي في إتمام هذا الزواج تزداد أكثر فأكثر, وكلما مر يوم أري من أخلاقها وحبها ما يجعلني ازداد تمسكا بها وحبا لها وكذلك الحال من جانبها. في نهاية فترة الأشهر الستة الأولي بعد الخطبة.. بدأ يحدث تغير في موقف والدي.. ففي البداية طلب أن يتم الزواج بدون علم والدتي خوفا عليها من حدوث أي مكروه لا قدر الله.. وألا يذهب لاتمامه سوي هو وأخ واحد. وأن يحاط الزواج بالسرية ولا أخبر أمي.. اضافة لاشتراطه عدم كتابة القائمة. تحدثت الي اسرة خطيبتي في هذه الأمور وجزاهم الله خيرا وافقوا عليها. حدث تطور آخر حيث اتصلت بوالدتي محاولا اقناعها فأصرت علي الرفض, فما كان مني في ذروة عصبيتي الا ان اخبرها سواء برضاك أو بدون رضاك فسوف يتم هذا الزواج. أخذ والدي هذا الأمر ذريعة لعدم مشاركته في اتمام الارتباط.. وتحول موقفه من النقيض الي النقيض تماما.. وتبعه في ذلك كل اخوتي واصبحت الاسرة كلها غير موافقة علي هذا الارتباط ليس لرفضهم وانما لرفض أمي. وبعثت لي أمي برسالة مفادها اني إن اردت الزواج من تلك الفتاة فعلي ان انزل مصر واتزوجها بدون أن أزور بيت والدي.. لاني لم أعد واحدا منهم. بالفعل ياسيدي انتويت ذلك حتي لا أتعب والدي ووالدتي وانتويت اخفاء الأمر عنهم, الا ان والد خطيبتي رفض بشدة وقال: هذه ليست أصولا ولابد ان تخبر والديك. عدت الي مصر وجلست معهما محاولا اقناعهما بشتي الطرق ولكن بلا جدوي فقد أصر أبي وأمي علي موقفهما الرافض.. وعندما سألت أمي عن السبب قالت لا يوجد أي سبب سوي أني غير مرتاحة لهذه الفتاة!! وعندما سألت أبي قال لا أريد أن أكسر قلب أمك توكلت علي الله, عقدنا الزواج وأصبحت شرعا زوجتي أمام الله والناس وعدت لأهلي فأخبرت أمي فسألتني هل شعرت بالسعادة؟ بكيت وقلت لا.. بالفعل ياسيدي لم اشعر بسعادة بل كان عقد قراني بائسا حزينا بكل المعاني لغياب أصحاب الفرحة الحقيقية عن هذا العقد. ترجتني والدتي بكل الوسائل ياسيدي.. وبكت كما لم تبك من قبل.. وجعلت كل من يعرفني من صديقاتها يتحدث الي محاولا اثنائي عن ارتباطي بتلك الفتاة وطلاقها.. حتي انها هوت علي قدمي لتقبلها راجية مني ان اترك تلك الفتاة.. بدون أي سبب مفهوم سوي الراحة النفسية. مع ما رأيت من حال أمي.. ورغم اقنناعي التام بسلامة موقفي وموقف تلك الفتاة إلا أني قررت أن أنهي هذه العلاقة وان اقتل تلك الانسانة التي وصل حبي في قلبها الي مالا يتصور.. وسافرت في الصباح الباكر من بلدي الي بيتها عازما علي الطلاق.. ودخلت البيت وجلست معها ثم نظرت في عينيها لأخبرها فقرأت ما حوته عيني.. عندها مادت بي الأرض ورأيت الموت يطل من عينيها فلم استطع ان أكمل ما انتويت فعله. رجعت الي بيتي وقلت لأمي اني سأعود ادراجي لتلك الدولة لاستكمل دراستي وأفكر بعمق وآخذ قراري.. وافقت أمي علي أمل أن أترك تلك الفتاة.. قبل سفري قال لي والدي.. بني.. نحن كلنا في قطار واحد. فلا تترك قطارنا وحقيقة لا أدري حتي