مدونة شباب وبنات تقدم لكم الباب الاسبوعى من جريدة الاهرام الذى كان يكتبة الراحل عبد الوهاب مطاوع والان مع موضوع هذا الاسبوع استوقفتنى رسالة «الكرسى المتحرك» التى روى لك فيها كاتبها قصته الرائعة عن سلوكه الراقى، وتدينه الواضح، ورضائه بقضاء الله فكان أن قدر له سبحانه وتعالى الشفاء من مرض عضال، لكنه يتعرض لموقف صعب، لم يكن يتصور أن يجد نفسه فيه، بعد أن سجل أملاكه باسم زوجته، التى ألحت عليه بذلك ظنا منها أنه سيرحل عن الحياة، ولم يرزقا بأولاد، وبالتالى ستؤول معظم التركة إلى أخوته. فإذا بها هى التى تموت، بينما هو تعافى وكتب الله له الشفاء، ثم فوجئ بأشقاء زوجته الراحلة يطالبونه بحقهم فى أملاك شقيقتهم التى لم يكن لها أى ملك سوى ما كتبه له!! وقد دفعنى ردك الحكيم عليه، إلى أن أروى لك قصتى لتكون درسا وعبرة لكل الناس ألا تغرهم الدنيا، التى لا تساوى عند الله جناح بعوضة، لكن أكثرنا لا يدرك ذلك إلا بعد فوات الأوان، فأنا مهندس أقترب من سن الستين، نشأت فى أسرة ثرية بالقاهرة لأب مهندس، وأم معلمة بالتربية والتعليم، وأربعة أشقاء، ولد يكبرنى بعامين، وثلاث بنات يصغرننى بعدة سنوات، وتمتد جذور عائلتى أبوىّ إلى الأرياف، وقد تعارفا وتزوجا عن طريق الأهل والمعارف، والتحق أبى بشركة مقاولات كبرى، وتدرج فى مناصبها، واسندت إليه مشروعات عديدة، ونجح فى أن يؤسس شركة صغيرة فى نفس مجاله الهندسى، بالاشتراك مع أحد معارفه، حيث لم يكن ممكنا أن يسجل الشركة باسمه، وهو موظف، ووقعا أوراقا بينهما تثبت حقوق كل منهما، أما السجل التجارى فكان باسم شريكه، وتدرجت والدتى فى عملها، واحتلت منصبا مهما برغم صغر سنها فى ذلك الوقت، واكتملت لنا أسباب السعادة، وأقبلنا على الحياة فى جو جميل شجعنا على المذاكرة والتفوق، وصار والدنا المثل الأعلى لنا، فالتحق شقيقى الأكبر بكلية التربية مثل والدتنا، والتحقت بعده بكلية الهندسة مثل والدنا، وتبعنا شقيقاتنا فى كليات مختلفة، وما أجمل برنامجنا اليومى الذى عشقته على النحو الذى سرنا عليه سنوات طويلة، حيث كان بيتنا خلية نحل منذ تباشير الصباح... الكل يعد أوراقه التى سيذهب بها إلى كليته، وأبى وأمى يعدان ملفات العمل، ونتناول معا طعام الإفطار، ولا يهنأ أحدنا بوجبتى الغداء والعشاء أيضا إلا بمشاركة الجميع.
ومرت الأيام، وتخرج شقيقى الأكبر فى كليته، وعمل بالتدريس، ثم تزوج فى حفل كبير من زميلة له، جمعتهما قصة حب، وكانت صداقة والدتى بوالدتها هى مفتاح تعارفهما وزواجهما، ثم تخرجت فى كليتى، ووجدت الوظيفة فى انتظارى، وهى إدارة مشروع والدى، فلقد منحنى تفويضا بالتوقيع بدلا منه على الأوراق والمستندات الخاصة به بعد أن أستشيره فى كل أمر، وأخذ موافقته على القرار النهائى.
