مرت مصر بالعديد من الأحداث التاريخية الهامة، وشهدت أرضها عدد كبير من الحضارات العريقة يأتي في مقدمتها الحضارة الفرعونية هذه الحضارة التي أذهلت العالم اجمع ومازال العديد من المستكشفين والباحثين يدرسونها ليكتشفوا أسرارها، وشهد العصر الفرعوني العديد من الأسر التي توالي فيها الملوك العظام لحكم مصر.
ونظراً لموقع مصر المتميز ومواردها العديدة فلقد تسارعت العديد من الدول لفرض سيطرتها عليها واحتلالها وذلك منذ القدم ففي العصر الفرعوني وبالتحديد في عصر الدولة الوسطى (2160- 1580) ق·م حيث كانت البلاد في هذه الفترة قد شهدت ازدهار في الزراعة والصناعة والهندسة المعماري مما جعلها مطمع من قبل الهكسوس فقاموا بغزوها، ولكن عمل القائد المصري أحمس على القضاء عليهم وطردهم، وبدأت مصر عصر جديد هو عصر الدولة الحديثة الذي شهد العديد من التطورات وأصبحت مصر فيه واحدة من أهم الإمبراطوريات، وحكم مصر العديد من الملوك العظام في العصر الفرعوني نذكر منهم أحمس، أمنحتب الأول، تحتمس الثالث، إخناتون وهو أول من نادي بوحدانية الله عز وجل، توت عنخ أمون، والملكة حتشبسوت والتي حكمت مصر قرابة العشرين عام ووصلت مصر في عصرها إلي ذروة مجدها، ترك العصر الفرعوني لمصر العديد من الآثار الخالدة والتي تدل على مدى التقدم الذي وصل إليه المصريون القدماء في العديد من المجالات وتشهد التحف المعمارية التي قاموا بتشييدها على مدى تقدمهم في الفن المعماري، والكتابة والزخرفة وغيرها من الفنون.
بدأ الضعف يحل على العصر الفرعوني في الفترة من الأسرة 21- 28 حيث قام الآشوريين بدخول مصر في عام 670 ق.م، ومن بعدهم الفرس ثم جاء فتح الأسكندر الأكبر الذي دخل مصر عام 332 ق.م وبدأ الحكم اليوناني لمصر، ويرجع الفضل في تشييد مدينة الإسكندرية إلي الأسكندر الأكبر، وبعد وفاة الإسكندر قام بطليموس بحكم مصر وأسس البطالمة دولة قوية ازدهرت فيها مصر وكأي دولة قوية في بدايتها تصاب بالضعف في النهاية فدخل الرومان مصر في فترة حكم كليوبترا وذلك عام 30 ق.م وبدأ عصر جديد من حكم الإمبراطورية الرومانية ، ثم جاء العصر القبطي، ثم جاء الفتح الإسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص عام 640 م، وازدهرت الفنون المعمارية الإسلامية التي تمثلت في المساجد والقلاع والحصون وكافة الزخارف والنقوش الإسلامية التي حفرت عليها، فشهدت البلاد في العصر الإسلامي نهضة موسعة في العديد من المجالات، ومن خلال العصور المختلفة مثل العصر الفاطمي والعصر الأيوبي.
ثم جاء مصر بعد ذلك المماليك ومن بعدهم محمد علي باشا " مؤسس مصر الحديثة" والذي عمل على أحداث نهضة في العديد من المجالات سواء في الزراعة أو الصناعة أو التعليم وقام ببناء جيش قوي لمصر.
شهدت أرض مصر أنواع كثيرة من الاستعمار منها الفرنسي، والبريطاني، والإسرائيلي وقام الشعب المصري بالعديد من الثورات والعمليات الفدائية والحروب حتى أستطاع التحرر من كافة أشكال الاستعمار مع الاحتفاظ بالهوية المصرية والأصالة والتراث، ومن التواريخ الهامة نذكر مايلي:
1798 الحملة الفرنسية على مصر.
1801 جلاء الاحتلال الفرنسي عن مصر.
1919 ثورة الشعب المصري بقيادة الزعيم سعد زغلول للمطالبة بالاستقلال من الاحتلال البريطاني.