الان ما هي العلاقة بين زواجي ممن ارتضاها قلبي وبين ذلك المفهوم المحتم لانفصالي عن اسرتي( من وجهة نظر أبي) حال اتمام هذا الزواج. بعد عودتي.. زادت علي الفتن والشهوات لدرجة أصبحت معها مخيرا بين الزواج أو الوقوع في الحرام!.. بعد تفكير عميق وموازنة لكل الظروف.. شرعت في اتمام زفافي منها الذي كان بلا فرحة تذكر حتي اني بكيت يوم زواجي كما لم أبك من قبل لغياب ابي وامي واخوتي.. كنت اتزوج كالمطارد.. أو كالذي يفعل الحرام! لا أطيل عليك ياسيدي.. فبعد زواجي من تلك الفتاة وجدت ما جعلني اقول من اعماق قلبي( الحمد لله الذي اتاني مالم يؤته أحدا من العالمين) اخلاق ودين وأصل طيب ورأيت فيها من كل الأخلاق الطيبة والطاعة والوداعة والسمو في كل شيء ما جعلني أذوب في حبها اكثر وأكثر.. كانت ولاتزال صابرة علي شظف العيش في تلك الدولة.. عاقلة.. راضية.. محبة.. باسمة.. دائما تغمرني بحبها وحنانها.. تحفظ عرضي وشرفي ومالي.. كانت ولاتزال كاملة الأوصاف في عيني.. حتي اني شكرت الله كثيرا علي نعمته فهو اعطاني مالا استحق من طهارة ونقاء وود ومحبة واخلاص يعجز عن وصفها اللسان. رأيت من عقلها ومن أخلاقها التي تتشابه في نقاط كثيرة مع أمي ما جعلني ازداد دعاء لله ان يجعل أمي تعطيها ولو فرصة واحدة لتري ما أري.. منذ زواجنا ونحن نحيا قصة حب رائعة لم يكن ينغصها سوي غضب أبي وأمي مني وانتظارهما لقراري بالزواج أو بالانفصال عنها. دائما ما كان قلبي وقلبها يحترق من أعمق الأعماق ولا أدري ماذا أفعل. انظر الي نفسي بعد الزواج من محافظة علي الصلاة وقرب من الله اكثر فأكثر, والعفاف الغامر الذي يملأ حياتي.. اقارن ذلك بغياهب الظلمات التي كنت أحيا فيها قبل الزواج, أشكر الله علي نعمته في نفس الوقت الذي يتمزق قلبي بقسوة لغضب أبي وأمي علي.. قررت أسرتي مقاطعتي فلم يعد يتحدث الي أحد حتي أقرب اخوتي لي, ولم يكن يحدثني الا أخ واحد فقط وأنا في غربتي.. وكنت كلما أطلب أن أحدث والدي يقول لي اخي: أبوك نفسيته تعبانة منك وابعد عنه! بدون سابق انذار ولأول مرة منذ سفري اتصلت بي امي ولأول مرة منذ سفري علي هاتفي, وسألتني سؤالا واحدا.. هل تزوجت ودخلت بزوجتك؟ قلت نعم.. قالت: قل آمين.. فسكت ولم أقل.. فأكملت: اللهم اجعل حياتك جحيما ومن أمامك جحيما ومن خلفك جحيما.. وعن يمينك جحيما وعن شمالك جحيما, ومن فوقك جحيما ومن أسفلك جحيما.. أسأل الله ان يرد ذلك في ابنتك وابنك ان يتزوجها بدون علمي ورغما عني.. لن أرضي عنك حتي تطلقها.. ثم انهارت في البكاء. لن أصف لك ما حدث ياسيدي.. مادت بي الأرض.. ولم أدر ما أقول. تمزق قلبي بقسوة بالغة وتجرعت مرارة السم في حلقي وقتلت روحي بكلماتها الدامية.. منذ ذلك اليوم ياسيدي ولا أدري كيف اصف لك حالي.. رغم ان حياتي تسير علي أفضل ما يرام الا ان قلبي يتمزق من الألم, زوجتي التي لا تعرف ما حدث تطلب مني يوميا ان اتصل لاطمئن علي والدي ووالدتي فاتهرب منها, أبيت كل يوم ودموع قلبي تفيض كالبحار من قسوة ما أحيا. ابتهل الي الله ليل نهار ان يرضي عني وان يرضي قلبيهما عني.. سيدي هل لك ان تخبرني اين انا من الصواب والخطأ في كل ماحدث؟ سيدي هل سيقبل الله دعاءها علي؟.. سيدي هل الدين يشترط موافقة أب وأم الزوج لاتمام الزواج؟ سيدي بالله عليك خاطب قلب ابي وامي.. لم كل هذا العذاب؟ رمضان يقترب ولا أتخيل أنا وزوجتي ان يقبل الله صيامنا بدون رضاهما عنا.. فهل لك ان تخاطب قلب ابي وامي فهما من قرائك الدائمين؟! > سيدي.. لن استطيع ان اجيبك عن اسئلتك من الناحية الشرعية فهذا أمر يختص به العلماء واعتقد انهم لن يبخلوا علينا بالرأي الفقهي. أما عن موقف والدتك الفاضلة فلدي ما أطرحه عليها, ليس فقط استنادا الي ماسردته, فربما يكون لديها مالم تذكره, وانما في أسوأ الأحوال, ما الذي يضيرك يا أمي العزيزة أن ترين ابنك سعيدا حتي لو كان اختياره خطأ.. فدور الاباء هو النصح والارشاد, خاصة عندما يكبر الابناء ويتحملون مسئولية أبنائهم.. لقد ربيت ابنك احسن تربية, والدليل انه بار بك حريص علي رضائك, مثل هذا الابن لا يدعي عليه, بل يدعي له.. واذا كان في زوجته ما ترينه سوءا, فالحمد لله انه لايراه.. هل حقا موقفك سببه العناد.. نعم ألومه في رده الجاف والقاسي عليك, وهو نفسه يشعر بخطئه, فهل هذا يمنحك الحق في تدمير حياته وتحريضه علي اتيان أبغض الحلال؟ هل وانت السيدة الصالحة المؤمنة المتقية ستكونين راضية عن ابنك اذا ظلم زوجته وطلقها لارضائك؟ اعرف انك مثل كل ام, قد تدعين علي ابنك من وراء قلبك, ولو جرح اصبعه ما عرفت عيناك النوم, ولكن لماذا لا ترضين عليه وتتمنين له السعادة فلو كان قد أخطأ الاختيار, فهو الذي سيدفع الثمن كاملا من سعادته واستقراره.. وإن احسن الاختيار وكانت زوجته رائعة, مخلصة صادقة في تعاملها أولا مع ربها, محرضة لزوجها علي طاعة والديه فلتكن له السعادة ولك ايضا. سيدتي لا تتبعي هوي نفسك فالنفس أمارة بالسوء, وليت زوجك يراجعك في موقفك ولا يحيد عن الحق لإرضائك.. فالحق أحق ان يتبع. أمي الحبيبة.. ان الطاعة التي فرضها الله علي الابناء تجاه الاباء ليست في المعاصي وظلم الناس, فاحذري ان تكوني غافلة عما تفعلين.. ونصيحتي لصاحب الرسالة الا يكف عن الدعاء لوالديه بالرضا عنه والصفح وان يواصل الاتصال بهما ومحاولة ترقيق قلبيهما بلا يأس أو تجاوز. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
(كما يقول الفلاح الفصيح )لانه من غير المعقول ان تدعى الام هذه الدعوات على ابنها بدون سبب ......ان لم يكن فى شئ اخفيته فى قصتك لكنت مرتاح البال لانك لم تخطأ فى حق اسرتك والدليل انك اخفيت شئ ان كل اسرتك ضدك ....لو كانت والدتك وحدها ترفض هذه الزيجة لقلنا غيرة زادت الى حالة نفسيه مرضيه ولكن اول القصة يتعارض مع هذا الرأى!!!
10 - تعليق:محمد عبده تاريخ: 08/07/2011 - 01:44
بشر يريد التأليه!!!