ومع توالى نجاحات الشركة، قرر أبى الانفصال عن شريكه، وأعطاه كل مستحقاته، وصارت الشركة ملكا لأبى، ولكنها مسجلة بأسمائنا أنا وأشقائى، وأعطانى تفويضا جديدا بإدارتها لخبرتى كمهندس، كما أننى لا أعمل فى جهة أخرى، وتزوجت ابنة رجل أعمال معروف تربطه صلة قوية بأبى، وتعمل بأحد المصارف الكبرى، وأنجبت منها ولدا وبنتا، كما أنجب شقيقى الأكبر ولدا وبنتين، وتزوجت شقيقاتى الثلاث من شباب ينتمون إلى عائلات مرموقة، وأنجبن البنين والبنات، وتحولت أسرتنا الصغيرة إلى عائلة كبيرة، وعشنا حياة رغدة، لم يعكر صفوها أى شىء.
وذات يوم، وبينما كنت أتابع سير العمل فى الشركة، جاءنى موظف يعمل مع أبى، وأبلغنى أنه شعر ببعض التعب، وتم نقله إلى المستشفى للفحص والعلاج، فأسرعت إليه، ووجدته ممددا على سرير العناية المركزة، وقد دخل فى غيبوبة استمرت عدة أيام، ثم رحل عن الحياة، فكانت الصدمة الأولى، إذ أنه لم يكن يعانى أى أمراض، ولم يشك من أى متاعب.. رحل، وهو فى عز صحته، وأوج نشاطه ولا تسعفنى الكلمات، لكى أصف لك حالة الحزن التى خيمت على العائلة كلها فلقد كان مثالا حيا للرجل الناجح الوفى، المخلص لمن حوله، فلم تعرف الضغينة طريقا إليه، ولذلك بكاه الجميع، ودعوا له بالرحمة والمغفرة، وحسن الثواب، وبعد نحو ثلاثة أشهر، فاتحنى أخوتى فى الميراث، فرددت عليهم بأنهم سيأخذون حقوقهم فى الوقت المناسب، بعد دراسة أوضاع الشركة، وتحديد ما لها، وما عليها وأعترف بأننى ماطلتهم كثيرا بحجج متعددة، وكان همى هو الحفاظ على الشركة كما هى بحوزتى!.
ومثلما فوجئت برحيل أبى من قبل، فقد تكررت المفاجأة برحيل شقيقى الأكبر فى أثناء إجرائه جراحة بالقلب، ولم تتحمل والدتى الصدمة الثانية، فسقطت مريضة، ولازمت الفراش فترة طويلة، وطالبتنى بأن أعطى أخوتى حقوقهم، وبادرت قبل رحيلها بتوزيع ما كانت تدخره من مال على الجميع، ثم فاضت روحها إلى بارئها... وهنا تقطعت أواصر الأخوة بيننا، فأخذ أولاد شقيقى الراحل وأخواتى البنات موقفا عدائيا منى، وقاطعونى، وصرت وابناى وزوجتى معزولين عنهم، وحدثتنى نفسى بأننى على حق، فهم مستقرون فى أعمالهم وبيوتهم، وأنا لا دخل لى سوى العائد من هذه الشركة، وإذا صفيتها ماذا سأصنع بعد ذلك؟... ولقد أيقنوا بأنهم لن يحصلوا على شىء من ميراث أبيهم، فانصرفوا عنى، ولم أعد أراهم، حتى إن اولاد أخى لم يسألوا عنا، ولا حتى فى المناسبات، فإذا سعيت لزيارتهم قابلونى بجفاء، ولم تفاتحنا أرملته فى أى شىء يخص الميراث، واعتمدت فى تربيتها اولادها على مرتبها ومساعدات من والدها... وهذه الاعترافات اقولها الآن لأبين فداحة ما ارتكبته فى حقهم.
وجاء الدور علىّ فى المرض، على نحو لم تكن له أى مقدمات، إذ لم أكن أدرى أننى مصاب بفيروس «سى» الذى نشط فجأة، ونهش كبدى، ولم يكن هناك بد من أن أخضع لجراحة عاجلة، وأوصى الأطباء بزرع كبد كامل لى فى الخارج باعتبارها الحل الوحيد لى، فسافرت إلى دولة أوروبية، وتم حجزى لعدة أشهر ثم أجريت لى الجراحة التى استنفدت معظم أموال الشركة فى السوق، وتكبدت خسائر كبيرة، ولم استطع تلبية المطالب المتزايدة من العملاء، ولا تسديد ديون البنوك، أضف إلى ذلك الظروف التى مرت بها مصر خلال السنوات الأخيرة، ولو بعت أصول الشركة فإنها لن تغطى هذه المديونيات.
