إذا عانى الأطفال من صداع نصفي مصحوب بأعراض الأورة، فقد يكون ذلك - وفقاً لما أوضحته دراسة طبية - مؤشراً على وجود عيب خلقي في القلب. وإلى جانب الصداع النصفي ينشأ لدى هؤلاء المرضى مظاهر عجز مثل الوهن ومشاكل في الوقوف والإصابة ببقع عمياء أو حتى الهذيان. وذلك وفقاً لما ورد في مجلة "ميدل إيست هيلث" الصادرة في دبي، استناداً إلى دراسة أُجريت في جامعة يوتا بالولايات المتحدة الأمريكية ونشرت بمجلة"Journal of Pediatrics".وقام الباحثون الأمريكيون بإجراء هذه الدراسة على 109 طفل تتراوح أعمارهم من 6 إلى 18 عام؛ حيث تم تشخيص حالتهم المرضية على أنها إصابة بصداع نصفي فيما بين عامين 2008 و2009. وقد ثبت من هذه الدراسة أن إصابة 50 % من الأطفال الذين يعانون من صداع نصفي مصحوب بأعراض الأورة قد ترجع إلى وجود الثقبة البيضوية الدائمة بالقلب (PFO)، وهي عبارة عن ثقب في الجدار الموجود بين أذني القلب الأيمن والأيسر.أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صداع نصفي دون أن يكون مصحوباً بأعراض الأورة، فيكون هذا الثقب لدى 25 % منهم، وهي نسبة متوافقة مع معدل الانتشار الطبيعي لذلك العيب الخلقي في محيط السكان.وأوضح المستشفى الجامعي بمدينة هايدلبرغ الألمانية أن هذا الثقب بين أذني القلب ينشأ لدى كل البشر قبل ولادتهم، ولكن بعد الولادة ينغلق من تلقاء نفسه لدى نحو 80 % من البشر، بينما يبقى مفتوحاً لدى 20 % منهم.وأوضح العلماء الأمريكيون أن الثقبة البيضوية الدائمة بالقلب لا تمثل أي خطر في المعتاد على الصحة، لكنها قد تسمح بسريان الدم غير المنقي في الرئتين وكذلك دخوله في الدورة الدموية بالجسم كله.كما أكد الخبراء الأمريكيون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات، حتى يمكن إثبات العلاقة بين العيب الخلقي بالقلب والصداع النصفي بشكل مؤكد.وفي حالة النجاح في ذلك، فإنه سيمكن الأطباء مستقبلاً من مساعدة المرضى، الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي المصحوب بأعراض الأورة قدر الإمكان، وذلك من خلال سد الثقب الموجود بين أذني القلب.المصدر: الوكالة الألمانية (د ب أ )