موقف غريب من أم طلبت من ابنها يتزوج حتى من اسرائيل ثم يتحول موقفها لعناد وتعنت لا مبرر له رغم أخلاق زوجة الابن الحميدة. وحتى لو كانت الزوجة ذات أخلاق سيئة فليس من حق الأم اتخاذ هذا الموقف واستغلال حب ابنها لها وبره بها حتى تستعبده. واضح أن الأم قد رأت من زوجة ابنها ما يجعله ينبهر بها فيتراجع قدر الأم عنده وبالتالي تخسر هي درجة الألوهية عند ابنها الذي تستعبده. اتق الله يا أم وادعي بالسعادة والهداية لنفسك ولابنك فسوف نحاسب جميعا فرادى أمام الله الذي لا نعبد الا اياه!!!
9 - تعليق:ويبقى الامل تاريخ: 08/07/2011 - 01:43
ما معنى رضا الام؟
سيدى الفاضل: نحتاج للفهم والتحليل ما معنى رضاء الام؟ وما معنى طاعة الام؟ لا انكر تماما رضاء الام والاب طبعا ولكنى اتصور انه فيما يتعلق بالواجبات الشرعية تجاههم كا نص القران الكريم وأوصى النبى صلوات الله عليه وتسليمه او حد يفهمنى لو انا شاب وافترضنا انى اردت الارتباط بفتاة كما نص حديث النبى ورات الام عكس ذللك ماذا يكون موقفى؟ ولو افترضنا ان الاب وافق والام لم توافق؟ ولماذا مع هذا الابن ولم يطلعنا اتحكمت فى باقى الابناء بهذا الشكل ؟ واتصور ان دور الاب هنا ناقص او غير حازم او تقدر تقول مغلوب على امره؟ وهذه الام اتقبل على احدى بناتها هذا ؟ واين هى من سعادة ابنها وقوامته مع الاحتفاظ بحقها التام فى وجوب الطاعة وتصورى انها من الشخصيات السادية وابنها هذا من النوع المتمرد وغير منصاع تماما او خاضع لسطوتها و تتلكك لخلق المشاكل واستدرار عطف من حولها مهما كان على حساب اى احد حتى لو كان ابنها!!!!!!!!!!!!!
8 - تعليق:صالح خميس تاريخ: 08/07/2011 - 01:29
احترم امك وصلّ رحمك ولكن لاتطيعها فيما تطلب لانها بذلك تدفعك الى ظلم زوحتك بطلاقها وهو مالا يرضاه الله تعالى
يابنى انتهى وقت الاختيار - فلاترضى امك او توافقها في القيام بابغض الحلال عند الله وثق انك اذا ظلمت هذه الفتاة وتخليت عنها دون ذنب جنته ودون مبرر سوى الرضوخ لالحاح امك الغير مقبول اصلا سينالك عقاب الله ولن تشفع لك امك يوم القيامة - زوجة يا ابنى بهذه المواصفات الطيبة لاتفرط فيها بل سيكرمك الله وينعم عليكما بالبنين والبنات واسرة تكون الزوجة فيها بهذا الحب والعطاء حتما ستنجب ابناء اسوياء صالحين - امك يا ولدى ركبها العناد والعند يورّث الكفر - الكثير من الامهات قد يختلفن مع زوجات الابناء فى حين تشعلن اصابعهن شمعا كما يقولون لارضاءازواج بناتهن ويبدو ان امك من هذا الصنف - والدك كان غريبا من البداية فاذا كان هو رجل البيت صاحب الكلمة العليا فيه ما كان اخفى عن امك التجهيزات التى يقوم بها لاتمام الزواج ثم هو سار بعد ذلك هو اخوتك وراء امك معصوبى العيون دون ان يحكموا رايهم ويستفتوا قلوبهم - دعاء امك عليك يابنى لن يقبله المولى عز وجل لانها تطلب منك ارتكاب معصية حين تحضك على ظلم زوجتك وطلاقها دون ذنب - استمر مع زوجتك واهتم بدراستك وواصل محاولات الاتصال بوالديك واخوتك وبعض المقربين عسى الله يؤلف بين القلوب مرة اخرى فالقلوب بيد الرحمن وهو القادر على يعيد الوئام بينك وبين اهلك .. وندعوا الله ان يرقق قلب الام التى ان رضيت انتهت كل المشكلات ..