ولم يعد أولاد أخى ولا شقيقاتى يسألوننى عن الميراث، وكانوا يتصلون بى كلما علموا بأننى فى وعكة صحية، وزارونى مرة أخرى بعد عودتى من الخارج، وأنا أشعر بما فى داخلهم من حزن مكتوم، وعزمت على أن أعطى كلا منهم حقه، معترفا بأننى أخطأت باستيلائى على الشركة، فالأوراق الذى تثبت حق كل منهم موجودة لدّى منذ أن أوكل أبى إلىّ المهمة، ولهم حقوق أيضا فى عائد الشركة طوال السنوات الماضية منذ رحيل أبى، وأصبح هذا الموضوع شاغلى الأول، وهمى الأكبر، ثم جاءنى «الإنذار الأخير» لتدارك ما فات، بإصابتى بالسرطان فى المخ، فلقد أدركت أن حياتى أوشكت على النهاية، وأنا أكتب إليك هذه الرسالة من على فراش المرض بلا ترتيب، والقلم يهتز فى يدى، وأتلفت حولى، فلا أجد أحدا بجانبى سوى زوجتى، فابناى مشغولان بحياتهما، ويزورانى كل عدة أيام، وأحيانا يكتفيان بالاتصال بنا تليفونيا، وشقيقاتى وأزواجهن يسألون عنى كل فترة، ولكننا افتقدنا الألفة والمحبة والدفء العائلى الذى عشناه فى سنوات شبابنا مع أبينا وأمنا، كما أن مصاريف العلاج الباهظة تدفعها زوجتى الآن من مالها الخاص، فأكاد أعلن إفلاس الشركة.
إن ضميرى يؤنبنى، وأخشى أن ألقى الله فى أى لحظة، وحقوق شقيقاتى وأولاد أخى لم أعطها لهم، فهل يصفحون عنى، ويتجاوزون عما ألحقته بهم من أذى بحرمانهم من ميراث أبيهم؟... إننى الآن على استعداد للتنازل عن الشركة بأكملها لهم للتصرف فيها، كيفما شاءوا، فكل ما أسعى إليه هو أن أرحل عن الدنيا خاليا من المعاصى والذنوب، فهل توجه إليهم كلمة ترجوهم فيها أن يعيدوا المياه بيننا إلى مجاريها، وبدء صفحة جديدة؟.. فأنا أعيش الآن فى انتظار لحظة العودة إليهم قبل أن يحين الأجل المحتوم.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
لقد غرك المال، فعصيت الله بأخذك أموال أشقائك، دون وجه حق، وكانوا أكثر حكمة منك، فلم ينازعوك أمام المحاكم حفاظا على صورة أسرتكم ووضعكم الاجتماعى، وما كان ينبغى أن تفعل ذلك، وقد اتاك الله من فضله الكثير، كما كانوا فى أحوج ما يكونون إلى ميراثهم من أبيهم للاستعانة به على متاعب الحياة، ومن يساندهم ويكون لهم أبا بديلا، وليس إنسانا انانينا لا هّم له إلا الاستحواذ على حقوق الآخرين.