1922 إلغاء الحماية البريطانية على مصر والاعتراف باستقلالها.
23 يوليو 1952 الثورة المصرية بقيادة محمد نجيب وإلغاء النظام الملكي وإعلان النظام الجمهوري وخروج الملك فاروق من مصر.
5 يونيو 1967 هجوم الجيش الإسرائيلي على مصر واحتلاله لسيناء والجولان والضفة الغربية للأردن.
6 أكتوبر 1973 انتصار الجيش المصري في حربه ضد إسرائيل بقيادة الرئيس المصري أنور السادات.
26 مارس 1979 توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
25 إبريل 1982 الانسحاب الإسرائيلي من طابا المصرية في سيناء، في عهد الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
المدن والسياحة
جامع الأزهر
عند التحدث عن المدن المصرية أو الأماكن السياحية في مصر نجد أن الكلام لا ينتهي وذلك لأن مصر تزخر بالعديد من المدن الجميلة وتحتل الأماكن السياحية معظم أجزاء هذه المدن فأينما يذهب السائح سوف يجد متعته سواء من خلال السياحية الأثرية والثقافية أو من خلال السياحة الطبيعية، فتكتظ مصر بالعديد من الأشكال السياحية.
تعتبر مدينة القاهرة العاصمة المصرية مركزاً نشطاً للعديد من الأعمال فنجد بها الغالبية العظمى من المصالح الحكومية والإدارات والهيئات وعلى الرغم من هذا الطابع الرسمي نجد بها أيضاً العديد من المعالم السياحية التي تبهر السياح نذكر منها: قلعة صلاح الدين، برج القاهرة، المتحف المصري، جامع الأزهر، الكنيسة المعلقة والعديد من المساجد والأماكن الأثرية والتي تضم أشكال مختلفة من الحضارة الإسلامية بما تركته من الفنون المعمارية والزخارف الإسلامية، ومن الأماكن التي يهوى السياح زيارتها للتسوق وجلب التذكارات والهدايا خان الخليلي، الغورية والحسين وغيرها من الأماكن الرائعة.
أبو سمبل
وتشتهر الجيزة بالأهرامات وأبي الهول والصوت والضوء وغيرها العديد من الآثار الفرعونية، وتتركز بالأقصر وأسوان والمدن المصرية الجنوبية أشكال كثيرة من الحضارة الفرعونية من معابد فرعونية وآثار مثل معبد فيلة، والدير البحري وغيرها.
ونجد بالإسكندرية عروس البحر الأبيض وملكة المدن المصرية المتوجة العديد من الآثار الرومانية والتي تتمثل في المتحف الروماني والمسرح الروماني وعمود السواري وغيرها من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية وحدائق المنتزه وقلعة قايتباي، ومتحف الأحياء المائية هذا غير الشواطئ الساحلية الرائعة الممتدة بطول الإسكندرية.
ومن المدن الجميلة التي يتوافد عليها السياح بغزارة للتمتع بسياحة الطبيعة والاستجمام وممارسة الرياضات المائية من غوص وتزلج وسياحة السفاري وغيرها نجد مدينة شرم الشيخ والغردقة ودهب هذه المدن التي تتميز بشواطئ رائعة ومحميات طبيعة تضم العديد من الكائنات البرية والبحرية المبهرة، بالإضافة للمنتجعات السياحية والفنادق والمقاهي والمطاعم .
ولا ننسى النزهات النيلية التي تجوب نهر النيل والتي يتمتع بها السياح، هذا النيل العظيم الذي يخترق معظم المدن المصرية ليوجد جو من الدفء والجمال بأضواء المراكب والبواخر والمدن التي تتلألأ على سطحه لتعطي جو من الإبهار والعظمة عليه.
وأخيراً فإن مصر هي المكان المثالي الذي يجب أن يضعه السائح في خريطته السياحية عندما يرغب بقضاء أجازة ممتعة، فأينما ذهب في جميع المدن المصرية سوف يجد المعالم الأثرية والطبيعية التي تبهر كل من يتوافد عليها.