7 - تعليق:مصرية1 تاريخ: 08/07/2011 - 01:05
موقف صعب
لا اتمناه لاى انسان ابدا الاباء والامهات يتمنوا لاولادهم كل خير ولكن التعنت امام رغبة الابناء فى الاختيار وهو حق لهم اعتقد هذا اكبر خطاء فلم تعلمى اى شيئ خطاءعن سلوك البنت او اهلها مجرد عدم ارتياح غير مبرر لمجرد انها فتاه صغيرة اهملت فى اسلوب الضيافة من وجة نظرك المتشددة ياريت ياست الكل لو هتقرى هذا الطرح بالجريدة انك تراجعى نفسك ولا تخسرى ايام وسنين جميلة تفرحك بأكبر ولادك واطفالة واول حفيد واول خطوة له واو سنةتشق طريقها فى فكه الصغير واول يوم مدرسة ونكد ابنك ايهون عليك ان تتعسى ابنك بيدك هو اخطاء عندما تسرع ولم يحاول اكثر استرضائك ولكن الام تسامح وتغفر وقلبك الحنون لن يهون عليه ان تتسببى فى تعاسة فلزة كبدك ارجوكى راجعى نفسك ولا تخسرى ايام جميلة مع اعز الناس على قلبك ارجوكى اغفرى هذ الخطاء وارجعى ابنك الى حضنك يارب تقدرى وتستجيبى الله يهديلكم الحال يارب
6 - تعليق:حسن شميس تاريخ: 08/07/2011 - 12:57
واتبع سبيل من أناب إلى
التعليق الوحيد هو الآية رقم 15 من سورة لقمان ونصها: وإن جاهداك على أن تشرك بى ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون - وأقصد جملة واتبع سبيل من أناب إلى
5 - تعليق:H.R- صاحب الإيميل - بكل تأكيد تاريخ: 08/07/2011 - 12:56
أنت بنفسك قلت أن نسايبك ناس طيبين وشاريين
طب كنت ترضى أمك وتتركها تصطحب معها صاحبتها عائشة الكيلانى وعيالها البلاوى ودوشة ساعة ولاكل ساعة
4 - تعليق:احمد عبده تاريخ: 08/07/2011 - 12:44
العند يورث الكفر
ايه ده معقول فى ام بالشكل ده؟ ربما لا تستحق لقب ام اساسا ما كل هذا السواد الذى يملأ قلبها تجاه زوجة ابنها الصالحة التى لم تلقى منها سوء ..... هل توجد ام تدعو على ابنها بكل هذا الغل والسواد الذى يكاد يطفح على وجهها ..... على العموم ربنا يهديها وترجع لصوابها قبل ما يفوت الاوان وتندم اشد الندم .... فى الاخر يا صديقى لا تفسد حياتك على نفسك وتمتع بها مع زوجتك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها والله الموفق
الموضوع ناقص !في حلقه مفقوده وانا لا اصدق سيادتك!!لا توجد ام تدعي علي ابنها تلك الدعوه لمجرد نفسيتها تعبانه !او انهم قدموا لها الطعام في سلستين !الا اذا كان في شيئا عظيما منك!كلامك غير منطقي بالمره!
2 - تعليق:H.R- صاحب الإيميل - بكل تأكيد تاريخ: 08/07/2011 - 12:36
مباراة واحدة لاتكفى
كثير من اللاعبين يستريحون طوال أيام الأسبوع إستعدادا لمباريات الجمعة،،والجميع شحذوا سيوفهم،،وفوق كل هذا فهناك بعض اللاعبين لايحبذون اللعب على ملعب واحد،،هناك من يجيد اللعب على الترتان الإنسانى،،وهناك من يجيد على النجيل العاطفى الأخضر