لقد مات أبوك بلا مرض، ولم تتعظ لوفاته، ورحل شقيقك الأكبر بصورة مفاجئة، فلم تتوقف مع نفسك، لتعيد حساباتك، وواصلت سيطرتك على الشركة، وكان باستطاعتك الحفاظ عليها، واعطاءهم عائدهم منها، ولا أدرى كيف طاوعك قلبك، وارتاح ضميرك طوال هذه السنوات وأنت تأكل مالهم؟... وبعد كل ما رويت من مراوغات حتى وصلت إلى ما انت عليه الآن، لم يعد فى العمر متسع من الوقت لمزيد من المماطلة فى هذه المسألة المصيرية، فأسرع إلى استرضاء أولاد شقيقك، وأخوتك بإعطائهم الأوراق والمستندات التى تثبت حقهم فى الشركة، وتعويضهم مما يتيسر لديك الآن من أموال حتى، ولو كانت قليلة، وأن تطلب منهم العفو عما اقترفته من إهدار حقوقهم، وتصفية نفوسهم مما علق بها من شوائب أفعالك ضدهم، ومواقفك منهم، وأقول لهم: لقد متعكم الله بالصحة وراحة البال، وسارت بكم سفينة الحياة هادئة، وفى ذلك تعويض كبير عن الميراث الذى لم تحصلوا عليه طوال السنوات الماضية، فلكل شىء نهاية، وها هى حالة الاحتقان مع شقيقكم النائم على فراش المرض قد حانت، فاصفحوا عنه، فمن عفا وأصلح فأجره على الله.
وتدفعنى رسالتك يا سيدى إلى طرح سؤال مهم هو: متى يكون المال مجمعا للعائلة لا مفرقا لها؟ والإجابة هى أنه يكون مصدر التقاء لها عندما يصبح الشرع هو العامل الحاسم فى المعاملات بينهم، ومن الضرورى أن يتنبه الآباء إلى عدم ترك المسئولية فى يد واحد فقط من أبنائهم، وأن تكون هناك أوراق مكتوبة للعمل بها عند الحاجة، ويكون توكيل الأب أحد ابنائه لإدارة أمواله مرهون بشروط تضمن حقوق أخوته، ولا يعطى زمام كل الأمور إليه، فيبخسهم حقوقهم، ويستولى على أموالهم، كما استوليت أنت على حقوق أخوتك، فى وقت كانوا فيه فى أمس الحاجة إلى المال وتركتهم يواجهون الحرمان، بينما كنت ترفل فى معيشة رغدة وحياة مرفهة..
... نعم إننى أشعر بمدى الألم والأسى الذى عاناه أولاد شقيقك على يديك، فلا يعرف طعم اليتم إلا من يكابده فى سن صغيرة يحتاج فيها إلى الأب أو من يشعره بالحنان والعطف، لكن الشيطان زين لك سوء عملك فأخذت ما ليس لك حق فيه، ونسيت أن الله يمهل ولا يهمل، وأنك قد تحصد نتاج عملك فى الدنيا قبل الآخرة.
وإذا كان قد حدث ما انجررت إليه بإرادتك، فإن رابطة الأخوة التى جمعتكم هى الأسمى والأبقى على أى علاقة أخرى، فأنتم لا تحملون نفس الدم فقط، بل أيضا شركاء فى البيت الذى شهد لحظات سعادتكم وشقائكم، وتقاسمتم معا الضحك والبكاء، والنجاح والاخفاق، وتآزرتم فى السراء والضراء، ولكن سيطرة أوهام الثراء عليك، كانت كفيلة بتحويل المودة إلى عداء، والمؤازرة إلى جفاء.
ولقد أسهم والدك ـ رحمه الله ـ فى انفصام هذه الرابطة بتمييزك عليهم، من منطلق أنك تدير الشركة، ثم أعطاءك أوراقها... صحيح أنها تثبت حقوق أخوتك، لكنها بحوزتك، ولم تخرجها أو تعطها لهم بعد رحيل أبيك، وكان عليه أن يودعها أمانة لدى أحد أعمامك، أو أن يعطى كل واحد، ما يخصه بشرط ألا يتصرف فيه إلا بعد وفاته... فهناك أناس كثيرون فعلوا ذلك، وجنبوا ابناءهم الشقاء بعد رحيلهم، وصارت أواصر المحبة مستمرة كما هى، لم يزعزعها ميراث، أو مال، بعد أن أطمأن كل واحد إلى أنه أخذ نصيبه العادل منه.
وإننى أثمن موقف شقيقاتك، وأولاد شقيقك الراحل الذين لم يسمحوا لأنفسهم بأن يجروك إلى المحاكم، وفضلوا مكابدة الحاجة على إظهار نزاعهم لك على مرأى ومسمع من الجميع، والمؤسف أنك لم تلتفت إلى موقفهم النبيل، وظل المال سدا منيعا بينك وبينهم، مع أنه حقهم الذى كفله لهم الله سبحانه وتعالى... وجاء «الإنذار» الإلهى الأخير لك بابتلائك بالمرض لكى تتفكر فى أبويك وشقيقك الراحلين، كم عمروا فى الدنيا؟.. وأين هم الآن؟ وماذا افادتك الأموال التى أخذتها دون وجه حق؟.. وأذكر هنا خبرا استوقفنى فى أثناء أداء مناسك الحج هذا العام عن رجل بسيط، سافر إلى مكة، واستقر بها عاملا فى النظافة، وكان قد ترك بلاده بعد أن واجه بها شظف العيش، إذ حرمه شقيقه من ميراث له كان سيوفر له حياة مستقرة، وحمد الله أن استقرت أحواله فى هذا المكان المقدس، فينعم فيه بالقليل لكنه يعيش راضيا مطمئنا، وانقطعت صلته تماما بأخيه، وفجأة وجده أمامه حول الكعبة فى بيت الله الحرام، فانخرط الاثنان فى بكاء شديد وسط تكبير الحجاج الذين شهدوا هذا المشهد البليغ، وسمع من شقيقه ما حدث بعد مغادرته البلاد، حيث اصابه السرطان، ويعانى ضغوطا نفسية شديدة وتأنيب ضمير لا حد له، فحمل رحاله وجاء إلى مكة لكى يحج بيت الله الحرام، وهو يمنى نفسه بأن يغفر الله له، وكانت توبته صادقة، فساق الله أخيه إليه، ليعطيه حقه، ويعودان معا، وقد اكتملت لهما أسباب السعادة وراحة البال.
إنها دروس الحياة وعبرها التى نتعلم منها كل يوم جديدا، لكن الدنيا تغر الناس، ونسوا قول الحق تبارك وتعالى: «فلا تغرنكم الحياة الدنيا»، فهى إلى زوال، ولا أدرى كيف ينام أخ أو أب.. وهو ظالم لابنائه أو أخوته بحرمانهم من حقوقهم؟... وكيف يمكن له أن يتمتع بمال ليس له وحده، وإنما هناك من يشاركه فيه، لكنه يمسكه عنه، ألا يعى هؤلاء أن ما يفعلونه حرام، وأن المال يأتى، ولا يدوم، فهو كحالة المد والجزر، أحيانا يسيل بين أيدينا، فنصرف بسخاء، وأحيانا يشح منا، فلا نجد ما نصرفه، وذلك لحكمة إلهية ينذرنا بها الله، لكى نحس بالفقراء، ومن هم بحاجة إلى المال، فلا نبخل عليهم فى وقت الرخاء، ومن هنا فرض علينا الزكاة ودعانا إلى الصدقات التى تطهر أموالنا وأنفسنا، وتجعلنا أكثر احساسا بغيرنا، فما بالنا بحقوق الأشقاء فى ميراث أبيهم؟.
فلنتأمل الحياة والموت حولنا، ونتساءل، ماذا يأخذ الإنسان معه إلى قبره؟ ثم يجيب ويحكم بنفسه، إن كان هذا المال يستحق كل هذه الخلافات والقطيعة بين الأخوة والأحباب أم لا؟.
أسرع يا سيدى بالتكفير عن معصيتك ربك، وأعد إلى أخوتك حقهم وحاول أن تعوضهم عما فات فى حدود ما هو متاح لك، وأرجوهم أن يستجيبوا لندائك، وأن يتواصلوا معك من جديد، وسوف يقبل الله توبتك، فلقد سئل الإمام ابن تيمية عن المعصية: هل هى خير للعبد، فقال: نعم بشرط الندم والتوبة والاستغفار والانكسار، واسأل الله أن يكتب لك الشفاء، وأن يمتد جسر التواصل بينك وبين شقيقاتك وأولاد شقيقك الراحل، وكل عائلتك وأصدقائك بإذنه تعالى.